قلعة أسكيران، جوهرة قره باغ المُستعادة، تفتح أبوابها للزوار بعد عقود من الإهمال. بعد عودة إقليم قره باغ إلى السيطرة الأذربيجانية، يشهد هذا المعلم التاريخي إحياءً ملحوظًا، ليصبح وجهة سياحية واعدة تعكس عراقة المنطقة وتاريخها الغني. هذه القلعة، التي تُعرف بـ “البوابة الشرقية لجبال قره باغ”، تجذب الآن الأنظار بعد ترميمها الدقيق، وتعد قصة نجاح في الحفاظ على التراث الثقافي.
تاريخ قلعة أسكيران وأهميتها الاستراتيجية
تأسست قلعة أسكيران عام 1751 بأمر من بناه علي خان، حاكم قره باغ آنذاك، وكانت بمثابة حصن دفاعي استراتيجي هام. موقعها المتميز على ضفتي نهر كاركار جعلها نقطة مراقبة وتحكم رئيسية في المنطقة. ارتفاع أسوارها الذي يتراوح بين 9 و 12 مترًا وعرضها الذي يبلغ مترين، يعكسان الأهمية التي أولاها بناه علي خان لحماية قره باغ.
دور القلعة في الدفاع عن قره باغ
لم تكن القلعة مجرد بناء عسكري، بل كانت مركزًا للحياة الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة المحيطة. كانت بمثابة ملجأ للسكان المحليين في أوقات الحروب والاضطرابات، ومحطة تجارية هامة تربط بين مختلف مناطق قره باغ. هذا الدور الحيوي جعلها رمزًا للصمود والوحدة في وجه التحديات.
سنوات الإهمال والترميم الشامل
بعد النزاع الأذري الأرميني على إقليم قره باغ، تعرضت قلعة أسكيران للإهمال والتدهور. ظلت تحت سيطرة الانفصاليين الأرمن منذ عام 1992، مما أدى إلى تضررها بشكل كبير. ولكن، مع استعادة القوات الأذربيجانية مدينة أسكيران في عام 2020، بدأت جهود ترميم شاملة لإعادة القلعة إلى رونقها السابق.
عملية الترميم: إعادة الحياة إلى معلم تاريخي
شملت عملية الترميم إصلاح الأسوار، وترميم المباني الداخلية، وتنظيف المنطقة المحيطة بالقلعة. تم استخدام أساليب بناء تقليدية للحفاظ على الطابع الأصيل للقلعة، مع دمج تقنيات حديثة لضمان استدامتها على المدى الطويل. هذا الجهد الكبير يعكس التزام أذربيجان بالحفاظ على تراثها الثقافي والتاريخي. السياحة في قره باغ تشهد الآن ازدهارًا بفضل هذه الجهود.
قلعة أسكيران كوجهة سياحية واعدة
بعد الانتهاء من معظم أعمال الترميم، فتحت قلعة أسكيران أبوابها للزوار، لتصبح واحدة من أبرز الوجهات السياحية في قره باغ. تستقبل القلعة الآن السياح المحليين والأجانب، الذين يأتون للاستمتاع بجمالها المعماري وتاريخها العريق.
ما الذي يميز تجربة زيارة قلعة أسكيران؟
تقدم القلعة تجربة فريدة للزوار، حيث يمكنهم استكشاف الأسوار القديمة، والتجول في المباني الداخلية، والتعرف على تاريخ المنطقة من خلال المعروضات والقصص التي يرويها المرشدون السياحيون. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للزوار الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة المحيطة بالقلعة، والتي تشمل نهر كاركار والجبال الشاهقة. تطوير البنية التحتية السياحية في المنطقة يساهم في جذب المزيد من الزوار.
النصر في قره باغ وأثره على السياحة
إن استعادة قره باغ للسيطرة الأذربيجانية في عام 2020، وما تلاه من إعلان الرئيس إلهام علييف الثامن من نوفمبر “يوم النصر في الحرب الوطنية الأذربيجانية”، يمثل نقطة تحول هامة في تاريخ المنطقة. هذا النصر فتح الباب أمام إعادة إعمار قره باغ وتطويرها، بما في ذلك قطاع السياحة.
مستقبل السياحة في قره باغ
تتطلع أذربيجان إلى جعل قره باغ وجهة سياحية عالمية المستوى، من خلال الاستثمار في البنية التحتية السياحية، وتطوير الخدمات السياحية، والترويج للمنطقة على المستوى الدولي. قلعة أسكيران تلعب دورًا حيويًا في تحقيق هذا الهدف، حيث أنها تمثل رمزًا للأمل والتجديد في قره باغ. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطط لتطوير مسارات سياحية متكاملة تربط بين مختلف المعالم التاريخية والثقافية في المنطقة.
في الختام، قلعة أسكيران ليست مجرد معلم تاريخي، بل هي رمز للصمود والتراث الثقافي الأذربيجاني. إن ترميمها وإعادة فتحها للزوار يمثل خطوة هامة نحو إعادة إحياء قره باغ وتطويرها كوجهة سياحية عالمية. ندعوكم لزيارة هذه القلعة العريقة واستكشاف جمال قره باغ وتاريخها الغني. شاركوا هذه المقالة مع أصدقائكم وعائلاتكم لنشر الوعي حول هذا المعلم التاريخي الرائع.















