اعلان

في مقابلة مع يورونيوز، أدان الشيخ الدكتور محمد عبد الكريم العيسى الحرب المستعرة في غزة منذ 198 شهرا والتي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2024 والذي خلّف 1200 قتيلا إسرائيليا. 

دعوة للتفاهم

“ماهي المحبة وما هي الكراهية؟” عبْر هذه الكلمات، أراد الكتور محمد العيسى في مقابلة مع قناة يورونيوزإيصال رسالة مفادها أن الانفتاح على الآخر كفيل بإزالة الحواجز بين الشعوب والثقافات. وركز الشيخ في دعوته على ضرورة الحوار بين الثقافات والحضارات باعتباره السبيل الوحيد لمكافحة ظاهريتي الإسلاموفوبيا ومعادة السامية وأي شكل من أشكال الكراهية.

رابطة العالم الإسلامي رأت النور عام 1962 في السعودية. هذه المنظمة التي تموّلها السعودية وجهات مانحة خاصة تعرف عن نفسها بأنها هيئة إسلامية تنادي بالتسامح والصداقة بين الشعوب.

إدانة للحرب في غزة

بالحديث عن الصراع في الشرق الأوسط، أدان الشيخ العيسى بشدة الحرب المستمرة في القطاع منذ سنة نصف والتي خلفت عشرات الآلاف من القتلى. ودعا المجتمع الدولي لضرورة اتخاذ موقف حازم مما يجري هناك.

“ طبعا ما يحدث في غزة هو مأساة وهي أشبه بالإبادة الجماعية إن لم تكن بالفعل إبادة جماعية. ما يحصل في غزة، هز الضمير الإنساني. ما يحصل في غزة انتهك القانون الدولي والإنساني”.

ورغم جسامة ما يجري، أعرب أمين عام رابطة العالم الإسلامي عن تفاؤله من أن غزة ستستعيد يوما قوتها وأن هذه المأساة توحّد ولا تفرّق حسب تعبيره.

لا للخلط وإلقاء اللوم على الطرف الخطأ

وحذر الدكتور العيسى من اتهام جالية بأكملها بما تفعله فئة معينة. وأنه يجب التفريق بين المتطرفين والأغلبية التي يدعون تمثيلها.

ورأى أمين عام رابطة العالم الإسلامي على أنه لا يجب تحميل اليهود وزر ما يحدث في الشرق الأوسط تماما مثلما لا يجب إلقاء اللوم على ملياريْ مسلم فقط لأن هجمات إرهابية ارتُكبت في أوروبا باسم الإسلام. لأن هذه الاعتداءات لا تمثل إلا من قام بها.

“هذه الهجمات التي تُرتكب باسم الإسلام، ترتكب باسم أصحابها. ليست باسم الإسلام. إنما تمثل نفسها. تمثل تطرّفها المنعزل والمُقصى من قبل عالمنا الإسلامي، عالمِنا الإسلامي الذي يتمتع بقيم الإسلام واعتدالها. أولئك قلّة لكن الظاهرة الصوتية لهذه القلّة مقلقة.” 

الحوار أولا وآخرا

في عالم يرزح تحت آثار الحروب والأزمات، شدد الشيخ العيسى على قوة الحوار في تحقيق المصالحة بين الشعوب والثقافات وباعتباره كلمة السرّ في مكافحة الكراهية ونبذ الآخر أكان في أوروبا والعالم أيضا.

“نحن ضد أي أسلوب من أساليب الكراهية أيا كان نموذج هذه الكراهية. فنحن ضد معاداة أتباع الأديان لأجل اختيارهم الديني، أيضا ضد أي معاداة أخرى سواء كانت إثنية أو ثقافية أو أيا كان أسلوب هذه المعاداة والكراهية.”

وقد كان لأمين عام رابطة العالم الإسلامي، موقفٌ من استخدام لتحقيق مآرب سياسية، حيث قال إنه لايجب استغلال الإسلام في خدمة أجندات سياسية.  

الشيخ العيسى الذي شغل سابقا منصب وزير العدل في بلاده السعودية قال إن الحوار هو السبيل الوحيد للمصالحة بين الشعوب والثقافات  

الأقلية المسلمة في أوروبا

وعن مسألة التعايش، وجه الشيخ رسالة مهمة للأقليات المسلمة في أوروبا حيث دعاها لأن تكون جزء من النسيج المجتمعي في بلدانها وأكّد أنه لا يوجد ما يتناقض مع المعتقداتها الدينية لتلك الجاليات وواجباتها تجاه المجتمعات التي تعيش بها.

“طبعا نصيحتي لهم هو الانخراط في العمل الإسلامي الذي يمثل هويتهم الدينية، وأيضا الانخراط في العمل الوطني الذي يمثل هويتهم الوطنية (…) لأن عموم الدساتير المتحضرة حول العالم لا تمس جوهر الهوية الدينية لأي دين مطلقا، وبالتالي لا تعارض بين الهوية الدينية والهوية الوطنية”.

اعلان

تابعوا المقابلة كاملة على برنامجEurope Conversation الذي يُبثّ هذا الخميس.  

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.