ارتفعت ضريبة المسافرين في دولة أوروبية واحدة هذا العام، ومن المتوقع أن تظل في الارتفاع في العام المقبل، مع اتساع رقعة الدول التي تفرض ضريبة الركاب
دعت نقابة الطيارين الجويين في فرنسا، هذا الأسبوع، إلى الإضراب عن العمل، احتجاجاً على رفع الضرائب على الطيران.
وعبر البعض عن مخاوفهم من أن التعديل المزمع على ضرائب الطيران قد يؤدي فقدان عشرات آلاف الوظائف في البلاد ويلحق الضرر بالسياحة.
وكانت الضرائب المفروضة على الطيران قد شهدت ارتفاعا في شتى أنحاء أوروبا هذا العام.
ما هي ضريبة ركاب الطائرات؟
هي ضريبة تضاف إلى ضرائب أخرى يدفعها المسافر عند حجز رحلته، والفكرة منها أن الحكومات تنبه المسافرين إلى الأضرار البيئية الناجمة عن الطيران، وتدفعهم نحو إلغاء السفر غير الضروري.
وتختلف كل دولة في احتساب الضرائب، ويعتمد الأمر على حجم المطارات وعدد السكان ونوع الطائرات هل هي تجارية أو خاصة.
وتقع مسؤولية تحصيل هذه الضرائب على شركات الطيران، التي تضيفها بدورها على تذاكر الطيران، وتنفق الحكومات هذه الأموال الناجمة عن الضرائب وفقاً لتقديرها، وغالباً ما تخصص لتمويل الخدمات العامة.
وفي بعض الحالات، يمكن أن تجمع الحكومات مبالغ ضخمة، فمثلا جمعت الحكومة البريطانية ما يعادل 3.75 مليار يورو بين عامي 2019 و2020 من هذه الضريبة.
وفي حالات أخرى، خصصت ضرائب المسافرين لتمويل القضايا المتصلة بالبيئة والمناخ.
مؤيدو هذه الضرائب ومعارضوها
تشعر شركات الطيران بالقلق من هذه الضرائب الإضافية، فهي تعني أن “النمو سيكون أقل” في أعمالها.
وانتقد المدير العام لاتحاد النقل الجوي، ويلي والش، ضريبة الركاب التي فرضتها ألمانيا هذا العام.
وبدروه، قال المدير التنفيذي لشركة “رايان إير” للرحلات المنخفضة التكاليف، مايكل أوليري، إن الزيادة المخطط لها فيما يتعلق بهذه الضريبة في بريطانيا من شأنها أن تقلل رحلات هذا النوع من الشركات إلى البلاد بنسبة 10 في المئة، وهو ما يعادل 5 ملايين مسافر.
وعلى النقيض من ذلك، يرى ناشطون في مجال البيئة أن الزيادة في هذه الضرائب أمر جيد، فهي تسهم في الحد من حركة الطيران وبالتالي تداعياتها على البيئة.
وذكرت هانا لورانس الناشطة في شبكة لمكافحة الطيران: أن “التدابير الرامية لوقف نمو حركة الطيران هي بالضبط ما نحتاجه”.
وتابعت قائلة: “نحن بحاجة إلى رؤية سياسات فعالة يتم تنفيذها في جميع أنحاء أوروبا تعمل على الحد من حركة الطيران بشكل عادل، مثل تنفيذ ضريبة الطيران المتكرر. ومن شأن ذلك أن يقلل الانبعاثات من خلال الحد من الرحلات الجوية المفرطة للركاب الأثرياء”.
كيف يؤثر الأمر عليك في حال رغبت في السفر إلى أوروبا أو داخلها؟
الأمر يعتمد على عدة عوامل.
في الأصل، تختلف كل دولة أوروبية في حساب تلك الضريبة، وذلك تبعاً لحجم الحركة في المطارات وضريبة الطيران المدني والسياسات الجديدة.
فرنسا، على سبيل المثال، فرضت ضريبة “المساهمة البيئية” ابتداءً من يناير/كانون الأول 2020، وهي تطبق على كل المسافرين الذين يغادرون المطارات الفرنسية.
وتبلغ هذه الضريبة على المسافرين إلى المنطقة التجارية الأوروبية وبريطانيا وسويسرا ما بين 2.63 يورو إلى 20.37 يورو، وذلك تبعاً للدرجة التي يسافر عليها الراكب، أما بقية الوجهات فتتراوح الضريبة بين 7.51 يورو إلى 63.06 يورو.
ضريبة ألمانيا
دخلت ضريبة من هذا النوع حيز التنفيذ في ألمانيا في الأول من مايو/أيار 2024، وتشمل كل الرحلات التجارية.
وثمن الضريبة ثابت وهو 15.53 يورو على الرحلات الداخلية و39.34 يورو على الرحلات الدولية التي لا يزيد طولها على 6 آلاف كيلومتر.
وتشمل هذه الضريبة المنطقة العربية من الشرق الأوسط وحتى شمال إفريقيا.
أما الرحلات التي تزيد على تلك المسافة مثل السفر إلى الولايات المتحدة فتصل ضريبتها إلى 70.83 يورو لكل مسافر.
ضريبة إيطاليا
يدفع أي مسافر إلى مطار إيطالي أو مغادر منه ضريبة تعرف باسم “ضريبة التاكسي الجوي”، وتعتمد هذه الضريبة على المسافة المقطوعة في الرحلة.
والحد الأدنى لهذه الضريبة هو 10 يوروهات، عندما تكون المسافة أقل من 100 كيلومتر، وحدها الأقصى هو 200 يورو، عندما تزيد مسافة الرحلات عن 1400 كيلومتر.
والرحلات الجوية التي تبيع المقاعد عوضا عن تأجيرها الطائرة بالكامل والرحلات الجوية الخاصة وغير التجارية معفاة من هذه الضريبة.
لذلك، فإن على من يخطط لزيارة إيطاليا على سبيل السياحة مثلا من العرب أن يضع ذلك في الحسبان.
الدنمارك
من المقرر أن تدخل الضريبة على المسافر في الدنمارك حيز التنفيذ في الأول من يناير/كانون الثاني 2025.
والهدف الرئيسي من هذه الضريبة هو دعم التحول الأخضر في البلاد، عبر الاستثمار في تقنيات الطيران والنقل الأكثر استدامة.
ولهذه الضريبة 3 معدلات، الأول داخل أوروبا والثاني للمسافات المتوسطة والثالث للمسافات البعيدة، لكنها كلها مفروضة على جميع الشركات التجارية التي تنطلق من المطارات الدنماركية، باستثناء منطقتين هما “غرينلاند “و جزر “فارو”.