في اعتراف صادم هزّ عالم الرياضة، كشف أسطورة التنس الصربي نوفاك ديوكوفيتش عن تفاصيل مروعة من بداياته الاحترافية، حيث اضطر والده إلى اللجوء إلى أساليب غير تقليدية – وحتى خطيرة – لتمويل رحلاته ومشاركته في البطولات. القصة التي أثارت جدلاً واسعاً تسلط الضوء على التحديات الاقتصادية التي واجهت عائلته، والإصرار الذي دفعه إلى القمة.
معاناة مالية في صميم الطموح: قصة نوفاك ديوكوفيتش
لم تكن رحلة نوفاك ديوكوفيتش نحو عرش التنس مفروشة بالورود، بل كانت مليئة بالعقبات والصعوبات، أبرزها النقص الحاد في الموارد المالية. في تصريحات أدلى بها مؤخراً، ونقلتها صحيفة “سبورت” الإسبانية، روى ديوكوفيتش كيف كانت تكلفة السفرهذه تكلفة باهظة في بداية مسيرته، وصل سعر الرحلة الواحدة إلى حوالي 5 آلاف دولار، وهو مبلغ كان يمثل تحديًا كبيرًا لعائلته التي كانت تكافح لتلبية الاحتياجات الأساسية.
اللجوء إلى المافيا: خيار يائس
للتغلب على هذا العائق، اضطر والد نوفاك إلى اتخاذ قرار جريء ومحفوف بالمخاطر. وكشف ديوكوفيتش بشكل مذهل أن والده لجأ إلى جهات مشبوهة، تحديدًا المافيا و المرابين، للحصول على التمويل اللازم. شرح الوالد لهم وضعه المالي الصعب، فوافقوا على إقراضه المبلغ المطلوب بفائدة مرتفعة جدًا بلغت 25%.
“كانت هذه هي الطريقة الوحيدة التي تمكنا بها من تأمين المال”، هذا ما قاله ديوكوفيتش، مضيفًا أن هذه الخطوة جلبتهما إلى سلسلة من المشاكل. الأمر لم يتوقف عند الفوائد المرتفعة، بل وصل إلى محاولة إيذاء الوالد، حيث تعرض لحادث سيارة، لكنه لحسن الحظ نجا وتمكن في النهاية من سداد الدين. هذه التفاصيل تبرز مدى التضحيات التي قدمتها عائلة ديوكوفيتش من أجل تحقيق حلمه.
استعادة الذكريات: نظرة على الوضع الاقتصادي للعائلة
لم يكتفِ نوفاك ديوكوفيتش بذكر تلك الحادثة المحددة، بل استرجع ذكرى مؤلمة أخرى تظهر مدى الصعوبات التي عانت منها عائلته. يتذكر بوضوح اليوم الذي وضع فيه والده 10 ماركات على الطاولة وأخبره أن هذا هو كل ما يملكونه.
رسالة والديه: الاختيار والمسؤولية
في تلك اللحظة الحرجة، عرض الوالد على نوفاك فرصة الاختيار: هل يريد حقًا أن يكرس حياته للتنس؟ إذا كان الأمر كذلك، فسيجدون معًا طريقة لتأمين المال اللازم. كانت والدته حاضرة أيضًا، وأكدت له أن التنس رياضة مكلفة للغاية. هذه اللحظة علمت ديوكوفيتش دروسًا قيمة، وأدرك أنه يجب أن ينضج بسرعة كبيرة وأن يتحمل مسؤولية قراره.
من المعاناة إلى المجد: مسيرة أسطورية
على الرغم من هذه الظروف الصعبة، تمكن نوفاك ديوكوفيتش من شق طريقه في عالم التنس ببراعة وإصرار. بجهده وموهبته، أصبح أحد أعظم لاعبي التنس على مر العصور. و يتجلى ذلك من خلال حصده 24 لقبًا في البطولات الأربع الكبرى “الغراند سلام”، بالإضافة إلى 101 لقب في رابطة محترفي التنس (ATP). إنجازاته هذه لم تكن مجرد أرقام، بل كانت شهادة على المعاناة والتحديات التي تغلب عليها.
الإرث المستمر والتطلع إلى المستقبل
أشادت الصحافة الرياضية بمسيرة ديوكوفيتش، مؤكدة أن بدايته لم تكن سهلة وأن والده اتخذ قرارًا حاسمًا. وأضافت أن ديوكوفيتش أصبح الآن من الرياضيين القلائل الذين يتمتعون بالقوة والجوع لتحقيق الألقاب، وليس فقط في عالم التنس بل في مختلف الرياضات.
على الرغم من بلوغه سن 38 عامًا، لا يزال نوفاك ديوكوفيتش يمتلك طموحًا كبيرًا. أعرب مؤخرًا عن رغبته في المشاركة في أولمبياد لوس أنجلوس 2028 حاملاً علم بلاده، وقبل ذلك يسعى للفوز بلقبه الخامس والعشرين في البطولات الكبرى. قصته هي دليل على أن الإصرار والتصميم يمكن أن يتغلبا على أي عقبة، حتى تلك التي تبدو مستحيلة. هذا اللاعب يلهم الكثيرين بالسعي وراء أحلامهم، بغض النظر عن صعوبة الظروف.
ختاماً، إن قصة نوفاك ديوكوفيتش ليست مجرد قصة نجاح رياضي، بل هي قصة كفاح وتضحية وإصرار. إنها تذكير بأن النجاح الحقيقي لا يأتي بسهولة، وأن العمل الجاد والتفاني هما السبيل الوحيد لتحقيق الأحلام. هل يمكن أن تلهم هذه القصة أجيالًا جديدة من لاعبي التنس؟ شاركنا رأيك في التعليقات!















