لا يعد حمزة شيماييف أبرز المواهب الواعدة في رياضة فنون القتال المختلطة بفضل مستواه الفني والجسدي فقط، بل تميّزه يتجاوز ذلك إلى جانب آخر غير مألوف في عالم اللعبة القتالية، وهو قدراته اللغوية الاستثنائية خارج الحلبة والتي يحولها لضربات قاضية في نزالاته التي لم يذق فيها طعم الهزيمة طوال 18 نزالا.

هذا التعدد اللغوي يمنحه ميزة تنافسية فريدة، إذ يفتح أمامه آفاقًا عالمية ويعزز من مكانته في رياضة يشاهدها الملايين حول العالم.

وتوج البطل الإماراتي شيماييف، فجر اليوم، ببطولة العالم للوزن المتوسط بعد فوزه بالنزال الرئيسي ببطولة فنون القتال المختلطة 319 بجدارة على بطل العالم السابق الجنوب أفريقي دريكوس دو بليسيس، على حلبة مركز يونايتد بشيكاغو معقل فريق شيكاغو بولز.

مسيرة لغوية متعددة الجذور

وُلد شيماييف في مدينة غفارديسكوي بجمهورية الشيشان (إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية)، وهناك اكتسب لغته الأم الشيشانية، إلى جانب إتقانه اللغة الروسية التي تُعد اللغة الرسمية السائدة في المنطقة.

وعند بلوغه الثامنة عشرة، انتقل رفقة والدته وشقيقه إلى السويد، حيث بدأ خطواته الأولى في مسيرته الاحترافية بفنون القتال المختلطة. سنوات الإقامة في البلاد جعلته يتقن اللغة السويدية بطلاقة.

ومع انخراطه في عالم فنون القتال المختلطة، كان لزامًا عليه تعلم اللغة الإنجليزية، بوصفها لغة الإعلام والجماهير والمنظمة الأكبر للفنون القتالية. وبفضل ذلك، بات قادرًا على التواصل مع مختلف الأطراف بكفاءة عالية.

العربية والماندرين.. مفاجآت إضافية

لا تتوقف قدرات حمزة شيماييف عند هذا الحد؛ إذ يمتلك أيضًا إلمامًا باللغة العربية ولغة الماندرين الصينية، وإن لم تكن بنفس مستوى إجادته للغات الأخرى. ومع ذلك، فإن مستواه فيهما يتيح له القدرة على التفاعل في مواقف متنوعة.

وقد برزت هذه المهارة بشكل واضح في نزالات الفنون القتالية المختلطة 267 عندما واجه المقاتل الصيني لي جينجليانج. خلال المؤتمر الصحفي، قام شيمايف بتصحيح ترجمة المترجم الفوري، قائلا: “لقد ترجمتها بشكل خاطئ يا أخي، لقد قال إنه سيقضي علي”. في إشارة ذكية إلى فهمه المباشر للماندرين.

شاركها.
اترك تعليقاً