أكد تربويون أهمية تدريس الثقافة المالية في المدارس وإيجاد شراكات مع الجهات الحكومية والخاصة وتنفيذ محاضرات وورش توعوية حول أهميتها، إذ تعد أحد الجوانب الحيوية في تعليم الشباب، وتساهم في رسم مستقبلهم المالي وتمكينهم من اتخاذ القرارات المالية الصائبة.

ولفتوا إلى أهمية إدخال برامج إثرائية في المناهج الدراسية ابتداء من مرحلة رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية، لتشمل كافة المناهج التعليمية، مفيدين بأن المرحلة الثانوية في المدارس الحكومية والخاصة المطبقة لمنهاج وزارة التربية والتعليم تدرس الثقافة المالية من خلال مادة إدارة الأعمال وهي أحد المقررات الأساسية في تلك المرحلة، والتي تهدف إلى تعريف الطلاب بمفاهيم إدارة الأعمال وأنواعها في السوق الإماراتي والأسواق العالمية.

وقال عبدالله جابر معلم إدارة الأعمال في مدرسة الدرة الدولية، إن تعليم الثقافة المالية في المدارس ليس مجرد تعليم، بل يهدف إلى تزويد الطلاب بالمهارات العملية الضرورية لإدارة أمورهم المالية الشخصية والتعامل مع التحديات المالية في الحياة اليومية، حيث يوفر لهم فرصة لاكتساب المعرفة اللازمة لفهم النظام المالي، وتطوير مهارات التخطيط المالي وإعداد الميزانيات الشخصية، واتخاذ القرارات المالية المسؤولة.

وأوضح أنه بفضل تدريس مادة إدارة الأعمال والثقافة المالية في المرحلة الثانوية، يتم تمكين الشباب ليكونوا أفراداً ذوي قدرات مالية مستدامة والقادرين على الازدهار في البيئة الاقتصادية المتغيرة، مشيراً إلى أن تطوير قدراتهم في مجال إدارة المال يمكنهم من تحقيق الاستقلال المالي، وإدارة الأعمال، والتخطيط لمستقبلهم بثقة واكتساب المهارات اللازمة للنجاح في سوق العمل العالمي.

تحديات وفرص

وبدورها، أكدت التربوية سها وائل شعشاعة، أهمية إمكانية تقديم دورات تدريبية للمعلمين لتعزيز معرفتهم ومهاراتهم في مجال الثقافة المالية، مما يساعدهم على تقديم المحتوى بشكل أكثر فعالية وإلهاماً وإنشاء محتوى متعدد الوسائط وعالي التفاعل مثل مقاطع الفيديو والرسوم البيانية حول مواضيع الثقافة المالية، ويمكن للمؤسسات التعليمية تطوير مناهج تعليمية تضم مواضيع مالية مهمة، مثل الإدارة المالية الشخصية، والميزانية الشخصية، والاستثمار، كجزء من المناهج الدراسية في المدارس، وتطبيق برامج مثل التاجر الصغير والتي تعزز من خبرات الطلاب العملية، وتطوير تطبيقات تعليمية لتعليم الطلاب المفاهيم المالية بطريقة تفاعلية.

وحول التحديات والفرص لتعزيز مفاهيم الثقافة المالية في المدارس، قالت شعشاعة، إن الثقافة المالية إحدى مهارات المستقبل التي ينبغي إكسابها للطلبة والتي تساعد على تنمية الاتجاهات الإيجابية الاقتصادية لديهم وتساعدهم في ممارسة السلوك الاقتصادي السليم واتخاذ القرارات الصحيحة فيما يتعلق بمواردهم المالية وفهم الأثار المترتبة على ذلك واختيار ما يناسب احتياجاتهم من منتجات على أكمل وجه.

من جهتها ترى التربوية هدى ربيع أن الشراكات المجتمعية مع الهيئات الاقتصادية والمؤسسات المالية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة الطلاب، بدءاً من التعاملات البسيطة في المراكز التجارية وصولاً إلى إعدادهم للمشاريع الصغيرة وتدريبهم على إعداد دراسات مالية حقيقية لمشاريعهم، إذ أصبحت المنهاج تعزيز هذا الفكر، لتساهم في إعداد جيل قادر على التعامل بعقلية اقتصادية ومبدعة، وقادر على استغلال الموارد بشكل أفضل واستثمارها بما يحقق الفائدة والاستدامة.

المدارس

وبدورها، تحدثت التربوية حنان محمود البوادي عن دور المدارس في توجيه الطلاب نحو الثقافة المالية، مؤكدة أن المدارس تلعب دوراً هاماً في نشر الثقافة المالية بين طلابها، حيث تساعدهم في تدريبهم على إعداد ميزانية شخصية واتخاذ قرارات مالية مناسبة، كما تساهم المدارس في تعريف الطلاب بمفاهيم اقتصادية مثل الاستثمار، وعندما يكتسب الطلاب فهماً للثقافة المالية، يمكن توجيههم نحو التطبيق الفعلي والمثمر من خلال وضع خطة للتوفير وإدارة المصروفات وتحقيق أهداف مالية شخصية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.