يبدو مستقبل حارس المرمى الألماني المخضرم، مارك-أندريه تير شتيغن، مع نادي برشلونة الإسباني غامضًا للغاية. فبعد فترة غياب طويلة بسبب الإصابة، يواجه تير شتيغن صعوبات جمة في استعادة مكانه كأساسي، وهو ما أثار تساؤلات حول مستقبله مع الفريق الكاتالوني، واحتمالية تأثير ذلك على فرصته في المشاركة مع منتخب ألمانيا في كأس العالم 2026. هذا المقال سيتناول بالتفصيل آخر المستجدات حول وضع تير شتيغن في برشلونة، وتصريحات مدربه هانسي فليك، بالإضافة إلى تداعيات ذلك على مسيرته الدولية.
وضع تير شتيغن في برشلونة: صعوبات العودة للمرمى
عاد تير شتيغن مؤخرًا من إصابة في الظهر أبعدته عن الملاعب لمدة أربعة أشهر. ومع ذلك، لم يجد الحارس الألماني مكانًا له في التشكيلة الأساسية لبرشلونة، حيث استقر المدرب هانسي فليك على الاعتماد على الحارس الوافد الجديد، خوان غارسيا، كحارس مرمى رقم واحد.
هذا القرار لم يأتِ من فراغ، فغارسيا قدم أداءً جيدًا في الفترة التي غاب فيها تير شتيغن، وأثبت جدارته بحماية عرين الفريق. بالإضافة إلى ذلك، اضطر برشلونة للاستعانة بالبولندي فويتشيك تشيزني في بعض المباريات بسبب إصابة غارسيا، مما يعكس الثقة التي يحظى بها الحارس البولندي أيضًا.
تصريحات هانسي فليك الحاسمة
لم يترك هانسي فليك مجالًا للشك حول موقفه من حراسة المرمى في برشلونة، حيث صرح للصحفيين بشكل قاطع: “خوان هو الحارس رقم واحد لدينا، ليس هناك المزيد”. وأضاف أنه لا ينوي تحديد حارس مرمى ثانٍ أو ثالث، بل يركز فقط على اختيار الحارس الأساسي، معربًا عن ثقته الكبيرة في أداء غارسيا.
هذه التصريحات تعتبر بمثابة ضربة قوية لطموحات تير شتيغن في استعادة مكانه، وتؤكد أن المدرب الألماني لا يرى في الحارس المخضرم بديلًا مناسبًا لغارسيا في الوقت الحالي. فليك أكد أيضًا أنه ناقش هذا الأمر مع تير شتيغن شخصيًا، لكنه فضل عدم الكشف عن تفاصيل الحوار، قائلاً: “هذه وظيفتي، لكن ما حدث يظل بيننا”.
برشلونة يفكر في بيع تير شتيغن لتخفيف الأعباء المالية
بالإضافة إلى الجوانب الفنية، هناك أسباب مالية قد تدفع برشلونة إلى التفكير في بيع تير شتيغن. فالحارس الألماني يحصل على راتب مرتفع، ويعتبر عبئًا على ميزانية النادي التي تعاني من ضائقة مالية.
وبالتالي، فإن بيع تير شتيغن قد يساهم في توفير بعض الأموال، والتي يمكن استثمارها في تعزيز صفوف الفريق في مراكز أخرى. تقارير إعلامية إسبانية أشارت إلى أن إدارة النادي بدأت بالفعل في دراسة العروض المحتملة لتير شتيغن، تحسبًا لاتخاذ قرار بيعه في فترة الانتقالات القادمة.
تأثير الوضع على فرص تير شتيغن في كأس العالم 2026
لا يقتصر تأثير هذا الوضع على مسيرة تير شتيغن مع برشلونة، بل يمتد ليشمل أيضًا فرصته في المشاركة مع منتخب ألمانيا في كأس العالم 2026. فالمدرب يوليان ناجلسمان أكد أن تير شتيغن بحاجة إلى الحصول على دقائق لعب منتظمة مع ناديه إذا أراد أن يكون الخيار الأول لحراسة مرمى المانشافت.
في الفترة الأخيرة، اعتمد ناجلسمان على أوليفر بومان، حارس مرمى هوفنهايم، كحارس أساسي في مشوار تصفيات كأس العالم، وذلك بسبب غياب تير شتيغن عن الملاعب. ولكن، إذا استمر تير شتيغن في الجلوس على مقاعد البدلاء في برشلونة، فقد يضطر ناجلسمان إلى البحث عن بديل آخر أكثر جاهزية للمشاركة في كأس العالم.
المنافسة تشتد في حراسة مرمى ألمانيا
المنافسة على حراسة مرمى ألمانيا تشتد بشكل كبير، حيث يبرز العديد من الحراس الشباب الموهوبين الذين يتطلعون إلى تمثيل منتخب بلادهم في المحافل الدولية. بالإضافة إلى بومان، هناك حراس آخرون مثل ألكسندر نوبل وحارس مرمى بايرن ميونيخ، الذين يمثلون تحديًا كبيرًا لتير شتيغن.
لذلك، فإن تير شتيغن مطالب ببذل قصارى جهده لإثبات جدارته، واستعادة مستواه المعهود، سواء مع برشلونة أو من خلال الانتقال إلى نادٍ آخر يمنحه فرصة اللعب بانتظام. فالفرصة لا تزال سانحة أمامه، ولكنه بحاجة إلى العمل بجد واقتناص الفرص المتاحة له.
مستقبل تير شتيغن: هل يرحل عن برشلونة؟
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما هو مستقبل تير شتيغن مع برشلونة؟ هل سيستمر في الجلوس على مقاعد البدلاء، أم سيقرر الرحيل عن النادي بحثًا عن فرصة لعب أفضل؟
السيناريو الأخير يبدو هو الأقرب، خاصةً في ظل تصريحات هانسي فليك ورغبة النادي في التخلص من راتبه المرتفع. ولكن، يبقى القرار النهائي لتير شتيغن، الذي قد يفضل البقاء في برشلونة على أمل استعادة مكانه في التشكيلة الأساسية.
في الختام، يمر حارس المرمى الألماني بفترة حرجة في مسيرته الكروية. فالوضع في برشلونة لا يبشر بالخير، والمنافسة في حراسة مرمى ألمانيا تزداد حدة. لذلك، فإن تير شتيغن بحاجة إلى اتخاذ قرارات حاسمة في الفترة القادمة، من أجل الحفاظ على حظوظه في المشاركة في كأس العالم 2026 وتحقيق النجاح الذي يطمح إليه. تابعونا لمزيد من التحديثات حول هذا الموضوع الشيق.















