نشرت في آخر تحديث

هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

في خضم التوترات السياسية، اتُهم رئيس الوزراء فيكتور أوربان بتحويل المجر إلى “الدولة الأكثر فسادًا في الاتحاد الأوروبي”. جاء هذا الاتهام بعد خطابه أمام البرلمان الأوروبي، الذي أثار انتقادات شديدة من بيتر ماجيار، العضو السابق في حزب فيدس، الذي يُعتبر اليوم أكبر منافس سياسي له.

اعلان

أعرب ماجيار عن قلقه بشأن تدمير سمعة البلاد، مما يطرح تساؤلات حول حقيقة هذا الادعاء: هل المجر حقًا هي الدولة الأكثر فسادًا في الاتحاد الأوروبي، أو حتى في القارة الأوسع؟

للإجابة على هذا السؤال، من الضروري النظر في عدة عوامل. تُصنف المجر باستمرار بين أكثر الدول الأوروبية فسادًا وفقًا لعدة تقارير.

ومع ذلك، يعتمد تصنيفها كأسوأ دولة في الجرائم المالية على المقياس المستخدم. وفقًا لمؤشر مدركات الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية، تحتل المجر أدنى المراتب بين جميع دول الاتحاد الأوروبي.

وعلى هذا المؤشر، الذي يقيم الفساد على مقياس من صفر إلى 100، سجلت المجر 42 نقطة، بينما حصلت بلغاريا على 45 ورومانيا على 46. وبذلك، تُصنف المجر في المرتبة 76 من أصل 180 دولة على مستوى العالم، مما يُظهر الحاجة الملحة لإصلاحات فعّالة في هذا المجال.

وفي سياق هذه التقييمات، انتقدت منظمة الشفافية الدولية المجر بسبب “أكثر من عقد من الخروقات المنهجية لسيادة القانون”، مما سمح للفساد “بالازدهار دون رادع”.

وأشارت المنظمة إلى أن محاولات الحكومة لإسكات المنتقدين تكشف عن “التزام أوربان بالحفاظ على الوضع الراهن.” هذا الأمر يثير قلقًا واسع النطاق حول شفافية الحكم وسيادة القانون في البلاد.

 

الفساد في أوروبا: أين تقف المجر مقارنةً بالدول الأخرى؟

 وعند النظر إلى الفساد في أوروبا بشكل عام، نجد أن روسيا تعاني من أكبر عدد من الجرائم المالية، حيث سجلت 26 نقطة واحتلت المرتبة 141 من بين 180.

من هنا، يتضح أن الفساد ليس قضية محصورة في المجر فقط. يكشف استطلاع يوروبارومتر (Eurobarometer) عن مواقف مواطني الاتحاد الأوروبي تجاه الفساد، حيث أفاد 68٪ من المشاركين بأن الفساد منتشر في بلادهم.

ومن بين هذه الدول، وُصِفَت اليونان بأنها تعاني من أسوأ مشكلة في تبييض الأموال، حيث أفاد 98% من المواطنين أن الفساد منتشر فيها. تلتها البرتغال ومالطا بنسبة 96% و95% على التوالي. على الرغم من أن المجر جاءت في المرتبة الثامنة، فإن الغالبية العظمى من المجريين لا يزالون يعتبرون بلادهم فاسدة: 88%.

دعوة للتغيير

وقد أعرب ماجيار عن استعداده لطرح أسئلة صعبة على أوربان، قائلًا: “أنا سعيد لأنني أستطيع هنا على الأقل، نيابة عن المعارضة والملايين من المجريين، أن أطرح عليك أسئلة”.

وأكد على أهمية توضيح كيف تحولت المجر من “نجمة مشرقة” إلى أفقر دولة وأكثرها فسادًا في الاتحاد الأوروبي. تعكس هذه المشاعر آراء أعضاء آخرين في البرلمان الأوروبي، مثل الألماني موريتز كورنر، الذي وصف أوربان بأنه “محتال” ودعاه إلى التنحي.

شعور المواطنين الأوروبيين: كيف يواجهون الفساد؟

 على مستوى الكتلة، يُعتقد أن المواطنين الأوروبيين يشعرون بعدم الرضا عن جهود حكوماتهم في معالجة الفساد. حيث يعتقد حوالي 65٪ أن قضايا الفساد رفيعة المستوى لا تتم متابعتها بشكل جيد، بينما يعتقد 30٪ فقط أن جهود الحكومة لمكافحة الأموال غير المشروعة فعالة. هذا الشعور العام يعكس الحاجة إلى تحسين الشفافية والمساءلة في الحكم على مستوى أوروبا.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.