إستعان حارس مرمى باريس سان جيرمان، ماتفي سافونوف، بحيلة ذكية وغير تقليدية خلال ركلات الترجيح الحاسمة في نهائي كأس القارات للأندية “الإنتركونتيننتال” أمام فلامنغو البرازيلي، ليُصبح بطلًا لسهرة الأمس ويُهدّي فريقه اللقب. المباراة التي احتضنها ملعب “أحمد بن علي المونديالي” في العاصمة القطرية الدوحة، انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1 في الوقت الأصلي، ليتقرر مصير البطولة بشجاعة الحارس وقراراته في الركلات الترجيحية. هذا الفوز يعزز مكانة باريس سان جيرمان كأحد أبرز الأندية في العالم، ويُظهر تفوقهم في ركلات الترجيح، وهو ما سنسلّط الضوء عليه في هذا المقال.

تألق سافونوف وحيلة “المنشفة السحرية” في ركلات الترجيح

لم يكن تألق الحارس الروسي سافونوف (26 عامًا) مجرد تصدي لـ 4 ركلات ترجيح، بل كان طريقة تصديه هي ما أثار دهشة الجميع. صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية كشفت عن السر وراء نجاحه، ووصفته بـ”المنشفة السحرية”. فبينما يعتمد حراس المرمى عادةً على ملاحظات سريعة أو تدوين الزوايا المفضلة للمُسدِّدين على زجاجات المياه، لجأ سافونوف إلى طريقة أكثر تعقيدًا وفعالية.

قبل بدء ركلات الترجيح، شوهد الحارس وهو يستمع بتأني إلى توجيهات أحد أعضاء الجهاز الفني، الذي سلمه منشفة وجه. هذه المنشفة لم تكن مجرد قطعة قماش لإزالة العرق، بل كانت تحمل سرًا دفينًا.

كشف السر: ورقة الزوايا المفضلة للاعبي فلامنغو

أكدت “لو باريزيان” أن المنشفة كانت تخفي بداخلها ورقة مُدوّن عليها بدقة الزوايا المفضلة لكل لاعب من لاعبي فلامنغو لتسديد ركلات الترجيح. سافونوف كان يلقي نظرة خاطفة على هذه الورقة بين كل ركلة وأخرى، مما ساعده على توقع اتجاه التسديدة واتخاذ مركز مناسب للتصدي لها.

مقاطع الفيديو التي انتشرت على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أظهرت الحارس الروسي وهو يتفحص المنشفة بتركيز شديد، بعيدًا عن أعين المنافسين ومحاولة فهم “اللغة السرية” التي تحملها. هذه التفاصيل الصغيرة أحدثت فارقًا كبيرًا في النتيجة النهائية، وأكسبت سافونوف ثناءً واسعًا من كل من تابع المباراة.

إشادة مدرب فلامنغو وتحليل أداء الحارس

على الرغم من الخسارة، لم يتردد فيليبي لويس، مدرب فلامنغو، في الإشادة بأداء الحارس سافونوف والجهاز الفني لباريس سان جيرمان. وقال لويس في تصريح صحفي: “يبدو أن حارس سان جيرمان درس الأمر جيدًا. توقفه قبل ركلة بيدرو، وتمركزه في المنتصف أمام تسديدة ليو، جعلا الأمر يبدو كأنه كان يراقب تدريباتنا أمس”.

وأضاف مدرب فلامنغو: “ما فعله يستحق الإعجاب حقًا. أهنئ باريس، الذي لم يظفر باللقب عبر ركلات الترجيح فحسب، بل قدموا موسمًا رائعًا واستحقوا التتويج. أهنئ باريس وحارسه الذي تصدى لهذه الركلات ببراعة ومنح فريقه اللقب”. هذه الكلمات تعكس احترام المنافس لأداء سافونوف وقدرته على التأثير في نتيجة المباراة.

باريس سان جيرمان: سيطرة كاملة على ركلات الترجيح تحت قيادة إنريكي

هذا الفوز لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة عمل شاق وتخطيط دقيق من قبل الجهاز الفني بقيادة لويس إنريكي. صحيفة “ليكيب” الفرنسية كشفت عن أن باريس سان جيرمان حقق نسبة نجاح 100% في ركلات الترجيح منذ تولي إنريكي تدريب الفريق صيف عام 2023.

فاز فريق العاصمة الفرنسية في 4 مباريات حاسمة بالاعتماد على ركلات الترجيح، وهي:

  • باريس سان جيرمان 1-1 لنس (4-3 بركلات الترجيح) في 22 ديسمبر/كانون الأول 2024 في دور الـ32 من كأس فرنسا.
  • باريس سان جيرمان 1-1 ليفربول (4-1 بركلات الترجيح) في 11 مارس/آذار 2025 في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.
  • باريس سان جيرمان 2-2 توتنهام هوتسبير (4-3 بركلات الترجيح) في 13 أغسطس/آب 2025 في نهائي كأس السوبر الأوروبي.
  • باريس سان جيرمان 1-1 فلامنغو (2-1 بركلات الترجيح) في 17 ديسمبر/كانون الأول 2025 في نهائي كأس القارات للأندية.

تحول ملحوظ في الأداء

“ليكيب” أشارت إلى أن باريس كان قد خسر 5 مباريات من آخر 7 وصل خلالها إلى ركلات الترجيح بين عامي 2010 و2022. هذا التحول يثبت قدرة إنريكي على تحويل الفريق إلى كتلة صلبة في اللحظات الحاسمة، والتركيز على الجوانب النفسية والبدنية للاعبين. تدريب الفريق على سيناريوهات مختلفة لركلات الترجيح، وتحليل نقاط القوة والضعف لدى المنافسين، أثمر عن هذه السيطرة الكاملة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن إحصائيات الحارس ماتفي سافونوف هذا الموسم تؤكد على مستواه المميز. فقد شارك في 4 مباريات بمختلف المسابقات، واستقبل 3 أهداف فقط، وحافظ على نظافة شباكه في مباراتين، وفقًا لبيانات موقع “ترانسفير ماركت”. هذا يعكس قدرته على التأمين في الوقت الأصلي، وإضافة قيمة كبيرة للفريق في ركلات الترجيح.

في الختام، فإن فوز باريس سان جيرمان بكأس القارات للأندية لم يكن مجرد تتويج بلقب، بل كان درسًا في الاحتراف والتخطيط السليم، وأهمية الاستعداد لكل الاحتمالات في عالم كرة القدم. حيلة “المنشفة السحرية” التي ابتكرها ماتفي سافونوف ستظل محفورة في الذاكرة، وستكون مصدر إلهام للحراس الطامحين في تحقيق النجاح في بطولات كرة القدم. هذا التألق يعزز من قيمة الحارس كأحد أهم اللاعبين في الفريق، ويؤكد على أن ركلات الترجيح ليست مجرد حظ، بل هي مهارة تتطلب تدريبًا وتحليلًا دقيقًا.

شاركها.
اترك تعليقاً