بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
تصدت قوات الجيش السوداني والقوة المشتركة المتحالفة معه، اليوم، لهجوم بري واسع النطاق شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان.
وقالت مصادر عسكرية: إن الهجوم انطلق من ثلاثة محاور رئيسية في محاولة لاختراق الدفاعات المحيطة بالمدينة، التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ مايو 2024.
وأشارت المصادر إلى أن الهجوم رافقه قصف مدفعي مكثف استهدف أحياء سكنية ومراكز لإيواء النازحين داخل المدينة، مؤكدة أن القوات المدافعة ألحقت بالقوات المهاجمة خسائر “فادحة” في الأرواح والمعدات.
قصف يومي ومحاولات تسلل
وأفادت مصادر محلية في شمال دارفور، أمس، بأن قوات الدعم السريع شنت صباح اليوم قصفًا مدفعيًّا مكثفًا على عدة أحياء في الفاشر.
كما أكد مسؤول عسكري في القوات المشتركة لوسائل إعلام أن الجيش تمكّن من صد محاولات تسلل نفذتها قوات الدعم السريع في مواقع يسيطر عليها الجيش.
ويأتي ذلك بعد نحو خمسة أيام من إعلان الجيش السوداني تصدّيه لهجوم سابق على المحور الشمالي الشرقي للمدينة، أسفر عن خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين من حيث الأرواح والعتاد الحربي.
غارة مسيرة تقتل 30 مدنيًّا في ملجأ جامعي
وفي تطور ميداني مأساوي، كشفت لجنة المقاومة في الفاشر، يوم السبت الماضي، أن غارة بطائرة بدون طيار تابعة لقوات الدعم السريع استهدفت مركز نزوح يُعرف باسم “دار الأرقام” داخل إحدى جامعات المدينة، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 30 شخصًا.
ووصفت اللجنة الحادث بأنه “مذبحة”، مشيرة إلى أن الجثث لا تزال محاصرة تحت الأنقاض.
وأضافت: “قُتل أطفال ونساء وكبار السن بدم بارد، وأُحرق العديد منهم بالكامل”، محذّرة من أن “الوضع تجاوز الكارثة إلى الإبادة الجماعية داخل المدينة”.
ودعت اللجنة المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل، لافتة إلى أن “العالم يبقى صامتًا” رغم تفاقم الجرائم ضد المدنيين.
الفاشر: آخر معاقل الدولة في دارفور
وتشكل الفاشر، التي يقطنها نحو 400 ألف نسمة، آخر عاصمة ولاية في إقليم دارفور لا تزال تحت سيطرة الدولة، وتحوّلت إلى جبهة استراتيجية في الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتشير الحكومة السودانية، إلى جانب منظمات محلية ودولية، إلى أن قوات الدعم السريع تشن هجمات متكررة على المناطق السكنية ومخيمات النازحين حول المدينة.
ورغم الحصار المفروض منذ مايو 2024، فشلت تلك القوات في كسر دفاعات الفرقة السادسة من المشاة في الجيش السوداني، التي تتولى حماية المدينة.
بحسب الأمم المتحدة، فقد قُتل أكثر من 150 ألف شخص منذ اندلاع الحرب، ونزح أكثر من 14 مليوناً، فيما يواجه نحو 25 مليون شخص خطر الجوع الشديد في ظل تصاعد القتال المدعوم من قوى دولية، وغياب جهد عالمي فعّال لإنهاء إراقة الدماء.