وسط حرب لا تهدأ وشتاء لا يرحم، تتجدد معاناة النازحين في قطاع غزة. الأمطار الغزيرة التي أغرقت خيامهم ليست سوى وجه آخر لقسوة الطبيعة التي تُضاف إلى ألم النزوح والحرب. في برد قارس ونقص حاد في الملابس والأحذية الشتوية، يجد هؤلاء أنفسهم عالقين بين صراع لا نهاية له وعواصف تضاعف مأساتهم اليومية.

اعلان

وصفت أم منصور جندية، نازحة من مدينة غزة، حالتها بعبارات تحمل الألم واليأس. تقول: “الحياة أصبحت قاسية بشكل لا يُحتمل. أنا في الثالثة والخمسين من عمري ولم أشعر بهذا القدر من التعب كما شعرت في العام الماضي وهذا العام”.

من مخيم جباليا شمال القطاع، نزح محمد دياب ويعبر عن غضبه نتيجة تدهور الأوضاع : “يكفي! لم نعد نتحمل هذا الوضع. إلى متى سنظل نعيش في هذا العذاب؟ الصيف كان صعباً، ولكن الشتاء جلب معه معاناة أكبر.نريد حلاً فورياً، نريد أن نعيش أو نموت، لكن ليس بهذا الشكل”.

وفي مكان آخر، تتحدث منال لبّاد عن ما تواجهه يومياً داخل خيمتها التي تحولت إلى بركة من المياه. تقول: “الخيمة تغرق بالكامل؛ أنا، أطفالي، وأغراضنا جميعاً نطفو في المياه. اضطررت إلى إخراج كل شيء إلى الشارع لأن البقاء داخل الخيمة أصبح مستحيلاً.”

بدروها، حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من خطورة الوضع، مشيرة إلى أن 945 ألف نازح يواجهون خطر البرد والأمطار هذا الشتاء.

وأوضحت الوكالة أن الاستجابة الحالية لم تلبِ سوى 23% من الاحتياجات الضرورية، حيث يتم توزيع الأغطية البلاستيكية والخيام المؤقتة، إلا أن الأزمة تتفاقم بسرعة.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الحرب المستمرة أسفرت حتى الآن عن مقتل 45,541 شخصاً وإصابة أكثر من 108,338 آخرين.

المصادر الإضافية • أب

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.