تهدف وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، من خلال مبادراتها المتنوعة، إلى خدمة المجتمع وتطوير بيئته، ومن أحدث هذه المبادرات هي مبادرة “غرس وأثر” التي أطلقت مؤخرًا في منطقة جازان. هذه المبادرة ليست مجرد عمل بيئي، بل هي تعبير عن رؤية الوزارة في خلق مساحات عبادة صحية وجميلة، تعزز من الخشوع والسكينة للمصلين. تهدف هذه المبادرة إلى تطوع جازان وتحسين البيئة المحيطة بالمساجد.
مبادرة “غرس وأثر”: شراكة مجتمعية لبيئة أفضل
نفذت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ممثلة بفرعها في منطقة جازان، وبالتعاون المثمر مع وحدة العمل التطوعي التابعة لإدارة المساجد بمحافظة أبو عريش، مبادرة “غرس وأثر” المتميزة. انطلقت فعاليات المبادرة يوم الاثنين الماضي، لتشكل نقطة تحول في مفهوم العمل التطوعي في جازان وتأثيره المباشر على حياة الناس وراحة المصلين.
تعتبر هذه المبادرة نموذجًا للتعاون بين الجهات الحكومية والمجتمع المدني، حيث شارك فيها ما يقارب 300 متطوعًا ومتطوعة من منسوبي ومنسوبات الإدارة، بالإضافة إلى أفراد المجتمع المحلي من المحافظة وقراها وهجرها. هذا العدد الكبير يعكس مدى وعي المجتمع بأهمية المشاركة في بناء مستقبل أفضل وأكثر اخضرارًا.
تفاصيل المبادرة وعدد المتطوعين
المبادرة لم تقتصر على جانب واحد، بل اشتملت على خمس فرص تطوعية مختلفة، مما أتاح للمشاركين اختيار المجال الذي يتماشى مع اهتماماتهم وقدراتهم. هذا التنوع ساهم في تحقيق أهداف المبادرة بكفاءة وفاعلية أكبر.
بلغ إجمالي ساعات التطوع التي قدمها المشاركون 1500 ساعة تطوعية، وهو رقم يعبر عن التزامهم وتفانيهم في خدمة مجتمعهم. هذه الساعات ليست مجرد أرقام، بل هي استثمار حقيقي في مستقبل المنطقة.
غرس الشتلات: لمسة جمالية وفوائد صحية وبيئية
الهدف الرئيسي من مبادرة “غرس وأثر” هو غرس عدد من الشتلات والأشجار في ساحات الجوامع والمساجد. في اليوم الأول من المبادرة، تم زراعة 14 شتلة من إجمالي 50 شتلة مخطط زراعتها. هذه الشتلات تم اختيارها بعناية لتناسب مناخ المنطقة وتوفر الظل والجمال للمصلين.
أهداف المبادرة تتجاوز الجماليات
لا تقتصر فوائد هذه المبادرة على تحسين المظهر الجمالي للمساجد، بل تتعدى ذلك لتشمل جوانب صحية وبيئية مهمة. فالأشجار والشجيرات تساهم في تنقية الهواء، وزيادة نسبة الأكسجين، وامتصاص ثاني أكسيد الكربون، مما يخلق بيئة صحية ونقية للمصلين.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم هذه المبادرة في محاربة التشوهات البصرية، وإضفاء لمسة من الجمال والحضارة على ساحات المساجد. إن رؤية المصلين وهم يصلون في جو مليء بالخشوع والسكينة والصحة هو الهدف الأسمى لهذه المبادرة. كما أن هذه المبادرة تعزز مفهوم المسؤولية الاجتماعية لدى أفراد المجتمع.
دور وحدة العمل التطوعي وأهمية الاستدامة
وحدة العمل التطوعي التابعة لإدارة المساجد بمحافظة أبو عريش لعبت دورًا محوريًا في نجاح مبادرة “غرس وأثر”. فقد قامت الوحدة بتنظيم فعاليات المبادرة، وتوفير الأدوات والمعدات اللازمة، وتنسيق جهود المتطوعين. هذا الدور يعكس أهمية وجود وحدات متخصصة في العمل التطوعي، قادرة على تحويل الأفكار إلى واقع ملموس.
من المهم أيضًا التأكيد على أهمية الاستدامة في هذه المبادرة. فلا يكفي مجرد غرس الشتلات، بل يجب الاهتمام بها ورعايتها حتى تنمو وتزدهر. لذلك، يجب على الجهات المعنية وضع خطة واضحة لرعاية هذه الشتلات، وضمان استمرارها في إضفاء الجمال والخير على ساحات المساجد.
مستقبل المبادرات التطوعية في جازان
تعتبر مبادرة “غرس وأثر” خطوة مهمة نحو تعزيز ثقافة العمل التطوعي في منطقة جازان. ومن المتوقع أن تلهم هذه المبادرة المزيد من الأفراد والمؤسسات للمشاركة في خدمة المجتمع، والمساهمة في بناء مستقبل أفضل.
إن نجاح هذه المبادرة يعتمد على استمرار التعاون بين وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وإدارة المساجد، والمجتمع المحلي. كما يعتمد على توفير الدعم اللازم للمتطوعين، وتشجيعهم على الاستمرار في عملهم الإنساني. إن تطوير المساجد وتهيئتها بيئياً هو جزء أساسي من خدمة بيوت الله.
في الختام، مبادرة “غرس وأثر” هي مثال حي على كيف يمكن للعمل التطوعي أن يساهم في تحسين حياة الناس، وحماية البيئة، وتعزيز قيم التكافل والتعاون في المجتمع. ندعو الجميع إلى المشاركة في هذه المبادرة وغيرها من المبادرات التطوعية، لنعمل معًا من أجل بناء جازان أكثر جمالًا وصحة وازدهارًا. شارك برأيك حول هذه المبادرة، وما هي المبادرات الأخرى التي ترغب في رؤيتها في منطقتك؟















