يستخدم المؤثر المقنّع “المفاوض” مهاراته في الإقناع للحصول على الطعام والهدايا من المطاعم والمتاجر لمساعدة المشردين في باريس. يؤمن هذا الملثم الذي يرفض الكشف عن هويته بأن المجتمع بات أكثر فردية، ويسعى لإثبات أن كل شخص يمكنه أن يكون جزءًا من فعل الخير.

اعلان

في شوارع باريس، يتجول رجل مقنّع يحمل عربة تسوّق، لكن مهمته ليست عادية، بل إنسانية بامتياز. يُعرف باسم “المفاوض” (El Negotiator)، وهو مؤثر اجتماعي ظهر على وسائل التواصل قبل سبعة أشهر فقط، ونجح في جذب أكثر من 60 ألف متابع على يوتيوب، دون أن يكشف عن هويته، إذ يفضل البقاء مجهولًا ليركز على رسالته: مساعدة من لا يملكون شيئًا.

يعتمد “المفاوض” على مهارات الإقناع في التفاوض مع المطاعم والمتاجر للحصول على وجبات وهدايا لصالح المحتاجين. بكاميرا خفية، يدخل إلى مطعم ويعرض فكرته على المالك: “هل يمكنني التفاوض للحصول على وجبات أقدمها للمشردين؟ حتى وجبتين أو ثلاث ستكون كافية”.

لم يتردد صاحب المطعم، وبعد لحظات، قدم له حلوى، حساء، وتسع وجبات لازانيا. عندها، تعجبت الصحفية المرافقة قائلة: “تتبرع بتسع وجبات؟ هذا لطف كبير منك !” فرد المالك بابتسامة: “في الحقيقة، الطيب هنا هو هذا الرجل، أنظري لما يفعله!”

لا تقتصر جهوده على الطعام، بل يدخل متاجر مختلفة لإقناع أصحابها بالتبرع بملابس وعطور ومستلزمات ضرورية للمحتاجين. في أحد المتاجر، أبدت المديرة إعجابها بمبادرته قائلة: “إنه أمر رائع للمشردين، لم أستطع التردد”.

وأثناء توزيع المساعدات، يقترب “المفاوض” من رجل مشرد قرب خيمته ويمنحه الطعام قائلاً: “هذا لك ولأخيك.” فيرد الرجل بامتنان: “سنتقاسمه بكل تأكيد”.

وعن دوافعه، يوضح “المفاوض” أن نزعة الفردية المتزايدة في المجتمع تدفعه لمواجهة هذا الواقع القاسي، مؤكدًا أن الناس في جوهرهم كرماء، لكنهم يحتاجون إلى من يذكّرهم بذلك. وفيما يتطلب عمله آلاف الخطوات يوميًا، يقول بابتسامة: “أسير بين 20 و30 ألف خطوة يوميًا، لكنه مجهود يستحق العناء”.

برسالته البسيطة وأسلوبه الفريد، يسعى “المفاوض” لإثبات أن كل شخص يمكن أن يصبح مفاوضًا لصالح الخير، مانحًا الأمل لمن هم في أمسّ الحاجة إليه.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.