أفاد موقع “أكسيوس” نقلاً عن مسؤولين أميركيين، بأن البيت الأبيض “لا يزال يجري تقييما” حول ما إذا كانت الغارة الإسرائيلية على رفح، الأحد، والتي أدت إلى سقوط مدنيين، تمثل تجاوزا لـ”الخط الأحمر” الذي وضعه الرئيس جو بايدن.

اعلان

في وقت سابق من مايو الجاري، هدد بايدن إسرائيل بتعليق تزويدها بالأسلحة، في حال شنت هجوماً واسعاً على رفح، بسبب الخطر الذي تشكله أية عملية عسكرية على المدنيين هناك.

وقال بايدن في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأمريكية، إن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالدفاع عن إسرائيل وستزودها بصواريخ اعتراضية وأسلحة دفاعية أخرى، “لكن إذا ذهبت إلى رفح، فلن نزودها بالأسلحة”.

وأوضح مسؤولون أمريكيون في وقت لاحق أن حدوث أزمة إنسانية نتيجة النزوح الجماعي للمدنيين من رفح يمكن أن يشكل أيضًا “انتهاكًا لخط بايدن الأحمر”.

وكانت الغارة الجوية التي نفذتها إسرائيل الأحد، على مخيم للنازحين في رفح أقصى جنوب قطاع غزة، هي الأكثر دموية، منذ أن بدأت إسرائيل هجومها على المدينة في أوائل مايو/أيار، حيث أدت إلى مقتل 45 شخصا وإصابة 249 آخرين أغلبهم من النساء والأطفال.

ووقعت الغارة بعد أيام فقط من إصدار محكمة العدل الدولية أمراً لإسرائيل بالوقف الفوري للعمليات العسكرية في رفح.

ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن مسؤول، قوله إن البيت الأبيض “بصدد تحديد ما حدث بالضبط، من أجل بحث ما إذا كانت الظروف تستدعي اتخاذ إجراء أمريكي”.

فيما قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي للموقع، إن “الإدارة الأمريكية تعمل بالاشتراك مع الجيش الإسرائيلي وشركائه على الأرض لتقييم ما حدث”.

وأضاف: الصور المدمرة التي أعقبت الغارة التي أودت بحياة العشرات من الفلسطينيين الأبرياء مفجعة. لإسرائيل الحق في ملاحقة حماس، ولكن كما كنا واضحين، يجب عليها اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين”.

تقييم سوليفان و “مجزرة الخيام”

ما وراء الكواليس في الأيام التي سبقت الضربة الجوية الكارثية، شعر مسؤولو البيت الأبيض أنهم تمكنوا من التأثير بشكل كبير على خطط إسرائيل العملياتية في رفح بطريقة تمنع وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، وفقًا لثلاثة مسؤولين أمريكيين.

عندما كان مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان في إسرائيل الأسبوع الماضي، أجرىمناقشات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين حول العملية، وتضمنت المحادثات إحاطة مفصلة من وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي.

وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى إن سوليفان رأى أن العديد من مخاوف الإدارة الأمريكية “تمت معالجتها في خطط إسرائيل المحدثة بشأن رفح”، وأنه من الممكن تنفيذ العملية دون تجاوز “الخطوط الحمراء” التي وضعها بايدن.

وقد أدى هذا التقييم إلى تخفيف الولايات المتحدة من معارضتها لتوسيع الجيش الإسرائيلي لعملياته في المدينة المكتظة، والتي شملت الغارة الجوية الدامية التي أثارت غضباً وتنديداً عالميين، يوم الأحد.

وقال مسؤول أمريكي لموقع أكسيوس إن الضربة الجوية في رفح “من المرجح أن تزيد الضغوط السياسية على بايدن لتغيير سياسته تجاه الحرب في غزة”.

من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي، الإثنين، أنه فتح تحقيقا في الغارة، بعدما قال، الأحد، إنه استهدف “بذخائر دقيقة” مسؤولين في حماس، في حين ووصف رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، الضربة بأنها “حادث مأسوي”، مشيرا إلى أن حكومته “تحقق فيه”.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.