اعلان

وبحسب التقرير الصادر عن معهد العلوم والأمن الدولي، الذي استند إلى صور أقمار صناعية حديثة، تأتي هذه الإجراءات في وقت تستعد فيه طهران وواشنطن لعقد جولة ثالثة من المفاوضات نهاية هذا الأسبوع، سعياً للتوصل إلى اتفاق جديد يعيد فرض القيود على البرنامج النووي الإيراني.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، قد لوّح بقصف إيران إذا لم يتم التوصل سريعًا إلى اتفاق يضمن منعها من تطوير أسلحة نووية. وقد أدى هذا الانسحاب إلى تخلي إيران عن عدد من القيود التي كان ينص عليها الاتفاق.

وفي هذا السياق، رأى رئيس المعهد ديفيد أولبرايت أن إحاطة المجمعين قيد الإنشاء تحت جبل “كولنغ غاز لا” بطوق أمني محكم يُعد مؤشرًا على قرب استكمالهما واستعدادهما لبدء العمل.

وأشار أولبرايت إلى أن إيران لم تفتح هذه المواقع أمام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما أثار مخاوف من استخدامها لتخزين يورانيوم عالي التخصيب أو مواد نووية غير معلنة، إلى جانب أجهزة طرد مركزي متقدمة بإمكانها تخصيب كميات كافية من اليورانيوم لصناعة قنبلة نووية خلال فترة زمنية قصيرة.

وكانت طهران قد أعلنت في وقت سابق أنها تعتزم نقل أجهزة الطرد المتقدمة إلى أحد المجمعين كبديل عن منشأة “نطنز”، التي تعرضت لعملية تخريبية عام 2020، وكانت تشكل حجر الزاوية في برنامجها النووي.

وأضاف أولبرايت أن هذه المنشآت الجديدة تُبنى على أعماق أكبر من تلك التي توجد فيها منشأة فوردو قرب مدينة قم.

ووفقاً للتقرير، أظهرت صور التُقطت بالأقمار الصناعية في 29 آذار/ مارس مداخل محصّنة للأنفاق، وجدرانًا عالية نُصبت على امتداد طريق ممهد يحيط بقمة الجبل، بالإضافة إلى أعمال حفر استعدادًا لتركيب مزيد من الألواح. ويرتبط الطرف الشمالي لهذا الطوق الأمني الجديد بدائرة الحماية التي تحيط بمنشأة نطنز.

وتعكس أعمال البناء المستمرة إصرار إيران على عدم تفكيك برنامجها النووي بالكامل خلال المفاوضات، مؤكدة تمسكها بـ”حقها في امتلاك تكنولوجيا نووية سلمية”.

في المقابل، لم تستبعد إسرائيل اللجوء إلى خيار عسكري ضد منشآت إيران النووية خلال الأشهر المقبلة، إذ شدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على ضرورة أن تفضي المحادثات إلى تفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، الثلاثاء، أن مشاريع تعزيز الأمن حول المنشآت النووية، ومنها بناء هذا الطوق الجديد، تأتي في إطار التصدي لما وصفه بـ”مخاوف تتعلق بهشاشة هذه المنشآت”، مؤكدًا استمرار الجهود لتحسين الإجراءات الوقائية، وذلك خلال تصريح نقله الإعلام الرسمي في ذكرى تأسيس الحرس الثوري الإيراني.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.