يعتبر الشعر السعودي من أبرز الوسائل الأدبية التي تعكس تصور الأمة في مواجهتها للآخر، حيث يعتمد على قواعد المنطق الأرسطوطاليسي القديم الذي يركز على الجدال أكثر من اكتشاف الحقائق.
الشعر السعودي: بين الماضي والحاضر
في خطاباته عن الآخر الغربي، يقوم الشعر السعودي بانتشال أمته من حاضرها وزجها في الماضي، ليحاكمها قياساً على هذا الماضي. هذه التورية الثقافية تتخذ من الازدواج الدلالي نسقاً مضمراً لقياس الأمة بشكل لا واعٍ وبعيد عن الواقع.
النسق الاستنباطي: مفهوم معاصر
يعتمد الشعراء السعوديون في نصوصهم على مفهوم “النسق الاستنباطي” كما يراه المنطق الصوري الحديث. يتألف هذا النسق من مقدمات معينة ونتائج تلزم عنها وفق قواعد محددة. وقد عرّف الفيلسوف برتراند رسل الاستنباط بأنه العملية التي ننتقل بواسطتها من معرفة قضية كمقدمة إلى معرفة قضية أخرى كنتيجة، مع وجود علاقة أو علاقات معينة بين المقدمات كأساس للوصول إلى النتيجة.
الأمة والماضي: نظرة شعرية
يمكن أن نورد مثالاً لأقيسة الشعراء المنطقية على الأمة:
- مقدمة كبيرة: الأمة لها ماضٍ عريق.
- مقدمة صغيرة: الأمة في الماضي منتصرة.
- نتيجة: إذاً يجب على الأمة أن تعود للماضي.
تعدد الرؤى واختلاف المنطلقات
في ظل ذلك، انضوى في تصور الشعر السعودي للآخر عوامل عديدة أدت إلى وجهات نظر مختلفة. فقد نظر الشعراء السعوديون للآخر من عدة منطلقات أسهمت في اختلاف الرؤى والأفكار بحسب منظومة كل شاعر. نستهل ذلك برائد الحداثة في الشعر السعودي محمد حسن عواد الذي رأى في الآخر الحضارة والفكر المتقدم.
تحليل فني وتكتيكي
التورية الثقافية:
تعتمد التورية الثقافية المستخدمة في النصوص الشعرية السعودية على ازدواج دلالي يعكس منظوراً للأمة بعيداً عن الواقع الحالي. هذه التقنية تساهم في خلق صورة مثالية للماضي تُستخدم كمعيار للحكم على الحاضر والمستقبل.
التوقعات المستقبلية
نحو خطاب شعري متجدد:
من المتوقع أن يشهد الخطاب الشعري السعودي تطورًا نحو مزيد من الواقعية والابتعاد عن القياسات التقليدية التي تعتمد فقط على المجد التاريخي. قد يكون هناك توجه نحو استلهام القيم الإيجابية للماضي مع التركيز على الابتكار والتجديد لمواجهة تحديات العصر الحديث.
“الشعر هو مرآة للأمة، يعكس آمالها وآلامها ويشكل رؤيتها للمستقبل.”
The post تأثير المنطق الأرسطي على تطور الشعر السعودي appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.
