اعلان

هذا الواقع دفع عمّال الإغاثة إلى إنشاء نقاط لتوزيع المياه وإيصالها للسكان عبر الشاحنات، إلا أن مشكلة أخرى حالت دون استمرار العملية وهي شح الوقود.

ولا يؤثر ندرة هذه المادة على نقل المياه فحسب، بل على محطات التحلية أيضا، وفقًا للمتحدث باسم اليونيسيف جوناثان كريكس.

“الأطفال هم أكثر من يتحمّل أعباء هذه الحرب”، يقول عامل الإغاثة، موضحًا أنه يرى يوميًا مشاهد مأساوية لا تُحصى، لصغار مزّقهم الجوع وقتلهم العطش، وهم يضطرون للمشي عشرات الكيلومترات للحصول على لقمة تسدّ رمقهم أو قطرة تروي عطشهم.

ويضيف قائلاً: “90% من الأسر تُعاني للحصول على ما يكفي من مياه الشرب، حتى أنها تجد صعوبة في تأمين المياه اللازمة لتنظيف طفل رضيع حديث الولادة وتغيير ملابسه.”

وكانت السلطات الفلسطينية قد أوضحت أن معدّل المياه للشخص الواحد انخفض إلى 3-5 لترات يوميًا، وهو أقل بكثير من 15 لترًا، مقدار المياه التي تقول الأمم المتحدة إن الإنسان يحتاجه للبقاء على قيد الحياة.

كيف كانت تصل المياه إلى قطاع غزة؟

كانت إسرائيل تدير خط الأنابيب الذي يزوّد 70% من المياه في المدينة، لكن الشبكة تدمّرت مع استئناف الحرب في أبريل/نيسان الماضي.

كما كانت محطات تحلية المياه توفر حوالي 7% من احتياجات القطاع، إلا أن هذا الخيار أصبح غير متاح بعد تلوث المياه الجوفية ونضوبها.

وبحسب سلطة المياه الفلسطينية، وهي هيئة حكومية غير وزارية تأسست أواخر التسعينات لإدارة ملف المياه في الأراضي الفلسطينية، فإن إسرائيل لم تكن تمدّ غزة بالمياه الكافية لسنوات طويلة، سبقت بكثير مرحلة 7 أكتوبر.

الناس يتشاجرون على قطرة ماء

ولم يعد انقطاع المياه في غزة مجرد أزمة صحية أو بيئية، بل تحوّل إلى معركة يومية من أجل البقاء. أولغا شيريفكو، عاملة إغاثة تعمل في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في غزة، تحدثت بألم عن تصاعد العنف بين الناس بسبب ندرة المياه.

“الوصول إلى المياه أصبح شبه مستحيل”، تقول شيريفكو، وتضيف في مؤتمر صحفي تحدثت فيه عبر الفيديو: “حتى وأنا أتحدث إليكم الآن، في الطابق السفلي من هذا المبنى، يقاتل الناس للحصول على المياه. شاحنة مياه وصلت للتو، والمشهد مؤلم، الناس يتدافعون ويتشاجرون فقط من أجل شربة ماء.”

شاركها.
اترك تعليقاً