هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

أفادت الأمم المتحدة ومصادر محلية يوم الثلاثاء أن متمردي حركة 23 مارس، المدعومين من رواندا، أجبروا بالقوة آلاف النازحين على مغادرة المخيمات في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، مما أدى إلى موجة نزوح جديدة لأكثر من 110 آلاف شخص خلال الأيام الأخيرة.

اعلان

وتعد حركة 23 مارس أقوى الجماعات المسلحةمن بين أكثر من 100 فصيل تنشط في شرق الكونغو الديمقراطية، وهي منطقة غنية بالمعادن لكنها تعاني من صراعات مستمرة.

في أواخر يناير/كانون الثاني، سيطرت الحركة على غوما، أكبر مدن الإقليم، بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية. وأسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 2000 شخص في المدينة وضواحيها، وفقًا للسلطات الكونغولية.

في خطوة تصعيدية جديدة، أصدر المتمردون إنذارًا للنازحين يمنحهم 72 ساعة فقط لإخلاء المخيماتوالعودة إلى قراهم، بحسب ما ذكره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في أحدث إحاطة إعلامية له.

وعلى الرغم من أن الحركة أصدرت لاحقًا بيانًا يؤكد أن العودة يجب أن تكون “طوعية”، حذّر المكتب الأممي من أن عشرات الآلاف من النازحين يفرّون الآن إلى قرى نائية تفتقر إلى الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية.

وسط هذه الفوضى، تتزايد معاناة النازحين. تقول سيبومانا سفاري، التي كانت تقيم في مخيم بولينغو قبل إجبارها على المغادرة: “أنا مندهشة لأننا طُلب منا الرحيل، لكن لا خيار أمامنا. لا أدري كيف سأطعم أطفالي”.

أما كويمانا سيفا، الذي فقد منزله بسبب قنبلة، فيرى أن خيار العودة ليس ممكنًا للجميع: “من الأفضل تركنا هنا، حتى وإن كنا نفتقر إلى الطعام. على الأقل لدينا مأوى. لا نريد شيئًا سوى السلام”.

وبحسب منتدى المنظمات الدولية غير الحكومية، فإن تصاعد هجمات حركة 23 مارس أدى حتى الآن إلى نزوح أكثر من 500 ألف شخص. وتشير التقديرات إلى أن غوما، التي كانت تستضيف بالفعل نحو مليون نازح قبل تجدد القتال في 26 فبراير/شباط، تواجه أزمة إنسانية متفاقمة.

وفي هذا السياق، أعرب أوناه كاري، منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، عن قلقه العميق: “الوضع متقلب للغاية. أي تحرك مفاجئ للسكان قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية القائمة بالفعل”.

ورغم إعلان المتمردين عن وقف إطلاق نار من جانب واحد الأسبوع الماضي، فإن الاشتباكات بينهم وبين القوات الحكومية لا تزال مستمرة، خصوصًا مع تقدمهم نحو مدينة بوكافو، عاصمة مقاطعة كيفو الجنوبية.

وفي تصعيد آخر، حذّر المتحدث باسم حركة 23 مارس، لورانس كانيوكا، من “تحرك وشيك” ردًا على ما وصفه بعمليات قتل تُرتكب في بوكافو، قائلاً عبر منصة إكس: “الوضع في بوكافو يزداد خطورة. أبناء شعبنا يُقتلون باستمرار. إذا استمرت هذه الجرائم، فسنتحمل مسؤولياتنا للقضاء على التهديد من مصدره وحماية شعبنا”.

وفي ظل هذه التطورات، يبقى مستقبل النازحين مجهولًا، وسط تصاعد العنف واستمرار المعاناة الإنسانية في شرق الكونغو الديمقراطية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.