الجلوس بجوار سائق السيارة لساعات ربما يكون مزعجا للكثيرين وقد يفكرون في اتخاذ وضع مريح في السيارة، وذلك إما عن طريق رفع القدمين، أو الجلوس في وضع القرفصاء أو مد الساقين على لوحة القيادة. لكنها ليست أفكارا جيدة وقد تهدد حياتك. فما وضعية الجلوس هذه؟ وما مخاطرها؟

يحذر “نادي السيارات الألماني” (ADAC)، من وجود خطر حدوث إصابات خطيرة أو مميتة في الرأس والعمود الفقري والساقين، فأي شخص يميل بجسمه إلى الخلف بشكل عرضي في السيارة، يعرض نفسه للخطر وبالأخص في حالة الطوارئ.

إصابات خطيرة

وفي اختبار تصادم بسرعة 64 كيلومترا في الساعة، أظهرت تجربة باستخدام دمية أن الوسادة الهوائية في لوحة القيادة لا يمكنها حماية الركاب في وضع الجلوس هذا، بل إنها تزيد من خطر الإصابة.

وفي حالة حدوث اصطدام، تُفتح الوسادة الهوائية للراكب الأمامي، مما يدفع بالقدمين للأعلى واصطدام الرأس بالركبتين أو الساقين وانفلات الجسم من حزام الأمان والرأس عن مسند الرأس الواقي، وفق تقرير نشرته “دويتشه فيله” (Deutsche Welle) الألمانية.

وأوضح “نادي السيارات الألماني” أنه “من خلال أبحاث الحوادث تبين لنا أن الرأس والرقبة قد يتعرضان إلى ضغط شديد، وأن إصابات العمود الفقري غالبا ما تكون قاتلة”. ولهذا يمنع اتخاذ وضعية الجلوس هذه على الراكب بجوار السائق.

وكانت امرأة أيرلندية تبلغ (36عاما)، أثارت ضجة واسعة بنشرها صورة لها على الإنترنت نهاية عام 2020. وأرادت المرأة الشابة من خلال هذه الصورة التوعية بمخاطر اتخاذ وضعية الجلوس هذه من قبل الراكبين الأماميين بجوار السائق.

ووفق ما نشرت مجلة “صورة المرأة” (Bild der Frau) الألمانية، فقد كانت المرأة التي كانت آنذاك -عند وقوع الحادث- تبلغ من العمر 20 عاما، تضع ساقيها على لوحة القيادة بالمقعد الأمامي وخلال حادث السيارة، أصيبت بجروح بالغة أدت إلى تهشم جبينها بالكامل.

النوم يهدد الحياة أيضا

حذر باحثون من خطر آخر قد يهدد حياة الراكب والسائق على حد سواء، ذلك أن الجلوس إلى جانب السائق بالمقعد الأمامي قد يكون مريحا إلى درجة أن يغط الراكب في نوم عميق. ولكن هذا التصرف قد يتسبب في وقوع حوادث مميتة. لماذا؟

يُعتقد أن تنفس النائم وعدم حركته في مواقف معينة لهما تأثير مهدئ ومريح للغاية على من حولهم. وفي السيارة، يمكن أن يكون هذا التأثير قويا لدرجة انتقاله إلى السائق. وتعزز القيادة الرتيبة على الطرق السريعة والقيادة ليلا هذا التأثير، وفق تقرير نشرته دويتشه فيله.

أكثر المقاعد أمانا وأكثرها خطرا

أشارت عدة أدلة علمية إلى أن المكان الأقل خطورة في السيارة يتمثل في المقاعد الخلفية، وتحديدا، وراء مقعد السائق. في المقابل، تتناقض نتائج الدراسات الجديدة مع هذه النظرية.

وأوضح الكاتب أنطونيو فياريال، في تقريره الذي نشرته صحيفة “الكونفدنسيال” (elconfidencial) الإسبانية، أنه بالنسبة للسيارة، يختلف الخطر باختلاف المكان الذي نجلس فيه داخلها، وباختلاف العمر أيضا.

وبيّن الكاتب أن أحد التقارير الصادرة عن معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة الأوروبي أثبت أن المقاعد الخلفية من شأنها أن تجعل ركاب السيارة أكثر عرضة لخطر الإصابة أو الوفاة مقارنة بركاب المقاعد الأمامية في حال وقوع حادث سيارة، لكن فقط في سيناريوهات معينة.

وكانت هذه الدراسات لافتة للانتباه لكونها تتعارض مع معظم الأبحاث السابقة التي تشير عموما إلى أن أكثر مقعد آمن في السيارة يكون وراء السائق، نظرا لأن السائق دائما ما يحاول غريزيا حماية نفسه بنفسه. وفي حال وقوع حادث، فإنه يجعل هذه الجهة من السيارة أقل عرضة للخطر.

في المقابل، ونظرا إلى أن الشركات المصنعة ركزت بشكل كبير على تعزيز سلامة المقاعد الأمامية بفضل “الوسادة الهوائية” وغيرها من الابتكارات، ظلت المقاعد الخلفية غير محمية بدرجة كافية مقارنة بالمقاعد الأمامية، وفقا لمعهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة.

نوم الرضع في وضع الجلوس، كما هو الحال في مقعد السيارة أو عربة الأطفال مثلاً، قد يعرض حياتهم للخطر؛ حيث قد ينزلق الطفل إلى وضعية يتعرض فيها لخطر الاختناق. (النشر مجاني لعملاء وكالة الأنباء الألمانية "dpa". لا يجوز استخدام الصورة إلا مع النص المذكور وبشرط الإشارة إلى مصدرها.) عدسة: dpa

بالإضافة إلى ذلك، عادة ما تكون أحزمة الأمان في المقاعد الخلفية أقل كفاءة ونادرا ما تضم مقيدات تكيفية لقوة شدّ الحزام، التي تساهم في التقليل من الإصابات الناجمة عن هذه العناصر الواقية.

من جهته، أكد رئيس المعهد، ديفيد هاركي، أن “الشركات المصنعة عملت بجد لتعزيز حماية السائقين وركاب المقاعد الأمامية. ويمثل كل من اختبار التصادم الأمامي المتداخل المعتدل، ومؤخرا، اختبار الاصطدامات الأمامية للتداخل الصغير على جانب السائق، الأسباب التي دفعت إلى ذلك”.

كما أشارت دراسات سابقة إلى أن الموضع المركزي للمقعد الخلفي هو الأكثر أمانا بالنسبة للأطفال إلى غاية سن الثماني سنوات، وهو المكان الذي عادة ما يُوضع فيه المقعد الخاص بالطفل. في المقابل، انخفض مؤشر الأمان هذا مع تقدم الطفل في السن.

أما بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و54 سنة، فلم تكن هناك فروق بين المقاعد الأمامية والخلفية، وفق التقرير ذاته.

المصدر : الكونفدنسيال الإسبانية + دويتشه فيله

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.