اجتمع وزيرا الخارجية الأمريكي والروسي في العاصمة الرياض، حيث اتفقا على تعزيز التعاون المستقبلي رغم الخلافات حول أوكرانيا، مع التركيز على استئناف العلاقات الدبلوماسية واستكشاف فرص اقتصادية. كما تم الاتفاق على تشكيل لجان لإنهاء الصراع، وسط جهود سعودية للتحضير لاجتماع مرتقب بين بوتين وترامب.
شهدت العاصمة السعودية، الرياض، لقاءً دبلوماسياً رفيع المستوى بين وفدين أمريكي وروسي برئاسة وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، حيث أكّد الجانبان أن الاجتماع يمثل “أساسًا للتعاون المستقبلي” بين بلديهما، رغم استمرار الخلافات الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء.
وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تامي بروس، في بيان، أن روبيو ولافروف اتفقا على “وضع إطار للتعاون المستقبلي في القضايا ذات الاهتمام الجيوسياسي المشترك، بالإضافة إلى استكشاف الفرص الاقتصادية والاستثمارية الناشئة عن أي حل ناجح للأزمة الأوكرانية”.
من جانبه، أكد روبيو أن الولايات المتحدة تعتزم استئناف عمل البعثات الدبلوماسية بين واشنطن وموسكو، مشيرًا إلى أن تحقيق نهاية دائمة للحرب في أوكرانيا يستلزم تقديم تنازلات من كلا الجانبين. كما أعلن الاتفاق مع الوفد الروسي على تشكيل لجان متخصصة لدفع جهود إنهاء الصراع الأوكراني.
أما لافروف، فقد أعرب عن تقديره للمملكة العربية السعودية لإتاحة الفرصة لإجراء المحادثات مع الجانب الأمريكي، مؤكدًا أن الحوار كان “مفيدًا للغاية”، وأن من أبرز نتائجه الاتفاق على تعيين سفراء بين موسكو وواشنطن.
وأضاف الوزير الروسي: “اتفقنا على وضع آلية لتسوية الصراع في أوكرانيا، وأبدينا التزامًا مشتركًا بالسعي إلى حلول عملية لإنهاء الأزمة”.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار جهود السعودية لاستضافة لقاء تحضيري بين مسؤولين أمريكيين وروس، تمهيدًا لاجتماع مرتقب بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، لبحث سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وضمّ الوفد الأمريكي، إلى جانب وزير الخارجية روبيو، كلًا من مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، مايك والتز، ومبعوث الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
بينما حضر في الوفد الروسي إلى جانب وزير الخارجية لافروف، كلاً من مستشار الرئيس يوري أوشاكوف ورئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل ديمترييف.