تماشياً مع مبادرة الإمارات الاستراتيجية للحياد المناخي 2050، تتجه مدارس خاصة في أبوظبي نحو اعتماد المناهج الإلكترونية والحد من استخدام المطبوعات لتحقيق فوائد عدة أبرزها الحفاظ على البيئة والحد من استنزاف الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى عوائد اقتصادية من خلال توفير تكاليف طباعة الكتب، فضلاً عن إتاحة الفرصة للطلبة للاطلاع على المنهج الدراسي عن طريق الأجهزة اللوحية في أي وقت أو مكان كما يقول عدد من المتخصصين وأولياء الأمور، في حين يرى آخرون أن بعض الطلاب يفضلون التعلم من المطبوعات لأنها تساعدهم في التركيز أكثر وتجنب التشتت الذي قد تتسبب به الأجهزة اللوحية، فضلاً عن أهمية المناهج المطبوعة في تنمية مهارات الطالب في القراءة والكتابة، لافتين إلى أن تحقيق التوازن بين المنهاجين سيوفر تجربة تعلم شاملة.

تطبيق رقمي

وقال ثابت عبيدات، المرشد الأكاديمي في مدرسة «الياسات الخاصة»، إن المدرسة تعتمد التحول الإلكتروني، حيث تتيح استخدام تطبيق رقمي لطلابها بالتعاون مع محرك جوجل، وهذا التطبيق يوفر حزمة واسعة من الاستخدامات التعليمية واسعة النطاق تتيح للطالب ما يحتاجه في منهاجه الدراسي من تطبيقات ومحركات بحث ووسائط تعليمية متعددة، كما أن الجهاز اللوحي للطالب يخضع لرقابة المدرسة وولي الأمر بعدم السماح للاتجاه إلى المواقع غير المصرح بها، مؤكداً أن التحول الرقمي له مميزات كثيرة أبرزها استخدام الجهاز اللوحي من أي مكان وزمان وعدم الارتباط بالمطبوعات والكتب الدراسية، كما يُغني الطالب عن الحقيبة المدرسية، بالإضافة إلى تنمية المهارات الرقمية والتي تعتبر أهم أدوات المستقبل».

وأوضح عبيدات أن من أهداف المنهاج الرقمي تنمية مهارات الطالب وتوفير كافة الأنشطة التعليمية، بالإضافة إلى تحقيق الاستدامة والحد من المطبوعات التي تلوث البيئة وتؤدي إلى قطع المزيد من الأشجار، وبذلك يسهم التحول الرقمي في المدارس إلى الحد من البصمة الكربونية وتعزيز استراتيجية الإمارات في تحقيق الحياد الكربوني 2050، بجانب عوائد اقتصادية تتعلق بتوفير تكلفة المطبوعات على المدرسة وولي الأمر.

من جانبه، يرى سليم عبدالدايم، المرشد الأكاديمي في مدرسة الإمارات الخاصة، أن التحول الرقمي والحد من المطبوعات المدرسية يحمل فوائد عدة للطالب منها الاستغناء عن الحقيبة المدرسية والتخلص من وزنها، وتجنب نسيان الكتب أحياناً، مشيراً إلى أن الجيل الحالي يستخدم الأجهزة اللوحية لعدة ساعات في اليوم، وعليه سيكون من المفيد استغلال هذه العلاقة بين الطلبة والأجهزة اللوحية وتحويلها إلى منهاج إلكتروني يخدم تطلعات الطالب والمدرسة بتحقيق المعرفة الكاملة في أي زمان ومكان.

يقول أنس عادل مدير مدرسة المنهل الدولية الخاصة، إن لكل من المناهج الإلكترونية والمطبوعات الورقية فوائد وتحديات، حيث يسمح التحول الرقمي بالشمولية في عناصر الوسائط المتعددة مثل الفيديو والصوت والتفاعلات الرقمية، بالإضافة إلى الوصول السهل والمريح إلى موارد الدراسة للطالب والمعلم والأسرة، ما يعزز المرونة والراحة، وفي المقابل، يجد بعض الطلاب أن التعلم من المطبوعات يساعدهم على التركيز أكثر وتجنب التشتت الذي قد يحدث عبر الوسائط الرقمية، مضيفاً أن التوازن بين الاستخدامين يمكن أن يوفر تجربة تعلم شاملة وفعالة.

بدورهم، أوضح عدد من الطلبة أن التحول نحو المنهاج الرقمي سيمكن من الاستغناء عن الحقيبة المدرسية والتخلص من وزنها والتنقل بها، بالإضافة إلى تجنب نسيان الكتب أو تلفها، كما أن التحول الرقمي سيعزز التجربة التعليمية بإتاحة كل ما يحتاجه الطالب عبر الجهاز اللوحي المعزز بواسطة الفيديو ومنصات الأنشطة التي تنمي المهارات.

مراحل

وعلى صعيد أولياء الأمور، يرى أحمد الدويري فوائد عدة للمنهاج الإلكتروني، ويشير إلى أهمية استثمار شغف الجيل الحالي من الطلبة بالأجهزة اللوحية، وبالتالي عوضاً عن استخدامها في الألعاب والأشياء غير المفيدة، يمكن التوجه نحو الدراسة الرقمية، خصوصاً أن أغلبية الجامعات تعتمد في دراستها على المنهاج الإلكتروني، ويجب تأهيل طلبة المدارس بشكل جيد وفاعل للتكيف مع التحول الرقمي في الجامعات، مضيفاً أن تركيز أبنائه بصفة شخصية على الأجهزة اللوحية أفضل بكثير من الكتب المدرسية المطبوعة، ونتائجهم أفضل في اختبارات «الأونلاين» مقارنة بالورقي.

في المقابل، تؤكد ولية الأمر نسرين أبو الخير، أهمية وجود الكتاب المطبوع في المراحل الأولى من التعليم، وذلك لتنمية مهارات الطالب في القراءة والكتابة وتحسين الخط باللغتين العربية والإنجليزية، ويمكن استخدام تجربة المنهاج الإلكتروني الكامل في المرحلتين الثانية والثالثة للتعليم الأساسي عند اكتمال المهارات الأساسية للطالب وإدراكه بشكل كامل للتعامل الرقمي.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.