منذ سنوات، تحولت هواية بسيطة إلى شغف عارم، ثم إلى مشروع فريد من نوعه. قصة محمد الحكيم، مربي الطيور النادرة، ليست مجرد رحلة اقتناء كائنات جميلة، بل هي قصة إصرار، وتفانٍ، وتحول من هاوٍ إلى خبير يقود فريقًا متخصصًا في رعاية هذه المخلوقات الرائعة. هذه القصة تلهم الكثيرين وتُظهر كيف يمكن لشغف بسيط أن يتحول إلى مصدر رزق وخدمة للمجتمع.

من الهواية إلى الاحتراف: رحلة محمد الحكيم في عالم الطيور

بدأت رحلة محمد الحكيم مع تربية الحيوانات في المنزل كهواية بسيطة. لم يكن يتوقع أن هذه الهواية ستتحول إلى شغف يستهلك جزءًا كبيرًا من حياته ويقوده إلى العالمية. نقطة التحول كانت زيارة صديق له، والذي نصحه بالمشاركة في المهرجانات المحلية لعرض ما يملكه من طيور. هذه النصيحة كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت حبه للطيور، وفتح له أبوابًا لم يكن يحلم بها.

بداية المشاركات في المهرجانات المحلية

شارك الحكيم في العديد من المهرجانات والفعاليات المحلية، وأبرزها ملتقى السياحة والترفيه بجدة بالتعاون مع شركات متخصصة في تنظيم المناسبات. قدم خلال هذه المشاركات عروضًا متنوعة، بما في ذلك عروض الطيران الحر للطيور، والتي لاقت استحسانًا كبيرًا من الحضور. “أسعدني كثيرًا سعادة واندهاش الحضور من جمال الطيور النادرة التي أمتلكها”، يقول الحكيم.

تكاليف رعاية الطيور النادرة: استثمار يتطلب تخطيطًا

لا يخفي الحكيم أن تربية الطيور، وخاصة الطيور النادرة، ليست بالأمر السهل، بل تتطلب الكثير من الجهد والمال. تكاليف الرعاية عالية جدًا، خاصة في المراحل الأولى من حياة الطائر. على سبيل المثال، يبلغ متوسط تكلفة رعاية الببغاء في الشهر الأول مبلغًا كبيرًا، ثم تبدأ التكلفة في الانخفاض تدريجيًا حتى يصل الطائر إلى عمر خمسة أشهر.

تفاصيل تكاليف التغذية والرعاية الصحية

تعتبر التغذية من أهم بنود المصروفات، حيث يحتاج الطائر الواحد إلى حوالي 5 آلاف ريال شهريًا لتغطية تكاليف الحبوب الخاصة والفيتامينات الضرورية لنموه وصحته. ومع تقدم الطائر في العمر، تنخفض تكلفة التغذية، وأحيانًا يصبح غذاؤه مشابهًا لغذاء أفراد الأسرة. ومع ذلك، فإن أسعار الطيور التي يمتلكها فريق “ريو تيم” تبدأ من 10 آلاف ريال، وقد تصل إلى 200 ألف ريال للطائر الواحد. هذا يؤكد أن اقتناء الطيور النادرة هو استثمار يتطلب تخطيطًا ماليًا جيدًا.

رئاسة فريق “ريوتيم” في البرازيل: التخصص في رعاية الطيور

لم يقتصر شغف الحكيم على اقتناء الطيور فحسب، بل امتد ليشمل رعاية هذه الكائنات وتوعية الآخرين بأفضل الطرق للتعامل معها. هذا الشغف قاده إلى رئاسة فريق “ريوتيم” في مدينة ريودو جانيرو البرازيلية، وهو فريق متخصص في إرشاد وتوعية الناس بالطرق المثلى لتربية الطيور والعناية بها. الفريق يقدم استشارات وخدمات متخصصة للمهتمين بتربية الطيور بشكل عام.

طموحات مستقبلية: إنشاء أكبر مزرعة للطيور الناطقة في المملكة

يحلم الحكيم بإنشاء أكبر مزرعة للطيور الناطقة والنادرة في المملكة العربية السعودية. يرى أن هذا المشروع سيكون إضافة قيمة للقطاع السياحي والترفيهي، وسيساهم في نشر الوعي بأهمية الحفاظ على هذه الكائنات الرائعة. ويطالب بالتعاون مع الجهات المختصة لتحقيق هذا الحلم، مؤكدًا أنه يملك الإمكانات والقدرات اللازمة لإنجاحه.

لقاءات مهمة ودعم من المسؤولين

خلال مشاركاته في المهرجانات، التقى الحكيم بالعديد من الشخصيات الهامة، من بينهم محمد العمري، مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في منطقة مكة المكرمة، والذي قدم له الدعم والتشجيع، وطلب منه المشاركة في المناسبات الخاصة بالسياحة. هذا الدعم يعكس تقدير المسؤولين لجهود الحكيم في هذا المجال.

في الختام، قصة محمد الحكيم هي قصة نجاح ملهمة، تُظهر كيف يمكن للشغف والإصرار أن يحولا الهواية إلى مهنة ناجحة. إن اهتمامه بـ الطيور النادرة، وتفانيه في رعايتها، وجهوده في توعية الآخرين، تجعله نموذجًا يحتذى به في عالم تربية الطيور. ندعوكم لمتابعة مسيرته ومشاريعه المستقبلية، ونتمنى له تحقيق حلمه في إنشاء أكبر مزرعة للطيور الناطقة في المملكة. لا تترددوا في مشاركة هذه القصة الملهمة مع أصدقائكم وعائلاتكم، وشاركوا بآرائكم وتعليقاتكم حول هذا الموضوع.

شاركها.
اترك تعليقاً