أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن قرار الولايات المتحدة بإنهاء التحقيق في الانتهاكات التي ارتكبتها وحدة “نيتساح يهودا” التابعة للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية. كما قررت الولايات المتحدة عدم فرض أي عقوبات على الوحدة.
وقد تم إبلاغ هذا القرار لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، وذلك حسبما أفادت مصادر أمريكية وإسرائيلية رفيعة المستوى لموقع “أكسيوس”.
قالت وزارة الخارجية في بيان إنها تلقت معلومات إضافية من إسرائيل حول كيفية تعاملها مع القضية.
وأضاف البيان: “بعد مراجعة دقيقة لتلك المعلومات، قررنا أن الانتهاكات التي ارتكبتها هذه الوحدة قد تم التعامل معها بفعالية. وفقًا لقانون ليهي، يمكن لهذه الوحدة الاستمرار في تلقي المساعدات الأمنية.”
في ظل قانون حقوق الإنسان الأمريكي المعروف بـ “ليهي” عام 1997، يفرض القانون قيودًا صارمة على تقديم المساعدات والتدريب العسكري الأمريكي للوحدات التي يُزعم أنها ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان، أتى هذا القرار ليظهر التحديات المعقدة التي تواجهها السياسة الأمريكية.
على الرغم من اعتراف وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بوجود انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من قِبل وحدة نيتساح يهودا، فقد قدمت إسرائيل في الأشهر الأخيرة أدلة على أنها اتخذت خطوات ملموسة لإصلاح الوضع.
كشف مسؤول أمريكي، طلب عدم ذكر اسمه نظرًا لطبيعة المعلومات، أن المدعين العسكريين الإسرائيليين أفادوا بأنه تم استدعاء جنديين متهمين بارتكاب أعمال عنف، واتخذت الإجراءات اللازمة ضدهما.
وأشار المسؤول إلى أنه قد تم استبعاد هذين الجنديين من جميع المهام القتالية، وإنهاء خدمتهما العسكرية بشكل نهائي، مما جعلهما غير مؤهلين للخدمة الاحتياطية.
ولفت المسؤول إلى أن الجيش الإسرائيلي قد عزز من إجراءات التدقيق والتدريب والإشراف على الوحدة المعنية، وذلك لضمان رفع مستوى أدائها والالتزام التام بالمعايير العسكرية المطلوبة.
أوضح ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن الوزارة وجدت بعد مراجعة دقيقة أن انتهاكات حقوق الإنسان من قبل الوحدة قد تم معالجتها بفعالية. وأكد أن المعلومات الجديدة المقدمة من الحكومة الإسرائيلية تدعم قرار استمرار تلقي الوحدة للمساعدات الأمنية الأمريكية.
أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان
في النصف الأول من عام 2023، وثقت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وقوع 591 حادثة متعلقة بالمستوطنين في الأراضي المحتلة، مما أسفر عن إصابات بين الفلسطينيين وأضرار في الممتلكات، أو كليهما.
وفي تصريحات سابقة للمتحدث ينس لايركه، أشار إلى أن هذه الحوادث تعادل 99 اعتداء شهريًا، مما يعكس زيادة ملحوظة بنسبة 39% عن معدل الحوادث الشهري لعام 2022، الذي سجل 71 حادثة فقط.
بين عامي 2015 و2022، ارتكبت كتيبة نيتساح يهودا سلسلة من الانتهاكات ضد المدنيين الفلسطينيين. فقد شملت أعمال متنوعة منها إطلاق النار العشوائي، القتل التعسفي، التعذيب، الاعتداء الجسدي، والاعتداء الجنسي، وفقًا لمنظمة “الديمقراطية الآن للعالم العربي”.
من بين الحوادث الأكثر خطورة، تبرز حادثة مقتل الفلسطيني الأمريكي عمر أسعد في يناير 2022. فقد اعتقله جنود كتيبة “نيتساح يهودا” عند نقطة تفتيش وتركوه مكبلاً ومكمماً في ظروف قاسية. بعد ساعات، وُجدت جثته. واقتصرت ردود فعل السلطات الإسرائيلية على توبيخ قائد الكتيبة وطرد قائد السرية، دون اتخاذ أي إجراءات قانونية أو محاسبة فعلية.
من هي كتيبة “نيتسح يهودا”؟
تُعتبر كتيبة “نيتساح يهودا” وحدة عسكرية إسرائيلية متخصصة، أنشئت في عام 1999 تحت قيادة الجنرال يهودا دوفدفاني. تُعد هذه الكتيبة الأولى من نوعها التي تضم جنوداً من الطائفة الحريدية “اليهود المتشددين”، وتهدف إلى دمج الشباب من هذه الطائفة في الجيش الإسرائيلي مع الحفاظ على تقاليدهم الدينية.
تتألف الكتيبة من عناصر يمينية متطرفة من جماعتي “الحريديم” و”شبيبة التلال” وهي معروفة بتعاملها العنيف مع المدنيين الفلسطينيين.
تجدر الإشارة إلى وزارة الخارجية الأمريكية كانت قد فتحت التحقيق في الوحدة في أواخر عام 2022 بعد تورط جنودها في عدة حوادث عنف ضد المدنيين الفلسطينيين.
المصادر الإضافية • أ ب