يرسخ عيد الأضحى المبارك باقة من القيم المجتمعية الأصيلة، في مقدمتها التزاور وصلة الرحم.

ومن ذلك مجالس العيد التي يجد فيها الأصدقاء والأهل متسعاً للأحاديث والأنس وبث السرور، إلى جانب السؤال عن كبار المواطنين وتفقدهم والاطمئنان عليهم، واستعادة ذكرياتهم الجميلة التي عاشوها ومن المستحيل نسيانها.

وأوضح مواطنون ومقيمون لـ«البيان» أن فرحة العيد لا تكتمل وتزدان إلا بحضور المجالس، التي تمثل مظهراً من مظاهر التقارب بين الأجيال، إذ يحرص فيها الكبار، لا سيما فئة كبار المواطنين، على تعليم الشباب والأطفال أبجديات الحياة عموماً، والتطرق لبعض القيم وأصول السنع، وذلك من خلال مناقشاتهم وحواراتهم الإيجابية والهادفة، وتعليمهم أيضاً أهمية التزاور وصلة الأرحام.

وقال راشد الحفيتي: إن مجالس العيد تعد جزءاً من التراث المجتمعي الأصيل في دولة الإمارات، بل ونقطة الالتقاء بين أفراد الأسرة والأعيان من مختلف الشرائح المجتمعية بلا استثناء، وفرصة لمقابلة الأصدقاء ومعرفة أحوال الناس، وتشكل مجالس العيد في حد ذاتها ملتقى الأجيال.

وفرصة جميلة لتعزيز صلة الأرحام وغرس القيم الحميدة في نفوس الأبناء، فهي بمثابة مدارس يتعلم فيها الأبناء السنع والعادات والتقاليد وقيم المجتمع، حيث يحرص فيها كبار المواطنين على استعادة ذكرياتهم التي تضفي جواً من التشويق والحنين للماضي في المجالس.

تعزيز الهوية

كما أكد الدكتور بشار علي أن أهم ما يميز المجالس الإماراتية بصفة عامة هو حرصها على أن تكون مكاناً أصيلاً لتعزيز الهوية الإماراتية، والتطرق من خلال النقاشات للعادات والتقاليد والقيم الإماراتية بهدف تعريف الشباب والأطفال بها.

وأضاف: «تتميز مجالس العيد بأنها ملتقى لتجمعات المواطنين في أول أيام العيد عن غيرها من الأيام، حيث تتحول فعلياً إلى ملتقى يجمع معظم الأقارب والأصدقاء وحتى الجيران القدامى، كما تهدف هذه المجالس إلى تعزيز التواصل مع أفراد المجتمع، واستثمار أيام العيد لتقوية مشاعر التلاحم الاجتماعي بين كل الفئات المجتمعية وترسيخ الوعي بمفاهيم وقيم الهوية الوطنية في دولة الإمارات».

تجمع للأهالي

بدوره، أشار علي محمد الكعبي إلى أن مجالس العيد تعتبر بمثابة مراكز مجتمعية تستقطب تجمعات الأهالي والجيران والأصدقاء، كما تسهم في ترسيخ أهمية المشاركة والتكاتف الاجتماعي في مختلف المناسبات، ومنها العيدان. وأضاف الكعبي: «تعد الأعياد عموماً فرصة لتعزيز أهمية وقيمة المجالس في نفوس الأبناء، كما تعد المجالس مدارس يتعلم فيها الأبناء التقاليد وقيم المجتمع.

كما لا يخلو منها في كثير من الأحيان دعوة صاحب المجلس ضيوفه في وقت الغداء لوليمة عامرة يشارك فيها الجميع، ويعبرون عن فرحتهم بهذه المناسبة السعيدة». وأبدى الكعبي سعادته حينما يحرص كبار المواطنين في المجالس على استعادة وإحياء ذكرياتهم التي تضفي جواً من التشويق والإثارة، وتشد استماع وانتباه جميع من هم في المجلس.

احترام وتقدير

وقال ياسر المعمري: «أرى أن مجالس العيد في دولة الإمارات لا تزال تحافظ على طقوسها الأصيلة وبصمتها القديمة، وذلك في العديد من الجوانب، التي تتمثل في احترام وتقدير الكبير، والعطف على الصغير والسؤال عنه، وإعطائه العيدية التي تسعده وتبهج قلبه.

وليس هذا فحسب، إذ إن مجالس العيد لها سَمتها الخاص الذي يختلف فعلياً عن المجالس التي نقيمها «كما نحرص أيضاً على اصطحاب الأطفال لمجالس العيد، واستماعهم للأحاديث التي تدور بين الكبار، وبدورنا نحرص على أن تكون نقاشاتنا هادفة، بحيث يكتسبون الخبرات التي تعينهم في شؤون حياتهم، وصقل معارفهم الحياتية».

مستذكراً مجلس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، حيث تمتع، رحمه الله، بشخصية قيادية وملهمة عز نظيرها، وحرص على لقاء المواطنين في أيام العيد في مجلسه، والسؤال عنهم، مشيراً إلى أن مجلس العيد من المستحيل أن يخلو من تقديم فوالة العيد، التي تعد تقليداً محلياً عريقاً، وعادة جميلة تتناقلها الأجيال، بحيث تقتضي الترحيب بالزوار خلال أيام العيد وتقديم الحلويات والأطعمة الشهية لهم.

حفاوة الاستقبال

وأضاف: «نعم، حيث يشعر ضيوف المجلس بحفاوة الاستقبال وحرارة الترحيب أينما حلّوا، وتستقبلهم الابتسامات النابعة من القلب مصحوبة بتهنئة العيد «عيدكم مبارك»، مع أجمل روائح البخور والعطور الإماراتية، تأكيداً على تمسك المجتمع الإماراتي بتقاليد الضيافة العربية الأصيلة».

 

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.