يعد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، رائد العمل الإنساني في العالم، ومن أبرز الشخصيات الملهمة في هذا المجال، بما يمتلكه سموه من مسيرة حافلة في إغاثة الشعوب، ودعم المشروعات والبرامج الخيرية والإنسانية والصحية في العالم أجمع، وتوجيهات سموه لدعم التكنولوجيا والابتكار، وتسخيرهما، لتحقيق مستقبل آمن ومستدام للبشرية كلها، وتحسين جودة الخدمات الطبية للمرضى في العالم.

وتمثل صحة الإنسان أولوية لطالما أكد عليها صاحب السمو رئيس الدولة، إذ يرى سموه أن الاستثمار في الصحة أولوية رئيسية في استراتيجية الإمارات التنموية ورؤيتها للمستقبل، مشدداً على التزام الإمارات بمواصلة العمل لدعم الصحة وجهود مكافحة الأمراض في العالم.

وعلى مدى السنوات الماضية، شكلت توجيهات ورؤية صاحب السمو رئيس الدولة، الأساس الذي انطلقت منه مبادرات الإمارات ومساهماتها ومشاريعها الإنسانية، التي استهدفت تعزيز البرامج الصحية والعلاجية، وتنفيذ حملات التطعيم، وتوفير اللقاحات لملايين الأطفال حول العالم.

وأسهمت المبادرات الإنسانية لصاحب السمو رئيس الدولة في تعزيز مكانة الإمارات ضمن الدول الرائدة عالمياً في تقديم المساعدات التنموية والعمل الخيري، إذ أضحت عنصراً ثابتاً ودائماً في مواجهة أغلب الأزمات الإنسانية التي يشهدها العالم، بصرف النظر عن المكان، أو العرق، أو الدين.

ويمثل حصول صاحب السمو رئيس الدولة على جائزة «الشخصية الإنسانية العالمية» من برلمان البحر الأبيض المتوسط، في مايو الماضي، حجم العرفان والتقدير العالمي لدور سموه وإسهاماته المستمرة في جهود الإغاثة الإنسانية حول العالم، التي كرست مكانته كأحد أبرز النماذج المضيئة في تاريخ العمل الإنساني.

وتزخر مسيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالعديد من المبادرات الهادفة للنهوض بالقطاع الصحي في العالم، وتعزيز المنظومة الدولية لمكافحة الأوبئة الأكثر تهديداً لحياة البشر، فخلال جائحة «كوفيد 19»، سارع سموه إلى مد يد العون إلى العالم، دون تفرقة أو تمييز، ووصلت مساعدات الإمارات، بتوجيهات سموه، إلى 135 دولة، كما أسهمت الأيادي البيضاء لسموه بشكل كبير في المبادرات المعنية بالقضاء على الأمراض المدارية المهملة، التي تشكل أكثر الأمراض المعدية فتكاً في العالم، وتؤثر في حياة أكثر من 1.6 مليار نسمة.

وأطلق سموه في عام 2017 صندوق «بلوغ الميل الأخير»، وهي مبادرة مدتها 10 سنوات، بقيمة 100 مليون دولار، بهدف التمهيد لإنهاء مرضين مداريين مهملين ومدمرين، هما: العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفاوي.

مشروع

وفي إطار مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم، قدم المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان من عام 2014 حتى نهاية العام 2022 نحو 667.5 مليون جرعة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال، مستهدفة 17 مليون طفل في باكستان.

كما يعد معهد «غلايد» الذي تأسس عام 2019 على يد سموه، بالاشتراك مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس، إضافة حاسمة إلى قطاع الصحة العالمي وجهوده في تسريع القضاء على الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها، ولا سيما الملاريا وشلل الأطفال والأمراض المدارية المهملة والخيطيات اللمفاوية والعمى النهري.

وإثر الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، وجه سموه بإطلاق عملية «الفارس الشهم 2»، التي قدمت العلاج إلى 13.4 ألف حالة. وفي 5 نوفمبر الماضي، أمر صاحب السمو رئيس الدولة ببدء عملية «الفارس الشهم 3» لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة، التي تضمنت إرسال المساعدات الإنسانية والصحية والأدوية، كما دشنت الإمارات مستشفى ميدانياً متكاملاً في القطاع، وأرسلت مستشفى عائماً إلى قبالة سواحل مدينة العريش لمعالجة المرضى والمصابين الفلسطينيين.

ووجه صاحب السمو رئيس الدولة باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من غزة من مختلف الفئات العمرية لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية في مستشفيات الدولة، كما وجه سموه باستضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.

وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بدأت دولة الإمارات، مؤخراً، حملة تطعيم طارئة في قطاع غزة، في خطوة استراتيجية لحماية أكثر من 640 ألف طفل من خطر شلل الأطفال.

دعم الابتكارات

وفي إطار دعم سموه للابتكارات والتقنيات التي تسهم في تحسين جودة الحياة وتحقيق مستقبل صحي آمن ومستدام للبشرية، وجه صاحب السمو رئيس الدولة بإطلاق «مبادرة محمد بن زايد للماء» لمواجهة التحدي العالمي العاجل المتمثل في ندرة المياه.

وتهدف المبادرة إلى تسريع تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة لمعالجة ندرة المياه، إضافة إلى اختبار فاعلية هذه الحلول لمواجهة هذا التحدي العالمي المتفاقم.

وفي الأول من مارس الماضي جرى الإعلان عن شراكة بين «مبادرة محمد بن زايد للماء» ومؤسسة «إكس برايز» الأمريكية، تهدف إلى إطلاق مسابقة للحد من ندرة المياه، تمولها المبادرة بمبلغ 150 مليون دولار، وتتضمن جوائز تصل قيمتها الإجمالية إلى 119 مليون دولار لتحفيز المبتكرين حول العالم على تقديم حلول فاعلة ومستدامة وتطويرها لتعزيز كفاءة تقنيات تحلية المياه وتكلفتها، كما أسهمت الإمارات خلال السنوات الماضية في دعم مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن بمبلغ 150 مليون دولار لإنشاء «معهد الشيخ زايد للابتكار في جراحة الأطفال»، ومبلغ 30 مليون دولار لإنشاء «مجمع الأبحاث والابتكارات»، وذلك في إطار رؤية الدولة الهادفة إلى تحسين حياة الأطفال من مختلف أنحاء العالم من خلال دعم تطوير العلاجات التي تنقذ حياتهم وتعزيز مستويات الخدمات الصحية المبتكرة المقدمة لهم.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.