حمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات مؤيدة للفلسطينيين على غرار “تحية للشعوب العربية التي انتفضت لأجل الحق الفلسطيني”، وهتفوا: “النكبة لن تتكرر، أراضينا تتحرر على كامل التراب الفلسطيني” و”أمريكا رأس الأفعى” و”بالروح بالدم نفديك يا فلسطين”
نظم نشطاء ولاجئون فلسطينيون احتجاجا أمام مكاتب الأمم المتحدة في العاصمة الأردنية عمان الأربعاء، لإحياء ذكرى طردهم الجماعي مما يعرف الآن بإسرائيل. وتشير كلمة “النكبة” إلى 700 ألف فلسطيني فروا أو طردوا قبل، وأثناء حرب عام 1948 التي أعقبت قيامها، والتي هاجمت فيها خمس دول عربية الدولة الوليدة.
ويعيش اللاجئون وأحفادهم، الذين يبلغ عددهم حوالي 6 ملايين، في مخيمات اللاجئين المبنية في لبنان وسوريا والأردن والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
من بين هؤلاء محمد أبو حجر، البالغ من العمر 91 عاما، الذي جاء من يافا، وهي مدينة ذات أغلبية عربية يبلغ عدد سكانها نحو 100 ألف نسمة قبل قيام إسرائيل عام 1948.
وأكد محمد أبو حجر: “هل من المعقول أنه بعد 76 عاما على النكبة لا أحد يهتم بالقضية الفلسطينية؟ وإلى يومنا هذا لا أحد يسأل ماذا يحدث للفلسطينيين؟ وهم إلى يومنا هذا يشاهدون أهل غزة يذبحون والأمة العربية تتفرج؟ أليس هذا شعبنا، هذا شعبنا، شعبنا يُذبح”.
وأضاف محمد أبو حجر: “يريدون إبادة شعب حتى يقول الجميع أنه لا يوجد شعب فلسطيني. إنهم لا يريدون لفلسطين أن تكون موجودة على الإطلاق. إنهم يُمارسون إبادة جماعية. أقول لعائلتي إن شاء الله سنصلي صلاة العيد القادم في يافا، هذا ما أتمناه”.
حمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات مؤيدة للفلسطينيين على غرار “تحية للشعوب العربية التي انتفضت لأجل الحق الفلسطيني”، وهتفوا: “النكبة لن تتكرر، أراضينا تتحرر على كامل التراب الفلسطيني” و”أمريكا رأس الأفعى” و”بالروح بالدم نفديك يا فلسطين”.
فهمي القطوط، لاجئ فلسطيني من الرملة يبلغ من العمر 77 عاما قال: “تهجرنا عندما كنت طفلاً صغيراً، وتهجرنا من مدينتنا الرملة. انتقلنا من الرملة إلى الضفة الغربية، ومن ثم إلى الضفة الشرقية في عمان. عندما بدأت النكبة في 15 مايو-أيار 1948، كانت الخطوة الأولى نحو تشريد الشعب الفلسطيني وإقامة هذا الكيان السرطاني المصطنع، الذي زرع في أرض فلسطين على حساب الشعب الفلسطيني. ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن يتعرض الشعب الفلسطيني لعمليات إبادة جماعية متواصلة حتى وصلنا إلى هذه المرحلة الخطيرة، مرحلة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
ومن خارج مكتب الأمم المتحدة تعالت أصوات المتظاهرين “مهما قلتم ومهما فعلتم سنعود إلى بلادنا” و”لن نبيع القدس للعرب”.
وأكد فهمي القطوط: “شعبنا الفلسطيني سيواصل النضال. سواء في أرض فلسطين 1948 أو بالضفة الغربية أو في قطاع غزة، أو في الشتات. سيواصلون النضال من أجل تحقيق أهدافهم في تحرير فلسطين وعودة الشعب الفلسطيني إلى وطنه”.
ولوّح المتظاهرون بلافتات مناهضة لإسرائيل، وأخرى كُتب على إحداها “عاشت المقاومة وعاش الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني”.
وفاء مدانات، عضو الحزب الشيوعي قالت: “جئنا هنا لنقول إن هذه النكبة لن تتكرر، لن نسمح بتكرارها، ندعم موقف المقاومة بعد طوفان الأقصى لأنه أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة وسلّط عليها الضوء، وبدأ الكل يتحدث عنها، لأن إسرائيل حاولت إنهاء القضية وجعلت الناس يشعرون أن ما يحدث هو إرهاب، لا، هناك حقوق للشعب الفلسطيني موجودة ويجب الوفاء بها”.
من بين اللافتات التي حملها المتظاهرون، يُمكن قراءة “76 عاماً على النكبة، نعم لعودة اللاجئين، لا للتوطين ولاوطن بديل”.
وقال خليل أبو غوش من حزب الشعب الديمقراطي الأردني: “إن اجتماعنا هنا هو بالتأكيد تضامن مع الشعب الفلسطيني. هذا الشعب الذي تعرض وأرضه منذ 76 عاماً للغزو الإمبريالي والاستعماري بكافة أنواعه. ولا تزال هذه المؤامرة مستمرة حتى الآن. ولا تزال الدماء الفلسطينية تسفك، ولا تزال القوى وعلى رأسها أمريكا تدعم هذا الكيان الإسرائيلي المحتل”.
أصبحت يافا، الميناء التاريخي الواقع ضمن بلدية تل أبيب الآن موطنًا لنحو 20 ألف ساكن عربي، وهم بقايا السكان الفلسطينيين الذين عاشوا هناك قبل العام 1948.
وخلال الحرب، التي أعقبت إنشاء إسرائيل، فرّ عشرات الآلاف من السكان الفلسطينيين أو أجبروا على ترك منازلهم. وبموجب قانون أملاك الغائبين لعام 1950، صادرت الحكومة الإسرائيلية الجديدة آلاف العقارات الفارغة، وسلمتها إلى شركات الإسكان العامة التي تديرها الدولة.
خلال الذكرى السادسة والسبعين للنكبة، هتف المتظاهرون في عمان مؤيدين للفلسطينيين ومعاديين لإسرائيل والولايات المتحدة. الشعارات. ويأتي الاحتجاج في وقت يتزايد فيه القلق بشأن الكارثة الإنسانية في غزة حيث قتل أكثر من 35 ألف فلسطيني في الهجوم الإسرائيلي، الذي بدأ بعد هجوم شنه مسلحون فلسطينيون جنوب إسرائيل.
وقُتل حوالى 1200 شخص في إسرائيل خلال الغارة التي شنتها حماس عبر الحدود في 7 أكتوبر-تشرين الأول، عندما اجتاح آلاف المسلحين قواعد عسكرية في جنوب إسرائيل وبلدات صغيرة بجوار حدود غزة.
المصادر الإضافية • أ ب