هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

في نداء مؤثر خلال مؤتمر عبر الفيديو مع 250 شابًا أوكرانيًا من كييف ومناطق مختلفة حول العالم، دعا البابا فرنسيس الشباب الأوكراني إلى التمسك بالوطنية، ونبذ الحرب، واحتضان التسامح، رغم الدمار الذي تعيشه بلادهم.

اعلان

عُقد اللقاء يوم السبت في كاتدرائية القيامة في كييف، ووصفه رئيس الأساقفة سفياتوسلاف شيفتشوك بأنه “أول لقاء في التاريخ بين بابا روما والشباب الأوكراني”، حيث انضم بعض المشاركين من مدن أوروبية أخرى وأمريكا الشمالية عبر مكالمة فيديو. 

في خطابه إلى الأمة التي أنهكتها الحرب، شدد البابا على أهمية حب الوطن دون الوقوع في فخ الانتقام، قائلًا: “تذكروا الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل بلدكم”، مضيفًا أن أوكرانيا جريحة بسبب الحرب، لكن يجب أن يظل حبها راسخًا في قلوب أبنائها. 

كما حث البابا الشباب الأوكراني على التمسك بالإيمان في الأوقات الصعبة، مستشهدًا بجندي شاب يُدعى أولكسندر، حمل نسخة من الإنجيل أثناء قتاله على الجبهة، لكنه فقد حياته في المعركة. وأمسك البابا بمسبحة كان يملكها الجندي الراحل، مشيرًا إلى أنه يصلي بها كل يوم، وقال: “أولكسندر هو واحد منكم، شاب ضحى بحياته من أجل السلام”. 

خلال المؤتمر، استمع البابا إلى شهادات مباشرة من الحاضرين، من بينهم جوليا، وهي شابة تبلغ من العمر 27 عامًا، عبرت عن ألمها إزاء تدمير مدنها وقتل أبناء شعبها، ووصفت ما يحدث بأنه “إبادة جماعية” ضد الأوكرانيين.

وردًا على ذلك، أدان البابا فرنسيس الدمار الذي تخلفه الحرب، مشيرًا إلى أنها لا تجلب الدمار فقط، بل تؤدي إلى المجاعة، مستشهدًا بمعاناة السكان في غزة، حيث يتواصل معهم يوميًا ويعلم أنهم يعانون من الجوع الشديد. 

لم يكن هذا النداء الأول للبابا فرنسيس من أجل السلام، إذ سبق أن دعا إلى وقف إطلاق النار في العديد من المناسبات، بما في ذلك خلال مباركة “إلى المدينة والعالم” في يوم عيد الميلاد، حيث ناشد المجتمع الدولي للعمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا، ووقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، وبدء محادثات سلام جادة. 

وفي هذا المؤتمر، وجّه البابا دعوة خاصة إلى الشباب، معتبرًا أنهم يحملون “روح الوطن” في الأوقات الصعبة، وقال: “كل شاب لديه مهمة، وفي هذه اللحظات العصيبة، يجب عليكم أن تأخذوا بأيديكم مستقبل بلدكم”. 

ويُذكر أن نحو 72% من الأوكرانيين يعتنقون المسيحية الأرثوذكسية، في حين يشكل الكاثوليك نحو 9%، وفقًا لمسح أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع في عام 2022.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.