تختلف القصة عندما يسردها صاحبها. فحادثة إخلاء مستشفى كمال عدوان واعتقال مديره الدكتور حسام أبو صفية، الذي سار إلى الدبابة الإسرائيلية برجليه، مهما بدت”فجّة” و”مؤثرة” كما تناولتها بعض وسائل الإعلام، تبقى هناك “عذابات صغيرة “لا يعرفها إلا من عاشها.
يوم الجمعة، أجبر الجيش الإسرائيلي مدير مستشفى كمال عدوان، آخر المستشفيات الحكومية في شمال غزة، على إخلائه واعتقال مديره، بذريعة أن مقاتلين من حماس كانوا يستخدمون المنشأة والمرضى فيها كدروع بشرية.
وقد سرد بعض المرضى الذين نُقلوا إلى مدينة غزة ما جرى معهم بالتفاصيل. إذ قال وسام ورش، وهو فلسطيني يبلغ من العمر 45 عامًا وأب لخمسة أطفال، إن “الجيش حاصر المستشفى في الساعة الرابعة صباحًا وأحرق جميع المباني المحيطة، وأجبر الدكتور أبو صفية على إجلاء المرضى”.
وأضاف: “أخبروه عبر مكبر الصوت أن أمامه عشر دقائق لإجلاء المرضى، ثم بدأوا يضربون القذائف حول المبنى للضغط على الطبيب”.
وتابع المريض، الذي يعاني من نزيف داخلي جراء إصابته في بيت لاهيا، أن الجيش اقتادهم وأجبرهم على خلع ملابسهم والبقاء في السراويل الداخلية وسط البرد القارس لمدة 24 ساعة على الأقل.
وفي وقت سابق من يوم السبت، أكد جيش الدولة العبرية أنه احتجز مدير المستشفى لاستجوابه، ووصفه بأنه مشتبه به في حماس دون تقديم دليل.
من جهته، قال رمضان الأسود، الذي رافق زوجته وابنته المريضة في رحلة العلاج في كمال عدوان، إن المرضى “ساروا إلى نقطة التفتيش وهم عراة وسط البرد في حدود الساعة 7:30 صباحًا إلى نقطة التفتيش، التي تبعد ثلاث ساعات عن المستشفى، دون أن يكترث أحد لأمرهم”.
أما عن أكثر اللحظات صعوبة، فيرد الأسود: “كلها صعبة” دون أن ينتقي شيئًا، لكنه يلمح إلى قسوة البرد الذي فتك بأجساد الناس.
وكان المستشفى قد تعرض لحملة إعلامية وعسكرية إسرائيلية شرسة، حيث تعرض للقصف أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، فضلًا عن عمليات اقتحام متكررة.
وقالت وزارة الصحة في وقت سابق إن غارة على المستشفى قد أسفرت عن مقتل خمسة من العاملين في المجال الطبي.