خطر التهجير القسري يهدد عائلة فلسطينية في القدس الشرقية
تواجه عائلة فلسطينية في القدس الشرقية المحتلة خطر التهجير القسري من منزلها، في تصعيد مقلق يضاف إلى سلسلة الإجراءات الإسرائيلية التي تهدف إلى تغيير التركيبة الديموغرافية للمدينة. هذا الخطر يزداد حدة بعد رفض المحكمة الإسرائيلية المركزية استئناف العائلة ضد قرار إخلائها، مما يضعها على شفا فقدان مأواها. القضية، التي تثير قلقاً دولياً واسعاً، تسلط الضوء على ممارسات إسرائيل في الشيخ جراح وغيرها من الأحياء الفلسطينية.
تفاصيل قضية عائلة دياب في الشيخ جراح
أكدت منظمة العفو الدولية أن الفلسطيني صالح دياب وعائلته يواجهون التهجير القسري من منزلهم في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية. يعود الأمر إلى دعوى قضائية مرفوعة ضدهم من قبل جماعة المستوطنين “نحلات شمعون”، والتي تسعى إلى الاستيلاء على منازل الفلسطينيين في الحي.
في نوفمبر الماضي، منحت المحكمة العليا الإسرائيلية العائلة إذناً بالاستئناف مع إصدار أمر قضائي مؤقت بوقف التنفيذ، وهو ما كان يمثل آخر أمل قانوني لهم. لكن، مع رفض الاستئناف، أصبحت العائلة مهددة بالإخلاء الفوري. تعتبر منظمة العفو الدولية هذا الإجراء جزءاً من نمط مستمر من نزع الملكية الجائرة بحق الفلسطينيين في الشيخ جراح.
موقف منظمة العفو الدولية والأمم المتحدة
أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها البالغ إزاء هذا التطور، ووجهت رسالة عاجلة إلى وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، تطالبه بالتدخل الفوري لوقف التهجير القسري لعائلة دياب. وحذرت الرسالة من أن تنفيذ الإخلاءات يشكل “جريمة حرب تتمثل في النقل غير القانوني”، وقد يرتقي إلى “جريمة ضد الإنسانية” إذا تم تنفيذه في سياق أوسع من الهجمات المنهجية على السكان المدنيين. كما طالبت المنظمة بضمان حماية العائلة من عنف المستوطنين ومضايقاتهم.
تقرير أممي يكشف عن تزايد الاستيطان
يتماشى هذا التهديد مع تقرير أممي سابق أشار إلى ارتفاع عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية إلى حوالي 737 ألف مستوطن بين يونيو 2024 ومايو 2025. يتوزع هؤلاء المستوطنون على 165 مستوطنة و271 بؤرة استيطانية، بما في ذلك 55 بؤرة جديدة.
التقرير كشف أيضاً عن زيادة في عدد الفلسطينيين الذين يتم تهجيرهم نتيجة عمليات الهدم، حيث بلغ متوسط التهجير 366 فلسطينياً شهرياً، مقارنة بـ 244 شخصاً في الفترة السابقة. هذا الارتفاع يشمل، للمرة الأولى، بؤراً استيطانية في المنطقة (ب)، وهو ما أثار قلقاً بالغاً لدى مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
السياسات الإسرائيلية والتمييز القانوني
تعتبر الأمم المتحدة أن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني بموجب القانون الدولي. ويشير التقرير الأممي إلى أن “النظام المؤسسي والقانوني التمييزي” في إسرائيل لا يترك للفلسطينيين خياراً سوى مغادرة منازلهم وأراضيهم.
ويستند هذا النظام إلى “الاستيلاء غير القانوني” على الأراضي والموارد، من خلال آليات مثل إعلان “أراضي الدولة” ونظام الهدم والإخلاء الممنهج. كما أن “قانون الشؤون القانونية والإدارية لعام 1970” يمنح اليهود الإسرائيليين حقوقاً حصرية في المطالبة بممتلكات يعود تاريخها إلى ما قبل عام 1948، بينما يحرم الفلسطينيين الذين هُجروا في نفس الفترة من أي حق مماثل. هذا التمييز القانوني يضع الفلسطينيين في وضع غير عادل ويجعلهم عرضة لخطر التهجير القسري.
تداعيات الاستيطان على مستقبل القدس الشرقية
تعتبر القدس الشرقية جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وتطالب بها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المستقبلية. تسعى إسرائيل إلى تغيير التركيبة الديموغرافية للمدينة من خلال سياسات الاستيطان والهدم والإخلاء، مما يقوض فرص تحقيق حل عادل ودائم للصراع.
إن التهجير القسري للسكان الفلسطينيين من القدس الشرقية يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والقانون الدولي، ويهدد بتقويض الاستقرار في المنطقة. كما أن موافقة وزير الدفاع الإسرائيلي على بناء 22 مستوطنة جديدة، كما ذكر التقرير الأممي، تؤكد على عزم إسرائيل على منع إقامة دولة فلسطينية.
خاتمة: دعوة للتحرك ووقف الانتهاكات
إن قضية عائلة دياب في الشيخ جراح ليست مجرد حالة فردية، بل هي جزء من صورة أكبر لانتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الفلسطينيون في القدس الشرقية والأراضي الفلسطينية المحتلة. يتطلب الوضع تدخلاً دولياً عاجلاً لوقف التهجير القسري وحماية حقوق الفلسطينيين.
من الضروري الضغط على الحكومة الإسرائيلية للامتثال للقانون الدولي وإنهاء سياسات الاستيطان التمييزية. كما يجب على المجتمع الدولي دعم المنظمات الحقوقية التي تعمل على توثيق هذه الانتهاكات والدفاع عن حقوق الفلسطينيين. إن مستقبل القدس الشرقية يعتمد على تحقيق العدالة وحماية حقوق جميع سكانها. شارك هذا المقال لزيادة الوعي بهذه القضية الهامة وادعم جهود إنصاف الفلسطينيين.
Keywords used:
- التهجير القسري (Forced Displacement) – Primary Keyword
- القدس الشرقية (East Jerusalem) – Secondary Keyword
- الاستيطان (Settlement) – Secondary Keyword



