يستبشر الأهالي في الإمارات مع بداية شهر يوليو من كل عام بأمطار «الروايح» التي تهطل على فترات مختلفة خلال شهري يوليو وأغسطس وتخفض من درجات الحرارة وتجري الأودية والشعاب، ويعرف عن أمطار الروايح بأنها غيوم صيفية ركامية تتكون بسبب تدفق الرطوبة التي تحملها رياح الكوس الجنوبية التي تهب من خليج عمان.

وعند صعود الرطوبة إلى طبقات الغلاف الجوي، تصبح مناسبة لتشكل السحب الركامية الرعدية الماطرة، لتبدأ حينها أمطار الروايح في الهطول، وتحديداً في بعض مناطق الدولة الداخلية كالعين وحتا، وتمتد إلى المناطق الشمالية من الدولة، مثل وادي القور، وشوكة وكدره.

مناطق

وبين الدكتور إبراهيم علي محمد، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة الإماراتية، أن المناطق ذات التربة الجافة تمتاز بارتفاع درجة الحرارة فيها خلال النهار، ما يسبب نشاطاً في دورة هواء البحر وينجم عنه سقوط للأمطار في معظم أنحاء الدولة.

ومن جانبها أوضحت فاطمة المغني، الخبيرة في التراث الإماراتي: أن «الروايح» هي أمطار صيفية عابرة، يبدأ هطولها مع بدايات شهور يوليو وأغسطس، وتتركز غالبيتها في المناطق الجبلية والأودية، وتكون مصحوبة ببعض بالبرد.

وقال زايد غانم المزروعي، الخبير الزراعي: العديد من الناس لا يعرفون عن «أمطار الروايح»، وهي أمطار عابرة تهطل في مناطق مختلفة بالدولة، خلال أشهر يونيو ويوليو وأغسطس. وفي العادة لا تأتي هذه الأمطار على المناطق الساحلية.

حيث تتركز غالبيتها في المناطق الجبلية والأودية. لافتاً في الوقت نفسه أن نشاط تلك الأمطار بالدولة، يتركز على المناطق الممتدة بين العين والذيد ومسافي. وأشار المزروعي إلى أنه قديماً كان ساكنو المناطق يتوقعون قدوم هذه الأمطار، ومن ثم يبدأون بإخبار الأهالي من أجل الاستعداد لها. موضحاً أن هذه الرياح تكون مصحوبة ببعض البرد الذي يضيف جمالاً على هذه الأماكن.

وبين أن السكان قديماً كانوا يحرصون عند معرفتهم بقرب هطول الأمطار على تجهيز أراضيهم من خلال رفع منسوبها حتى لا تتسبب الأمطار في جرف البذور، وبالتالي عدم الاستفادة منها بالشكل الأمثل، مشيداً بدورها في مساعدة المزارعين على نمو الخضروات بكل أنواعها.

تسمية

وأكد عبدالله المر الكعبي، باحث في التراث الإماراتي على أن سبب التسمية بأمطار «الروايح» تتعدد أسبابها، حيث يصاحب حدوثها رياح هابطة، لا سيما التي تبدأ مع اشتداد الصيف وتتركز على المناطق الجبلية والشرقية وتتجه من الشرق للغرب، وأنها كلما تعمقت هذه الرياح فإنها تضعف تدريجياً.

وأضاف: «هطول الأمطار يؤدي إلى جريان العديد من الأودية حول مدينة العين منها وادي صاع ووادي ملاقط ووادي أم غافة، حيث تمتلئ هذه الأودية بمياه الأمطار».

إلى ذلك تواصل لليوم الرابع على التوالي، هطول الأمطار على مختلف المناطق، وذلك نظراً لاستمرار تأثر الدولة، بامتداد خط الالتقاء المداري «ITCZ»، وتحركه باتجاه الدولة مع تقدم المنخفضات السطحية من الجنوب والعلوية من الشرق، يصاحبها تدفق السحب باتجاه المنطقة والدولة.

وتوقع المركز الوطني للإرصاد، استمرار هطول أمطار الخير خلال اليوم وغداً، خصوصاً على المناطق الشرقية والجنوبية، نظراً لكونها قد تشهد تكوّن بعض السحب الركامية.

توقعات

وأفاد المركز الوطني للإرصاد، أن مناطق متفرقة من الساحل الشرقي لدولة الإمارات، شهدت أمس الخميس، وفي تمام الساعة الـ 7 و41 دقيقة صباحاً، هطول أمطار خفيفة، مصحوبة برياح جنوبية شرقية إلى شمالية غربية، تراوحت سرعتها ما بين 10 إلى 40 كيلومتراً في الساعة.

وحول حالة الطقس المتوقعة اليوم، أفاد المركز أن الطقس سيكون غائماً جزئياً بوجه عام، مع فرصة لتكوّن بعض السحب الركامية شرقاً وجنوباً، يصاحبها سقوط أمطار، وتكون الرياح جنوبية شرقية إلى شمالية شرقية خفيفة، إلى معتدلة السرعة، تنشط أحياناً، وتكون مثيرة للغبار، وتتراوح سرعتها من 15 إلى 40 كيلومتراً في الساعة. وأوضح المركز أن البحر يكون خفيفاً إلى متوسط ارتفاع الموج في الخليج العربي وفي بحر عمان.

 

 

 

 

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.