طالب قادة مجموعة «بريكس»، أمس، خلال قمة افتراضية استثنائية (عن بعد) لبحث الوضع في الشرق الأوسط، خاصة تصاعد الأحداث في قطاع غزة، بإعلان هدنة إنسانية في غزة على خلفية القصف الإسرائيلي المتواصل للقطاع.

وذكر قادة «بريكس»، في بيان ختامي للقمة الاستثنائية «طالبنا بهدنة إنسانية فورية، ودائمة، ومستدامة، تؤدي إلى وقف الأعمال العدائية».

وأكد القادة أن «الحل العادل، والدائم، للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لا يمكن تحقيقه إلا بالوسائل السلمية»، مطالبين المجتمع الدولي بدعم «المفاوضات المباشرة على أساس القانون الدولي، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والجمعية العامة، ومبادرة السلام العربية، من أجل التوصل إلى حل الدولتين».

ونوّه القادة إلى «ضرورة منع المزيد من زعزعة الاستقرار وتصعيد العنف، بما في ذلك امتداد الصراع إلى المنطقة، ودعوة جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس».

ووفق البيان الختامي «أكد القادة التزامهم بالحل السلمي للخلافات والنزاعات من خلال الحوار والمشاورات الشاملة بطريقة منسقة وتعاونية ودعم كافة الجهود بما يؤدي إلى التسوية السلمية للأزمات». ودعا البيان «للإفراج الفوري، غير المشروط، عن جميع المدنيين المحتجزين بشكل غير قانوني، وضمان سلامتهم، ورفاهيتهم، ومعاملتهم معاملة إنسانية، والامتثال للقانون الدولي في ذلك». ودانت القمة «أعمال العنف التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين، بما في ذلك جرائم الحرب، والهجمات العشوائية، واستهداف البنية التحتية المدنية، فضلاً عن جميع الأعمال الاستفزازية، والتحريض، والتدمير».

كما دانت قمة «بريكس» الاستثنائية «أي نوع من النقل القسري، والترحيل الفردي أو الجماعي للفلسطينيين من أرضهم، سواء إلى داخل غزة، أو إلى الدول المجاورة».

روسيا: هدنة طويلة الأمد

صرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في كلمة خلال القمة، بأن المهمة الملحة الآن هي هدنة فلسطينية إسرائيلية طويلة الأمد، وقال إن «الوضع في قطاع غزة يظهر أن الولايات المتحدة تحاول احتكار دور الوساطة في التسوية الفلسطينية الإسرائيلية».

وأضاف: «الهدن الإنسانية الكاملة (وقف إطلاق النار) في قطاع غزة ضرورية، لإطلاق سراح المحتجزين، وأن مقتل الآلاف في قطاع غزة، والتهجير الجماعي للسكان، والكارثة الإنسانية، مدعاة للقلق».

ولفت بوتين إلى أن روسيا ستبدأ خلال رئاستها المقبلة لمجموعة «بريكس» اتصالات بشأن التسوية الفلسطينية الإسرائيلية. ونوّه بوتين بأنه «من المهم منع توسّع جغرافية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والحفاظ على السلام بين الأديان في المنطقة».

كما أشاد بوتين بالجهود التي تبذلها دول الشرق الأوسط، لتحقيق استقرار الأوضاع، والموقف الثابت لمجموعة «بريكس» بشأن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وتابع: «في العالم ظاهرة واضحة للعيان، هي ادعاءات قوى محددة بالاستثنائية، بما في ذلك ثقافياً، لكن المستقبل هو للتطور المتعدد الاتجاهات والتنوّع».

الصين: مؤتمر دولي للسلام

ودعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال القمة إلى وقف فوري لإطلاق النار، و«الإفراج عن المدنيين المحتجزين» في الحرب بين إسرائيل و«حماس».

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، عن شي قوله: «يجب على كل أطراف النزاع وقف إطلاق النار والأعمال القتالية فوراً، وإنهاء كل أعمال العنف والهجمات التي تستهدف المدنيين، وإطلاق سراح المدنيين المحتجزين، لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح والمعاناة».

وأضاف «لا يمكن أن يكون هناك سلام وأمن مستدامان في الشرق الأوسط دون حل عادل لقضية فلسطين»، داعياً إلى «عقد مؤتمر دولي للسلام بأسرع وقت ممكن، بهدف التوصل إلى إجماع دولي». وتابع أن مؤتمراً مماثلاً سيتيح «العمل على إيجاد حل سريع لقضية فلسطين، يكون شاملاً، وعادلاً ودائماً».

وأشار شي خلال مداخلته إلى أنه «منذ اندلاع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأخير، تعمل الصين على تعزيز محادثات السلام، واتفاق لوقف إطلاق النار». وأكد أن بكين «قدمت مساعدات إنسانية، لتخفيف وطأة الأزمة الإنسانية في غزة» وستواصل القيام بذلك.

جنوب أفريقيا: جرائم حرب وإبادة 

واتهم رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامابوزا، خلال ترؤسه القمة الاستثنائية، إسرائيل بارتكاب «جرائم حرب»، و«إبادة» في غزة، داعياً إلى «وقف فوري وكامل لإطلاق النار».

وقال رامابوزا: «يشكل العقاب الجماعي للمدنيين الفلسطينيين من خلال استخدام غير مشروع للقوة من جانب إسرائيل، جريمة حرب». وأضاف: «يرقى حرمان سكان غزة من الدواء، والغذاء، والماء، والوقود، إلى جريمة إبادة». وتابع: «ندعو فوراً المجتمع الدولي إلى الاتفاق على إجراءات عاجلة، وملموسة، لإنهاء المعاناة في غزة، وتمهيد الطريق لحل عادل، وسلمي، لهذا النزاع»، معدداً أبرز الخطوات المقترحة.

بالإضافة إلى وقف «فوري وكامل» لإطلاق النار، دعا إلى نشر قوة سريعة تابعة للأمم المتحدة «بتفويض لمراقبة وقف الأعمال القتالية وحماية المدنيين».

السعودية: وقف تسليح إسرائيل

وأكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مطالبة بلاده إطلاق عملية سلام جادة، وشاملة، لحل القضية الفلسطينية، مشدداً على رفض المملكة «العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة»، مطالباً في الوقت نفسه جميع الدول «بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل».

وطالب ولي العهد السعودي في كلمته خلال القمة بإدخال المساعدات بشكل فوري إلى قطاع غزة. وأكد أن «موقف المملكة الثابت والراسخ هو ألا سبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في فلسطين إلا من خلال القرارات المتعلقة بحل الدولتين لتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967».

ودعا «لجهود جماعية لوقف تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة»، مؤكداً «ضرورة توفير ممرات إنسانية في غزة». كما شدد على رفض المملكة للتهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة. وقال: «بذلنا جهوداً حثيثة منذ بداية الأزمة لحماية المدنيين في قطاع غزة». وشدد على أن غزة تشهد «جرائم وحشية» في حق المدنيين، والأبرياء، والمنشآت الصحية، ودور العبادة، وأن هذا يتطلب جهداً جماعياً «لوقف هذه الكارثة الإنسانية».

يشار إلى أن القمة الاستثنائية لمجموعة «بريكس»، انعقدت بمشاركة رؤساء دول المجموعة، بالإضافة إلى زعماء الدول التي تمت دعوتها للانضمام في يناير الماضي، خلال قمة «بريكس» في جوهانسبيرغ، وهي: الإمارات، والسعودية، والأرجنتين، ومصر، وإثيوبيا، وإيران. كما شارك أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في القمة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.