تقارير إقالة تشافي ألونسو من تدريب ريال مدريد تثير جدلاً واسعاً في الإعلام الإسباني، وتضع المدرب تحت ضغط غير مسبوق. فكل مباراة يخوضها الفريق أصبحت بمثابة اختبار حاسم، وكأن ألونسو طالب يسعى لإثبات جدارته بالبقاء في منصبه، بينما يقترب أكثر فأكثر من حافة الهاوية. هذه الأجواء المشحونة تذكرنا بأيام عصيبة مرت على النادي الملكي، وتثير تساؤلات حول مستقبل المدرب الإسباني مع الفريق.

الضغط الإعلامي والجماهيري على تشافي ألونسو

تزايدت التقارير الإسبانية التي تربط بقاء تشافي ألونسو في منصبه بشكل مباشر بنتيجة المباراة المقبلة ضد ديبورتيفو ألافيس. هذا الضغط الإعلامي المكثف، المبني على ما يوصف بـ “تسريبات” من داخل النادي، يلقي بظلاله الثقيلة على المدرب واللاعبين على حد سواء. لم يعد الأمر يتعلق بالأداء الفني فحسب، بل أصبح البقاء أو الرحيل مرهوناً بتحقيق الفوز في كل مباراة.

هذا الوضع يبعث برسالة واضحة لأي مدرب أو لاعب يرتدي قميص “الملكي”: لا يوجد أمان وظيفي، ولا مجال للخطأ أو إعطاء الفريق وقتاً للبناء والتطور. الخسارة تعني الرحيل، والتراجع في المستوى يعني الاستغناء عن خدماتك بغض النظر عن تاريخك وإنجازاتك السابقة.

تراجع مستوى ريال مدريد وتأثيره على موقف ألونسو

وصل تشافي ألونسو إلى هذه المرحلة الحرجة بسبب سلسلة من النتائج السلبية التي حققها ريال مدريد. فالفريق لم يتمكن من تحقيق سوى فوز واحد في آخر خمس مباريات في الدوري الإسباني، مما أدى إلى تراجعه بفارق سبع نقاط عن برشلونة المتصدر. هذا التراجع المفاجئ جاء بعد أن كان ريال مدريد متقدماً على غريمه التقليدي بفارق خمس نقاط، مما زاد من حدة الانتقادات والشكوك حول قدرة ألونسو على قيادة الفريق.

الخسارتان الأخيرتان أمام سيلتا فيغو في الدوري المحلي، ومانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا، كانتا بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. الآن، يسعى ألونسو بكل ما أوتي من قوة لاستعادة نغمة الانتصارات وإعادة الثقة إلى الفريق قبل فوات الأوان، لكن المهمة تبدو صعبة للغاية في ظل الظروف الحالية.

أزمة العلاقة مع اللاعبين.. فينيسيوس نموذجاً

لا يقتصر الضغط على تشافي ألونسو على النتائج السلبية فحسب، بل يمتد أيضاً إلى صعوباته في التعامل مع نجوم الفريق. فقد بات واضحاً أن الجماهير فقدت الثقة في المدرب، بل وتجاوز الأمر ذلك إلى المطالبة برحيل بعض اللاعبين، وعلى رأسهم فينيسيوس جونيور.

العلاقة بين ألونسو وفينيسيوس، وكذلك مع الجماهير، تبدو في أسوأ حالاتها، ولا يبدو أن هناك طريقاً للعودة. هذا الانفصال يضع ألونسو في موقف لا يحسد عليه، ويجعله أكثر عرضة للإقالة. يبدو أن إدارة ريال مدريد لم تعد تمنح المدرب “شيكاً على بياض”، وأن فلورنتينو بيريز لم يعد مقتنعاً بقدرة ألونسو على قيادة المشروع الرياضي الذي كان يأمل أن يكرر معه نجاحات زين الدين زيدان.

بدائل ألونسو تلوح في الأفق

في ظل هذه الأجواء المتوترة، بدأت الأحاديث تدور حول البدائل المحتملة لـ تشافي ألونسو في حالة إقالته. ويبرز اسم ألفارو أربيلوا، المدرب الحالي لفريق “ألكاستيا” (الفريق الرديف لريال مدريد)، كمرشح قوي ومفضل لدى إدارة النادي.

تعتبر وسائل الإعلام الإسبانية أربيلوا هو المرشح “الأكثر جاهزية” والأوفر حظاً لتولي المنصب، خاصة في ظل صعوبة التعاقد مع مدربين آخرين مثل زين الدين زيدان أو يورغن كلوب. فبيريز يواجه تحديات كبيرة في إقناع هؤلاء المدربين بالعودة إلى النادي الملكي.

تصريحات ألونسو حول أربيلوا

وعلق تشافي ألونسو بنفسه على إمكانية تولي أربيلوا تدريب الفريق، قائلاً: “أعتقد أن أربيلوا يمكن أن يكون مدرب ريال مدريد، فهو يقوم بالأمور جيدا، لكننا لم نتحدث عن ذلك”. هذا التصريح يعكس احترام ألونسو لأربيلوا، ولكنه لا يخفي حقيقة أن المدرب الإسباني يدرك تماماً أن مستقبله في النادي معلق على نتائج الفريق.

التشكيلة المتوقعة ومشاركة النجوم

على الرغم من الغيابات المؤثرة بسبب الإصابات والبطاقات الملونة، من المتوقع أن يدفع ألونسو بفيكتور فالديناس (من فريق ألكاستيا) أساسياً في مركز الظهير الأيسر. كما تأكدت مشاركة النجم الفرنسي كيليان مبابي، بالإضافة إلى الأورغوياني فيدو فالفيردي على الرغم من معاناته من إصابة عضلية.

وسيكون مبابي جزءاً من الرباعي الذهبي للفريق، إلى جانب البرازيليين رودريغو وفينيسيوس، وبيلينغهام. الضغط على هؤلاء النجوم سيكون كبيراً لإثبات جدارتهم وتحقيق الفوز في مباراة ألافيس الحاسمة.

هل يعود زيدان أو كلوب؟

بالرغم من ترشيح أربيلوا، لا تزال أسماء زين الدين زيدان ويورغن كلوب تتردد بقوة كبدائل محتملة. إلا أن عودة زيدان تبدو صعبة بسبب رغبته في تدريب منتخب فرنسا، بينما يفضل كلوب الابتعاد عن التدريب في الوقت الحالي.

الوضع الحالي يضع تشافي ألونسو في موقف صعب للغاية، ويجعله أمام تحدٍ حقيقي لإثبات جدارته بالبقاء في منصبه. فالنتيجة القادمة ستكون حاسمة، وقد تحدد مصير المدرب الإسباني مع النادي الملكي.

شاركها.
اترك تعليقاً