في السادس من نوفمبر الماضي، تلقى نادي برشلونة ضربة موجعة بخسارته أمام تشلسي في دوري أبطال أوروبا. كانت الهزيمة مدوية على جميع المستويات، أداءً ونتيجةً. عقب المباراة، خرج الألماني هانزي فليك، مدرب الفريق، بتصريح جريء، واعدًا الجماهير بتحول كبير في أداء الفريق. السؤال الذي يطرح نفسه الآن، وبعد مرور فترة ليست بالقصيرة، هو: هل أوفى هانزي فليك بوعده؟ وهل شهدنا بالفعل برشلونة الجديد الذي بشّر به؟
وعد فليك وتحول أداء برشلونة
بعد الهزيمة أمام تشلسي، أكد فليك في تصريحاته الشهيرة: “أعدكم.. سنرى برشلونة مختلفًا قريبًا”. لم تكن هذه مجرد كلمات لتخفيف حدة الصدمة، بل كانت بمثابة إعلان عن بداية حقبة جديدة. وبالفعل، بدأت ملامح هذا التغيير تظهر تدريجيًا، ثم بشكل أكثر وضوحًا بعد تلك المباراة.
لم يكن التحول مجرد تغيير تكتيكي، بل شمل أيضًا جانبًا نفسيًا ومعنويًا. فليك عمل على استعادة ثقة اللاعبين، وتعزيز الروح القتالية لديهم، وإعادة الفريق إلى المسار الصحيح. هذا الجهد انعكس بشكل واضح على النتائج التي تحققت لاحقًا.
سلسلة الانتصارات: دليل على الوفاء بالوعد
منذ تلك الهزيمة أمام تشلسي، دخل برشلونة في سلسلة نتائج إيجابية للغاية. النتائج لم تكن مجرد انتصارات، بل كانت مصحوبة بأداء قوي ومقنع. إليك بعض النتائج التي حققها الفريق:
- برشلونة 3-1 ألافيس في الدوري الإسباني.
- برشلونة 3-1 أتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني.
- برشلونة 5-3 ريال بيتيس في الدوري الإسباني.
- برشلونة 2-1 أينتراخت فرانكفورت في دوري أبطال أوروبا.
- برشلونة 2-0 أوساسونا في الدوري الإسباني.
هذه الانتصارات المتتالية لم تكن كافية لإعادة الفريق إلى قمة دوري أبطال أوروبا بشكل كامل، حيث يحتل المركز الخامس عشر في ترتيب المجموعة الموحدة برصيد 10 نقاط (3 انتصارات، خسارتين، وتعادل). ولكنها كانت كافية لتحقيق السيطرة على الدوري الإسباني.
برشلونة يتصدر الليغا ويحطم الأرقام القياسية
بفضل سلسلة الانتصارات هذه، تمكن برشلونة من الوصول إلى صدارة جدول ترتيب الدوري الإسباني بفارق مريح يبلغ 7 نقاط عن أقرب منافسيه، ريال مدريد. هذا الفارق يعكس مدى قوة واستقرار أداء الفريق في الفترة الأخيرة.
بالإضافة إلى ذلك، حقق برشلونة 7 انتصارات متتالية في الدوري الإسباني منذ الخسارة أمام ريال مدريد في الكلاسيكو، محققًا بذلك العلامة الكاملة بـ 21 نقطة. هذا الإنجاز يؤكد على قدرة الفريق على استعادة توازنه بسرعة، وتحقيق نتائج إيجابية حتى في ظل الظروف الصعبة.
قوة هجومية لا مثيل لها
لم يقتصر تألق برشلونة على النتائج فحسب، بل امتد أيضًا إلى الجانب الهجومي. فقد تمكن الفريق من الوصول إلى الهدف رقم 100 في الدوري الإسباني هذا الموسم، ليصبح بذلك أكثر الفرق تسجيلاً للأهداف في عام 2025. هذا الرقم يعكس مدى فعالية خط الهجوم، وقدرته على هز الشباك باستمرار.
الأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو أن الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في عام ميلادي واحد يعود أيضًا إلى برشلونة، وتحديدًا في عام 2018، حيث سجل الفريق 102 هدفًا. وهذا يعني أن برشلونة الجديد يسير على خطى الفريق التاريخي، وربما يتمكن من تحطيم هذا الرقم القياسي في المستقبل القريب. التركيز على الهجوم المنظم والاعتماد على مهارات اللاعبين الفردية، مثل لامين يامال وبيدري، كان له دور كبير في هذا الإنجاز.
هل أوفى فليك بوعده حقًا؟
بالنظر إلى سلسلة النتائج الإيجابية، والأداء القوي، والسيطرة على الدوري الإسباني، يمكن القول بثقة أن هانزي فليك قد أوفى بوعده. لقد تمكن من تحويل برشلونة إلى فريق مختلف، أكثر قوة، وأكثر ثقة، وأكثر فعالية.
ومع ذلك، لا يزال هناك بعض التحديات التي تواجه الفريق، وعلى رأسها تحقيق نتائج أفضل في دوري أبطال أوروبا. ولكن، مع استمرار العمل الجاد، والتركيز على تطوير الأداء، يمكن لـ برشلونة الجديد أن يحقق المزيد من الإنجازات، وأن يعود إلى مكانته الطبيعية كواحد من أفضل الفرق في العالم. التحسن المستمر في الأداء التكتيكي، والاعتماد على الجيل الجديد من اللاعبين، سيكونان مفتاح النجاح في المستقبل.
في الختام، يمكن القول إن فترة فليك مع برشلونة بدأت بشكل صعب، ولكنها انتهت بتحول إيجابي كبير. الآن، يتطلع الفريق إلى مواصلة هذا الأداء المميز، وتحقيق المزيد من الألقاب والبطولات في السنوات القادمة. شاركنا رأيك، هل تعتقد أن برشلونة قادر على استعادة أمجاده الأوروبية؟ وما هي التحديات التي يجب على الفريق التغلب عليها؟















