html

التصعيد في غزة: بين السياسة والأمن

يشهد الوضع في قطاع غزة تصاعدًا ملحوظًا في التوترات، حيث تتداخل الأبعاد السياسية مع الأمنية بشكل معقد. يبدو أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة ليست مجرد ردود فعل أمنية، بل تعكس أيضًا حسابات سياسية داخلية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يسعى للحفاظ على صورته الداخلية عبر استعراض القوة.

قمة شرم الشيخ: آمال وتحديات

كانت قمة شرم الشيخ تمثل بصيص أمل لتحقيق تفاهمات إقليمية، إلا أن الأحداث الأخيرة ألقت بظلالها على تلك الآمال. بينما ترى إسرائيل هذه القمة كتفاهم مصلحي أكثر من كونها التزامًا سياسيًا حقيقيًا، تشعر العواصم العربية المشاركة بأن الضمانات التي قدمتها تتآكل مع كل تصعيد جديد.

التساؤلات حول مستقبل الصراع

يثير التصعيد الحالي تساؤلات حول مستقبل الصراع إذا استمر هذا النسق من التصعيد الموزون. هل يمكن للهدنة أن تصمد أمام لعبة القوة الداخلية والخارجية؟ أم أن كل غارة جديدة ستعيد رسم قواعد الاشتباك من جديد؟

كما يطرح القرار الإسرائيلي تساؤلاً إستراتيجيًا عن حدود السياسة القائمة على الردع والهجمات الميدانية: هل يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تحافظ على توازنها الداخلي دون دفع المنطقة نحو انفجار شامل؟ أم أن كل خطوة لحماية الزعيم تحمل في طياتها احتمال إشعال مواجهة أوسع؟

الضربات على غزة: اختبار لصمود الاتفاقيات

الضربات الأخيرة ليست مجرد أحداث عسكرية، بل هي أيضًا معيار لاختبار صمود الاتفاقيات والضوابط الإقليمية. تعكس هذه الضربات قرارًا سياسيًا مكتمل الأركان يعبر عن مأزق داخلي عميق أكثر مما يعكس توترًا عسكريًا على الحدود مع قطاع غزة.

نتنياهو والسياسة الداخلية

لم تكن ضربات نتنياهو نتيجة لخرق الهدنة من قبل حماس، بل جاءت كرد فعل على الجمود السياسي الذي يهدد موقفه الداخلي. يسعى نتنياهو إلى إعادة بناء صورته كرجل القرار في وقت يشعر فيه بتآكل الهدوء الداخلي.

التصعيد المحسوب وإيقاع السياسة

ما جرى في الأيام الماضية هو أكثر من عملية محدودة وأقل من حرب مفتوحة. إنه تصعيد محسوب على إيقاع السياسة لا على إيقاع الميدان. فالهدنة التي خرجت من قمة شرم الشيخ باتت تواجه الانهيار في أية لحظة.

The post نتنياهو يهرب إلى غزة: تحليل للأزمة السياسية appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.

شاركها.
اترك تعليقاً