ألقت طائرات الإسرائيلية، يوم الخميس، منشورات ورقية فوق بلدة كويّا في ريف درعا الغربي جنوب سوريا، حملت رسائل تحذيرية للأهالي.
وجاء في المنشورات أن “تجول المسلحين” أو عبور الطريق المؤدي إلى وادي اليرموك الفاصل بين الأراضي السورية والأراضي المحتلة بات ممنوعاً تماماً.
وأرفقت إسرائيل هذه الرسائل بخارطة توضح المنطقة المشمولة بالتحذير، مشددة على أن “التجول مسلحاً في القرية وما حولها” محظور، وكذلك عبور طريق الوادي – الشريعة باتجاه حوض اليرموك.
الأهالي المحليون أعربوا عن معاناتهم المستمرة جراء هذا التصعيد الإسرائيلي. وقال أحد السكان ليورونيوز: “التصعيد الإسرائيلي لا يتوقف، ولا توجد قرارات دولية تردعهم أو تحمينا. نحن لسنا مسلحين، ومع ذلك يتم التعامل معنا كتهديد. حالنا صعبة؛ لا نعرف إن كنا سنبقى في قرانا أم نرحل عنها”.
وأضاف: “المعاناة كبيرة والترهيب واضح. يبدو أنهم يريدون أن نترك هذه الأرض، فلا نستطيع العمل بأمان في أراضينا الزراعية، ولا حتى العيش بسلام في منازلنا”.
تشييع القتلى وسط غضب شعبي واستنكار رسمي
في ظل هذا التصعيد، شيع آلاف السوريين، الخميس، ضحايا الغارات الإسرائيلية الأخير على محافظة درعا في مدينة نوى بريف المحافظة.
وشارك محافظ درعا في مراسم التشييع التي انطلقت عقب صلاة ظهرالخميس، وأغلقت الأسواق والمحال التجارية في مدينة نوى أبوابها حداداً على أرواح القتلى الذين قضوا جراء الغارات الإسرائيلية على بلدة حرش سد الجبيلية.
وأكد الأهالي رفضهم القاطع للاستهدافات المتكررة، والتي خلفت 9 قتلى و22 مصاباً، وفق إحصائيات مديرية صحة درعا.
وفي هذا السياق، حذر مدير صحة درعا من وجود نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية في مشافي المحافظة، مشيراً إلى أنه تم تحويل اثنين من الجرحى إلى مشافي دمشق لتلقي العلاج اللازم.
توغلات برية واستهداف مواقع عسكرية
على الأرض، دفعت القوات الإسرائيلية بعشرات العربات العسكرية في توغل غير مسبوق إلى منطقة حرش سد الجبيلية قرب مدينة نوى في ريف درعا الغربي. وتزامن هذا التوغل مع إطلاق قنابل مضيئة فوق القرى الحدودية في محافظتي القنيطرة ودرعا.
وبالتوازي مع هذه التحركات البرية، شنت الطائرات الإسرائيلية، في وقت متأخر من مساء الأربعاء، سلسلة غارات جوية عنيفة استهدفت مواقع عسكرية في العاصمة دمشق ومحافظة حماة وريف حمص.
إدانة سورية رسمية
في بيان رسمي، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية بشدة الغارات الإسرائيلي الأخير، معتبرة إياها “انتهاكاً سافراً للقانون الدولي ولسيادة سوريا”.
وأكدت الوزارة أن القوات الإسرائيلية شنت غارات جوية على خمس مناطق مختلفة في أنحاء البلاد خلال فترة زمنية لم تتجاوز 30 دقيقة، مما أدى إلى تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة عشرات المدنيين والعسكريين.
