يتواجد العديد من قادة شركات التكنولوجيا في قمة الويب المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة خلال الفترة من 23 إلى 26 فبراير/شباط الجاري، ويركز هؤلاء القادة على الإعلان عن تقنياتهم الجديدة خلال هذا العرس التقني الكبير وتبسيطها للجمهور من خلال الاحتكاك المباشر معهم.
وقد كانت للجزيرة نت فرصة لقاء مديرة مايكروسوفت بقطر لانا خلف، والتي أجابت خلاله عن أبرز الأسئلة المتعلقة بالاتجاه الحالي في التكنولوجيا وهو الذكاء الاصطناعي وما تقدمه مايكروسوفت في هذ المجال للشركات والأفراد.
-
فريق مايكروسوفت بقمة الويب 2025 يعمل على بناء عالم وكلاء الذكاء الاصطناعي (AI Agent). هل يمكنكِ تبسيطه لنا؟ وكيف سيغير طريقة حياتنا وعملنا؟
حسنًا، أولًا، شكرًا جزيلاً للجزيرة نت على هذا اللقاء، نحن متحمسون جدًا لوجودنا في النسخة الثانية من قمة الويب قطر 2025.
كما ترون فإن التأثير العالمي للذكاء الاصطناعي كبير، لذلك نحن هنا في قمة الويب لعرض كيفية تسريع الابتكار باستخدام الذكاء الاصطناعي، والعمل على تمكين كل شخص من خلال كوبايلوت (Copilot) على تحسين إنتاجيته.
تقنيات مايكروسوفت المختلفة في هذا المجال تسمح بتحسين كفاءة كل عملية داخل إطارات العمل المختلفة باستخدام وكيل الذكاء الاصطناعي، مما يعزز عجلة الابتكار في كل مؤسسة، ونحن نرى أن هذه هي مهمتنا الرئيسية في هذه القمة.
بالإضافة إلى ذلك، سترون عرضًا توضيحيًّا كيف سيصبح العالم القائم على الوكلاء الأذكياء، وكيف يمكن للمؤسسات والجهات بناء بنية تحتية تعتمد على الوكلاء الأذكياء للاستفادة الكاملة من قوة الذكاء الاصطناعي، ليس فقط لتحفيز الابتكار ولكن أيضًا لاتخاذ قرارات حاسمة وتحقيق الكفاءة بشكل أفضل.
وكيل الذكاء الاصطناعي هو برنامج يمكنه التفاعل مع بيئته وجمع البيانات واستخدامها لأداء مهام محددة ذاتيا لتحقيق أهداف محددة مسبقًا. ويحدد البشر الأهداف، لكن وكيل الذكاء الاصطناعي يختار بشكل مستقل أفضل الإجراءات التي يحتاج إلى تنفيذها لتحقيق تلك الأهداف.
-
إذن، نحن نتحدث عن القطاع الحكومي والشركات؟ هل هذا نموذج أعمال بين الشركات أكثر من كونه للأفراد؟
نحن الآن نرى أن وكلاء الذكاء الاصطناعي يتم استخدامهم في العمليات المعقدة، أو في سيناريوهات تتطلب تنفيذ مهام متكررة تتطلب الكثير من الأشخاص لإكمالها وفقًا لخطوات عمل محددة.
وفي هذه السيناريوهات، يمكننا أن نرى كفاءة هائلة باستخدام الوكلاء، حيث يمكنهم تولي هذه المهام وأداء العمل نيابة عن البشر بطريقة أسرع وأفضل.
-
مع إطلاق “آزور أوبن إيه آي” في قطر، مايكروسوفت تقدم قوة هائلة للذكاء الاصطناعي إلى المنطقة. ماذا يعني ذلك للشركات والجهات الحكومية والمستخدمين العاديين هنا؟
أولًا، نحن فخورون للغاية عن الإعلان عن إطلاق “آزور أوبن إيه آي” (Azure OpenAI) بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وإدخال أحدث وحدات معالجة الرسومات (GPUs) إلى قطر، وإتاحتها في مركز بيانات مايكروسوفت في قطر لتمكين الابتكار لكل مؤسسة وكل شخص في قطر، ومن قطر إلى العالم.
هذا خبر رائع للمنطقة بشكل خاص، لأنه لا يعالج فقط مسألة توطين البيانات، بل يعزز أيضًا قدرات المعالجة، مما يتيح لجميع المؤسسات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي أو ترغب في استخدامه، القيام بذلك داخل قطر، مما يعزز الابتكار في المستقبل.
نحن نتفهم في مايكروسوفت المخاوف المتعلقة بالوظائف، ولكنْ هناك نقطتان يجب ذكرهما:
النقطة الأولى بالنسبة لقطر فقط (وليس عالميا)، نحن نقدر أن إدخال “آزور أوبن إيه آي” والذكاء الاصطناعي التوليدي إلى قطر سيؤدي إلى خلق أكثر من 13 ألف وظيفة جديدة في الاقتصاد القطري بحلول عام 2030.
