فندق ذا ميرشانت هاوس: حيث يتنفس الفن في قلب المنامة

في عالم يسبق فيه اللون الضوء، يقف فندق ذا ميرشانت هاوس كواحة من الإبداع في قلب المنامة، حيث تتناثر اللوحات الفنية على جدرانه كما لو كانت أنفاساً تروي حكايات من الذاكرة والبحر والإنسان.

هنا، لا تُعلّق اللوحات لمجرد الزينة، بل لتفتح حواراً صامتاً مع الزائر، تصاحبه في رحلة من التأمل والدهشة. إنها دعوة لا لمشاهدة الفن فقط، بل لعيشه والتماهي معه بكل تفاصيله.

الفن كحياة: فلسفة غوردون كامبل غراي

يقول رجل الضيافة العالمي غوردون كامبل غراي، مؤسس الفندق وصاحب فلسفة الفن كحياة: الفن بالنسبة لي ليس ديكوراً يجمّل المكان، بل روح تملأه بالمعنى. أردت أن يشعر الزائر بأن اللوحة تتحدث إليه، لا أن يمرّ بها مروراً عابراً.

وعلى جدران ذا ميرشانت هاوس، تتجاور الأعمال البحرينية والعالمية في انسجام نادر. يبدو المكان وكأنه معرض دائم يحتفي بالجمال المحلي ويمنحه مكانته التي يستحقها.

ومن بين اللوحات التي يعتز بها غراي عملٌ لفنانة بحرينية شابة بعنوان حادثة السيارة، يراه من أكثر الأعمال صدقاً وجرأة. يؤكد غراي أن الفن الحقيقي لا يُقاس بالشهرة، بل بما يتركه من أثر في القلب.

مكتبة تتحول إلى صالة شاي

وفي الزوايا الهادئة للفندق تتنفس البساطة والذوق الرفيع معاً. المكتبة التي تضم أكثر من 1000 كتاب تتحوّل عند الغروب إلى صالة شايٍ مفعمة بالسكينة.

غراي يقول ضاحكاً: بعض الضيوف يأخذون الكتب معهم، وهذا يزعجني قليلاً لكنه يسعدني أكثر لأن الكتاب يجد حياة جديدة في مكان آخر.

بين التراث والحداثة: موقع استثنائي

لم يكن اختيار موقع الفندق قرب باب البحرين صدفة. جاء تجسيداً لفكرة وصل التراث بالحداثة كما يوضح غراي: “رأيت في المبنى القديم روحاً لا تُرمّم، بل تُحتفى بها”.

وهكذا يبقى ذا ميرشانت هاوس أكثر من مجرد فندق؛ إنه بيت يسكنه الفن حيث لا تقاس الضيافة بالفخامة فقط بل بدفء الجمال وروح الإنسان أيضاً.

The post سحر اللوحات: كيف تحول الفن الأماكن إلى تجارب فريدة appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.

شاركها.
اترك تعليقاً