في زاوية هادئة من مدرجات ملعب المدينة التعليمية، يتربع رجل سبعيني، يراقب بشغف مباراة المنتخب السعودي أمام نظيره العُماني. هذه الصورة ليست مجرد مشهد عابر في بطولة، بل هي قصة وفاء وعشق تمتد لعقود، قصة العم عبد العزيز عبد الله المقدم، المشجع الأسطوري الذي يمثل تجسيدًا حقيقيًا لـ تشجيع كرة القدم السعودية.
قصة وفاء بدأت في الأحساء
بدأت حكاية العم عبد العزيز مع كرة القدم في سن الخامسة عشرة، عندما كان يشجع نادي هجر والمنتخب السعودي. كان يرافق المشجعين في رحلاتهم لحضور المباريات، متحديًا عقاب والده أحيانًا، لأن شغفه كان أقوى من أي شيء آخر. ينحدر العم عبد العزيز من مدينة الأحساء، لكن قلبه ينبض باللون الأخضر أينما حلّ. لم يكن مجرد متابع، بل كان جزءًا من المشهد، يضيف حيوية وحماسًا للمدرجات.
جذور الشغف في كأس الخليج
يقول العم عبد العزيز: “بدأت تشجيع نادي هجر والمنتخب السعودي عندما كان عمري 15 عاما. كنت أتنقل مع المشجعين لحضور المباريات، وكان والدي يعاقبني أحيانا بسبب ذلك، لكن الشغف كان أقوى”. وقد حرص على حضور جميع دورات كأس الخليج التي أقيمت في المنطقة، ولم يتخلّف عن أي بطولة شارك فيها المنتخب السعودي، باستثناء كأس العالم 1994 و1998. هذا الالتزام المستمر يعكس مدى ارتباطه العاطفي بالمنتخب الوطني.
رحلة مع الأخضر تتخطى الحدود
لم يقتصر تشجيع كرة القدم السعودية على البطولات الإقليمية، بل امتد ليشمل المحافل الدولية. حضر العم عبد العزيز العديد من المباريات خارج المملكة، متنقلاً بين المدن والدول لدعم وتشجيع “الأخضر”. على الرغم من تقدمه في العمر، إلا أنه لا يزال يصرّ على مرافقة المنتخب، مؤمنًا بأهمية الدعم الجماهيري.
حتى في أصعب الظروف
حتى الفحوصات الطبية لم تمنعه من متابعة المنتخب، فقد حضر مباراة لمنتخب الشباب السعودي في كأس العالم تحت 17 عامًا التي أقيمت مؤخرًا في قطر قبل أسبوعين من المباراة الحالية. هذا التفاني يظهر مدى حبه للعبة والتزامه بدعم شباب الوطن. ويؤكد أن مشجعي كرة القدم الحقيقيين لا يعرفون المستحيل.
رؤية العم عبد العزيز للمنتخب
يرى العم عبد العزيز أن المنتخب السعودي يحتاج إلى “مهاجم قوي ومدافع قادر على قيادة الخط الخلفي” ليذهب بعيدًا في البطولة. هذه الرؤية تعكس فهمه العميق للعبة وتحليله الدقيق لأداء المنتخب. ويؤمن بأن وجود عناصر قوية في الخطين الأمامي والخلفي هو مفتاح تحقيق النجاح.
جيل جديد من المشجعين
لدى العم عبد العزيز سبع بنات وولدان، أحدهما يسير على خطى والده في متابعة المنتخب من المدرجات، بينما لم تسمح ظروف العمل للآخر بالمواظبة على ذلك. هذا يظهر أن الشغف بـ كرة القدم السعودية يتوارثه الأجيال، وأن العم عبد العزيز قد نجح في غرس هذا الحب في قلوب أبنائه.
هل نشهد رحلة إلى أمريكا؟
لا يستبعد المشجع السبعيني أن يواصل رحلته مع الأخضر إلى الولايات المتحدة، قائلاً: “قد أسافر لتشجيع المنتخب هناك إن استطعت، وربما يرافقني أحد أبنائي”. هذا الطموح يعكس إيمانه بقدرات المنتخب ورغبته في أن يكون جزءًا من تاريخه.
رمز للوفاء والشغف
تبدو صورة العم عبد العزيز، بشاله الأخضر وابتسامته الدافئة في مدرجات الملعب، تجسيدًا لعمق الشغف الذي تحمله الجماهير السعودية لكرة القدم، ووفائها الدائم لمنتخبها مهما تقدمت السنون وتبدلت الظروف. إنه ليس مجرد مشجع، بل هو رمز للوفاء والشغف، وقصة ملهمة لكل محبي تشجيع كرة القدم السعودية.
في الختام، قصة العم عبد العزيز هي تذكير بأهمية الدعم الجماهيري في تحقيق النجاحات الرياضية. إنها دعوة لكل محبي كرة القدم في المملكة العربية السعودية لمواصلة التشجيع والوقوف خلف منتخبنا الوطني في كل المحافل. شارك هذه القصة الملهمة مع أصدقائك وعبر عن دعمك للمنتخب السعودي! #الأخضر #كرة_القدم_السعودية #تشجيع #المنتخب_السعودي #وفاء #شغف.