أما النقطة الثانية فإننا لا نرى أن الناس سيفقدون وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي، بل نرى أن الأشخاص الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي ستكون لديهم فرص أفضل للحصول على وظائف أكثر، وسيحلّون محل أولئك الذين لا يستخدمونه.
لذلك، نحن نشجع الجميع، خصوصًا من خلال مبادرات التدريب وإعادة التأهيل التي أطلقناها بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مثل المركز الرقمي للتميّز، لاكتساب المهارات اللازمة في الذكاء الاصطناعي. لأن كل شخص يتبنى الذكاء الاصطناعي سيكون أكثر كفاءة وإنتاجية.
-
دعم الشركات الناشئة جزء أساسي من إستراتيجية مايكروسوفت في الذكاء الاصطناعي. ما الفرص التي توفرونها لرواد الأعمال في قطر، وكيف يمكنهم الاستفادة من هذه الأدوات؟
بالتأكيد، مايكروسوفت ملتزمة جدا بتمكين رواد الأعمال، والشركات الناشئة، وكل شخص لديه فكرة. هذا جزء من هويتنا الأساسية، وهكذا بدأت مايكروسوفت، لذا نحن نقدم دعمًا كبيرًا للشركات الناشئة.
-
فكرة “سباق الذكاء الاصطناعي” تبدو أنها طريقة ممتعة لعرض تأثيره. ما الفكرة من وراءه؟ وما الذي تأملون أن يستفيده المشاركون؟
بصراحة، تحدثنا سابقا عن الذكاء الاصطناعي وما يمثله سرعة تبني هذه التقنية. لكننا أردنا أن نجعل الناس يختبرون الفرق بأنفسهم، فالفكرة ليست فقط توضيح التقنية، بل تمكين الأفراد من الشعور بالتجربة. لذلك أردنا تغيير العقلية تجاه الذكاء الاصطناعي، وإظهار مدى سهولة استخدامه على المستوى الشخصي.
ولإظهار قوة الذكاء الاصطناعي حقًّا، فقد عرضنا اليوم في جناحنا شيء يسمى سباق الذكاء الاصطناعي وهو تحدٍّ يتم فيه إعطاء شخصين نفس المهمة: أحدهما يستخدم الذكاء الاصطناعي وكوبايلوت والوكلاء، والآخر لا يستخدمها. ومن خلال شاشة رقمية نشاهد من يستطيع إنجاز المهمة بشكل أفضل وأسرع، لنرى التأثير الحقيقي للذكاء الاصطناعي على أرض الواقع.
وعندما يشارك الناس في السباق، فالأمر لا يتعلق بالتقنية فقط، بل يتعلق بتغيير طريقة تفكيرهم، وجعلهم يشعرون بالتأثير الحقيقي للذكاء الاصطناعي بطريقتهم الخاصة وليس من منظور تقني بحت.
-
الذكاء الاصطناعي يتطور بسرعة، وهناك حماس كبير ولكنه يثير أيضًا بعض المخاوف. كيف توازن مايكروسوفت بين الابتكار والمسؤولية، خاصة مع ازدياد قوة الذكاء الاصطناعي؟
بالتأكيد، هذه مسؤولية تتبناها مايكروسوفت. فمع كل هذا التغيير السريع عالميا والتقنيات الجديدة التي تظهر كل يوم، حتى نحن في مايكروسوفت لدينا شيء كل 3 أشهر.
لذلك، هناك أمران أساسيان:
بناء الذكاء الاصطناعي بطريقة مستدامة بحيث تعكس التغيرات المستمرة والالتزام بالذكاء الاصطناعي المسؤول.
ففي مايكروسوفت، نتبنى مبدأ “الذكاء الاصطناعي المسؤول ليس بحسب التصميم فقط بل بالبنية الأساسية”. وهذا يعني أن الأمان والمسؤولية مدمجان في كل مرحلة من تطوير الذكاء الاصطناعي.
ولهذا السبب، عند استخدام الذكاء الاصطناعي، من المهم الاعتماد على شركة موثوقة توفر الشفافية، وتضمن أن يكون الذكاء الاصطناعي مدعومًا بالبشر وليس العكس.
لذلك نحن نعمل مع فريق متخصص لضمان أمان الذكاء الاصطناعي، بحيث يكون آمنًا بشكل افتراضي، ومسؤولًا تجاه المجتمع، وخاليًا من التحيزات.
بالطبع، هناك مخاوف، ولهذا نحتاج إلى سياسات وتنظيمات واضحة لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة صحيحة، ولكننا نرى أن هذا الطريق يجب أن نسلكه بحذر ووعي شديدين.