ويأتي هذا التطور في ظل توتر مستمر بين طهران والاتحاد الأوروبي، لا يقتصر على الملف النووي فحسب، بل يشمل أيضا دعم إيران لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، ما يضيف تعقيدا إضافيا إلى العلاقات الثنائية.
أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم الخميس استعداده للسفر إلى أوروبا لإجراء محادثات حول برنامج بلاده النووي.
بدورها أعلنت فرنسا أن القوى الأوروبية مستعدة أيضا للحوار “إذا أظهرت إيران الجدية في ذلك” .
وقال عراقجي على حسابه في منصة “إكس” : “شهدت علاقات إيران مع الترويكا الأوروبية تقلبات في التاريخ الحديث. شئنا أم أبينا، هي حاليا متراجعة”.
وأضاف: “أقترح مجددا اللجوء إلى الدبلوماسية. بعد مشاوراتي الأخيرة في موسكو وبكين، أنا مستعد لاتخاذ الخطوة الأولى بزيارات إلى باريس وبرلين ولندن. الكرة الآن في ملعب الترويكا الأوروبية”.
ومنذ أيلول/سبتمبر عقدت طهران والقوى الأوروبية الثلاث فرنسا وألمانيا وبريطانيا، المعروفة باسم (الترويكا الأوروبية)، عدة جولات من المناقشات دارت حول العلاقات بينها وبينهم وحول القضية النووية.
وتتجّه الأنظار إلى جولة التفاوض الأمريكية الإيرانية الثالثة والتي ستنعقد في سلطنة عمان يوم السبت.
وأجرت طهران محادثات أيضا مع روسيا والصين في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وعقدت الجولة الأحدث من هذه المناقشات في آذار/مارس على المستوى الفني، إذ تم بحث معايير اتفاق مستقبلي لضمان تقليص البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات.
وكان دبلوماسيون أوروبيون قد صرحوا بأنهم يسعون لعقد اجتماع جديد مع إيران، إلا أن تلك المساعي تجمدت، عندما بدأت طهران محادثات غير مباشرة حول برنامجها النووي مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق من هذا الشهر.
وهدد ترامب بمهاجمة إيران في حالة عدم التوصل إلى اتفاق جديد يمنعها من تطوير سلاح نووي.
وكان ترامب قد أعلن في عام 2018 خلال ولايته الأولى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 بين طهران والقوى العالمية.
وكشفت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، نقلًا عن مصدرَين في الإدارة الأمريكية طلبا عدم الكشف عن هويتهما نظراً لحساسية الملف، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب كلّفت المسؤول البارز في وزارة الخارجية مايكل أنتون برئاسة الوفد الفني الأمريكي في المفاوضات النووية الجارية مع إيران.
ويشغل أنتون حاليًا منصب مدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية، وقد أُوكلت إليه قيادة فريق تقني يضم نحو اثني عشر مسؤولاً من مختلف الوكالات الأمريكية، معظمهم من أصحاب الخبرة والمسيرة المهنية الطويلة، لتولي مهمة بلورة التفاصيل التقنية لاتفاق مرتقب من شأنه فرض قيود مشددة على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.