لم يكن النزال الذي جمع أسطورة الملاكمة الأميركي مايك تايسون ضد مواطنه صانع المحتوى جيك بول على قدر التطلعات على المستوى الفني، فقد مني الأول بخسارة مدوية وغير متوقعة، لكن كلا منهما كسب مبلغا كبيرا من المال.

وأخفق تايسون (58 عاما) بتسديد اللكمات المهمة خلال نزال من 8 جولات، حسمه بول بفارق كبير بالنقاط (80-72، 79-73، 79-73).

واستخدم بول (27 عاما) سرعته وتحركاته للهيمنة على تايسون، ووضع بطل العالم السابق في الوزن الثقيل في مأزق عندما وجّه له سلسلة من اللكمات في الجولة الثالثة، بينما اكتفى “الرجل الحديدي” بإصابة خصمه بـ18 لكمة فقط من 97 محاولة، مقابل 78 لبول من 278 محاولة.

قبل مواجهة جيك بول استغرب كثيرون موافقة تايسون على العودة إلى الحلبات بعد نحو 20 عاما من آخر نزال احترافي له، خصوصا أن فارق السن بينه وبين منافسه يصل إلى 31 عاما.

لكن أحد هذه الدوافع -بحسب صحيفة ماركا- كان الجانب الاقتصادي، على الرغم من أن بطل الوزن الثقيل السابق أعلن أن المال لا يهمه كثيرا في هذه المعركة، كونها تحديا شخصيا أكثر من أي شيء آخر.

وطبقا للصحيفة، فقد حصل كلا الملاكمين على أكثر من 60 مليون دولار لمجرد خوضهما النزال، في حلبة ملعب “إيه تي آند تي” (AT&T) في أرلينغتون بولاية تكساس الأميركية، 40 مليونا منها كانت من نصيب بول مقابل 20 مليونا لتايسون.

وتشير الصحيفة إلى أن “الاعتقاد السائد هو أن تايسون مليونير بالفعل، لكن في واقع الأمر تبدو الصورة مختلفة، إذ أهدر الملاكم الشهير معظم ثروته بعد انتهاء حياته المهنية، لذا فإن ربحا بهذا القدر من نزال واحد هو مهم له”.

وكان تايسون حصل على مليون يورو فقط عام 2020 بعد خوضه آخر نزال استعراضي ضد روي جونز جونيور انتهى حينئذ بالتعادل، بينما كسب اليوم نحو 20 ضعفا في نزال انتهى بخسارته.

الجانب المالي كان مهما أيضا لجيك بول الذي حصل على مبلغ ضخم يُقدر بأكثر من 6 أضعاف ما كسبه بعد فوزه في نزاله الأخير ضد مايك بيري، وتقاضى وقتئذ 7 ملايين دولار.

وعادت ماركا إلى الوراء لإظهار مدى أهمية الجانب المالي في النزال، مشيرة إلى أن تايسون حصل عام 1997 وفي ذروة مجده على 30 مليون دولار، بعد فوزه في النزال الأسطوري على مواطنه إيفاندر هوليفيلد.

ويبدو أن هذا الجانب المتعلق بالمال دفع مايك تايسون ليضع جانبا احتمال الخسارة أمام جيك بول وما تعنيه من تلطيخ لسمعته في عالم الملاكمة، بل أكد بعد السقوط المدوي أنه قد يعود قريبا لخوض نزالات أخرى.

انتقادات لاذعة لتايسون

لم تتأخر الانتقادات اللاذعة لتايسون بعد خسارته في أوساط عالم الملاكمة وخارجها، بعدما بدا البطل السباق ظلا لشخصيته السابقة، بحسب وصف شبكة “فوكس نيوز” الأميركية.

وكتب الصحفي المخضرم في مجال الملاكمة دان رافائيل على منصة “إكس” أنه “كان حزينا وهو يشاهد النزال”، مضيفا “هيئة تايسون لم تتغير، لكن لا يوجد شيء متبقّ من تايسون الملاكم”.

وعلق أسطورة فريق ليكرز لكرة السلة ماجيك جونسون “لقد قمت بإيقاف البث لأنني لم أعد أستطيع المشاهدة. من المحزن أن أرى مايك تايسون بهذا الشكل لأنني حضرت كل نزال له. لم تكن هذه المباراة الليلة رائعة في الملاكمة”.

أما الملاكم الأميركي في الوزن الخفيف الوسط تيرينس كروفورد فقال إن فريق التعليق -عبر منصة نتفليكس- كان يمنح تايسون “قدرا كبيرا من المجاملة”.

وأضاف “أنا أحب مايك لكنه بدا كأنه (قمامة)، أن يتدرب كل هذه المدة ويسدد 97 لكمة فقط طوال النزال أمر جنوني. أنا سعيد لأنه لم يتعرض لأذى هناك”.

في المقابل، انبرى البعض للدفاع عن مايك تايسون، ومنهم جيرفونتا ديفيس بطل الوزن الخفيف السابق الذي كتب على إنستغرام “ستظل أسطورة إلى الأبد، سواء أعجبهم ذلك أم لا، ولن يكون هناك أسطورة أخرى أبدا، وأنا أفهمك جيدا، كل هذا الهراء لا يعني شيئا”.

أما توني بيلو وهو ملاكم سابق في الوزن الثقيل، فقال إن جيك بول تعامل بلطف مع تايسون لتجنب تعرضه لإصابة بالغة خلال النزال.

وأضاف “أنا لا أحب هذا الطفل الأحمق الغبي (يقصد جيك بول) ولكنني سأقول هذا: لقد توقف عن ضرب مايك وأظهر له بعض الاحترام والكرامة بالسماح له بالبقاء على قيد الحياة!”.

وأكمل “لم يذهب بول للضربة القاضية، لقد نزل عنه وتركه. مايك، نحن جميعا نعشقك يا ملك، أنت بطل خارق بنظرنا جميعا؛ من عالم القتال الحقيقي!”.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.