بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

وأشار كراهنبول، في مقابلة مع وكالة “فرانس برس”، إلى أنّ ما يحدث يشكّل “نمطًا من العنف ضد العاملين الإنسانيين في السودان وغزة وغيرها، وهو أمر بالغ الخطورة”، مضيفًا أنّ هناك “تآكلًا متسارعًا في احترام القانون الإنساني الدولي”.

السودان: حرب بلا هوادة وجرائم مروعة

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الثلاثاء مقتل خمسة متطوعين من الهلال الأحمر السوداني في ولاية شمال كردفان، إحدى ساحات القتال الرئيسية في الحرب المستمرة منذ نيسان/ أبريل 2023.

وفي مدينة الفاشر، التي سقطت مؤخرًا بيد قوات الدعم السريع بعد حصار استمر أكثر من 18 شهرًا، أفادت تقارير بمقتل نحو 460 شخصًا داخل أحد المستشفيات. وأثار سقوط المدينة مخاوف من تكرار الفظائع ذات الطابع العرقي التي شهدها السودان قبل نحو عقدين.

وبحسب روايات ناجين وصلوا إلى بلدة طويلة القريبة، شهدت الفاشر عمليات قتل جماعي، وإطلاق نار على أطفال أمام ذويهم، وضرب وسلب للمدنيين أثناء محاولاتهم الفرار.

ووصف كراهنبول ما يجري بأنه “أحد أكثر النزاعات مأساوية في عصرنا”، مشيرًا إلى “الهجمات ضد المدنيين، والاستخدام الواسع للعنف الجنسي، واستهداف المرافق الطبية”، في مشهد يعكس الانهيار الكامل لأي احترام للقانون الإنساني الدولي.

غزة: تحذير من كارثة إنسانية

في الموازاة، تحدّث كراهنبول عن حجم الدمار الهائل في غزة، مؤكدًا أنّه “فاق كل ما رآه من قبل” خلال مسيرته الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود في العمل الإنساني. وأضاف أنّ “المساعدات التي تصل إلى قطاع غزة لا تزال غير كافية، واحتياجات الناس تفوق بكثير ما يمكننا تقديمه حاليًا”، واصفًا ما يتم تأمينه بأنه “ليس سوى رأس جبل الجليد”.

ورغم أن الأمم المتحدة أشارت هذا الأسبوع إلى زيادة حجم المساعدات منذ الهدنة، فإنها حذّرت في الوقت نفسه من استمرار نقص التمويل وصعوبات التنسيق مع السلطات الإسرائيلية، ما يعيق وصول المساعدات إلى مستحقيها.

في السياق ذاته، انتقد كراهنبول قرار إسرائيل منع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارة الفلسطينيين المحتجزين بموجب قانون يتيح احتجازهم إلى أجل غير مسمّى، وهو قرار اعتبره “غير مبرر”.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد برّر القرار بالقول إن استئناف هذه الزيارات “سيؤدي إلى ضرر خطير بأمن الدولة”، فيما شدد كراهنبول على أنّ “زيارات الصليب الأحمر لا يمكن أن تشكّل خطرًا أمنيًا بأي شكل من الأشكال”.

تصعيد دموي رغم الهدنة

إضافة إلى الكارثة الإنسانية ونقص المساعدات، شهد قطاع غزة الثلاثاء أعنف قصف منذ دخول الهدنة حيّز التنفيذ، بعدما أعلنت إسرائيل شنّ ضربات قاتلة ردًا على ما قالت إنه إطلاق نار استهدف قواتها في مدينة رفح جنوب القطاع. وأسفرت الغارات، وفق وزارة الصحة في غزة، عن مقتل نحو 104 فلسطينيين، بينهم عدد من الأطفال.

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدّة الغارات الإسرائيلية، داعيًا إلى “عدم القيام بأي أعمال من شأنها تعريض المدنيين للخطر أو تقويض الجهود الرامية إلى تثبيت الهدنة”. وفي اليوم التالي، أعلنت إسرائيل استئناف تنفيذ الاتفاق “بناءً على توجيهات المستوى السياسي”.

شاركها.
اترك تعليقاً