في حدث أثار جدلاً واسعاً، منح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جائزة “فيفا للسلام” الأولى من نوعها، وذلك على هامش حفل قرعة نهائيات كأس العالم 2026. هذا القرار المفاجئ أثار تساؤلات وانتقادات من منظمات حقوقية، بينما أشاد به رئيس الفيفا جياني إنفانتينو. هذه المقالة ستتناول تفاصيل هذا الحدث، ردود الأفعال، والانتقادات الموجهة للجائزة، بالإضافة إلى تأثيرها المحتمل على كأس العالم القادمة.

جائزة فيفا للسلام: منح مثير للجدل لدونالد ترامب

خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 الذي أقيم في مركز كينيدي للفنون، شهد الحضور لحظة تاريخية وغير متوقعة. جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا، قام بمنح دونالد ترامب جائزة “فيفا للسلام”، وهي جائزة جديدة أطلقها الاتحاد الدولي. وقد أثارت هذه الخطوة دهشة الكثيرين، خاصةً بالنظر إلى سجل ترامب السياسي والجدل الذي يثيره عادةً.

إنفانتينو أشاد بترامب، مؤكداً أنه “استحق جائزة فيفا للسلام بكل تأكيد”. من جانبه، أعرب ترامب عن سعادته بالتكريم، مشيراً إلى إنجازاته في تحقيق السلام بين دول مثل باكستان والهند، وتجنب العديد من الكوارث. وأضاف أن هذا التكريم يعتبر من أعظم التكريمات في حياته.

تفاصيل حفل التكريم

تم تقديم الجائزة لترامب على شكل كأس ذهبية كبيرة وميدالية ذهبية اللون معلقة بشريط أزرق. وقد شارك ترامب لاحقاً في عملية سحب قرعة توزيع منتخبات البلدان المضيفة للمونديال (الولايات المتحدة وكندا والمكسيك)، في حدث تاريخي هو الأول من نوعه في مراسم القرعة. كما شاركه في ذلك كلوديا شينباوم رئيسة المكسيك، ومارك كارني رئيس وزراء كندا.

ردود الأفعال والانتقادات الموجهة للجائزة

لم تمر جائزة فيفا للسلام دون ردود فعل وانتقادات. منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية انتقدت الجائزة بشدة، مشيرةً إلى عدم وجود إجراءات شفافة في منحها، وعدم وجود مرشحين أو لجنة تحكيم واضحة. مينكي ووردن، مديرة هيومن رايتس ووتش، اعتبرت أن الجائزة تعد شيئاً جديداً بالنسبة لمجلس الفيفا، الهيئة المشرفة على الاتحاد، وأنها تثير تساؤلات حول معايير منحها.

بالإضافة إلى ذلك، أعرب متحدث باسم “مراسلون بلا حدود” عن قلق المنظمة من إمكانية رفض دخول الصحفيين إلى الولايات المتحدة خلال نهائيات كأس العالم بسبب ضوابط الدخول الصارمة. وأكدت ووردن أن وضع حقوق الإنسان والهجرة في الولايات المتحدة قد تغير بشكل كبير منذ تولي ترامب منصبه. هذه المخاوف تثير تساؤلات حول التزام الفيفا بحماية حرية الصحافة خلال البطولة.

تأثير الجائزة على كأس العالم 2026

يثير منح جائزة فيفا للسلام لترامب تساؤلات حول تأثير هذا القرار على صورة كأس العالم 2026. قد يرى البعض أن هذا التكريم يرسل رسالة متناقضة، خاصةً وأن ترامب معروف بسياساته المثيرة للجدل. من ناحية أخرى، قد يرى آخرون أن الفيفا تسعى إلى الاستفادة من شعبية ترامب لزيادة الاهتمام بالبطولة.

بالتأكيد، ستكون هناك حاجة إلى مراقبة دقيقة لكيفية تعامل الفيفا مع القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان وحرية الصحافة خلال البطولة. كما أن ضمان وصول سلس للصحفيين والإعلاميين سيكون أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على مصداقية الحدث. كأس العالم 2026 يمثل فرصة كبيرة للولايات المتحدة وكندا والمكسيك لإظهار التزامهم بالقيم الإنسانية وحقوق الإنسان.

مستقبل جائزة فيفا للسلام

من المرجح أن يواجه الفيفا ضغوطاً متزايدة لتوضيح معايير منح جائزة فيفا للسلام في المستقبل. كما أن هناك حاجة إلى إنشاء لجنة تحكيم مستقلة لضمان الشفافية والنزاهة في عملية الاختيار. إذا أراد الفيفا أن تكون هذه الجائزة ذات مصداقية، فعليه أن يثبت أنه ملتزم حقاً بتعزيز السلام وحقوق الإنسان.

الخلاصة

منح جائزة “فيفا للسلام” لدونالد ترامب كان قراراً مفاجئاً ومثيراً للجدل. في حين أشاد به رئيس الفيفا، إلا أنه أثار انتقادات واسعة من منظمات حقوقية. يبقى أن نرى كيف سيؤثر هذا القرار على صورة كأس العالم 2026، وما إذا كان الفيفا سيتخذ خطوات لضمان الشفافية والنزاهة في منح هذه الجائزة في المستقبل. من الضروري أن يظل الفيفا ملتزماً بقيمه الأساسية، وأن يضع حقوق الإنسان وحرية الصحافة في صميم أولوياته. فيفا يجب أن يثبت أن هذه الجائزة ليست مجرد أداة للعلاقات العامة، بل هي تعبير حقيقي عن التزامه بالسلام والعدالة.

شاركها.
اترك تعليقاً