هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

في قمة القادة في مدريد، يقول حزب الوطنيين من أجل أوروبا (PfE) إنه سيطلق “إعادة السيطرة” تحت شعار “إجعلوا أوروبا عظيمة مرة أخرى”.

اعلان

في قمة للقيادات السياسية في مدريد، أعلن حزب “الوطنيون من أجل أوروبا” (PfE) عن إطلاق “إعادة الفتح” تحت شعار “لنجعل أوروبا عظيمة مجددًا”.

يطمح هذا الحزب اليميني المتطرف إلى أن يصبح هو “الوضع الطبيعي الجديد” في بروكسل وعبر الاتحاد الأوروبي، وهي الرسالة التي سعى قادته إلى إيصالها خلال القمة التي استمرت يومين في العاصمة الإسبانية. ووفقًا لخطتهم، فإنهم يهدفون إلى إزاحة الأحزاب الاشتراكية والليبرالية وحزب الشعب الأوروبي من مراكز القرار، تمهيدًا لإحكام قبضتهم على مؤسسات الاتحاد الأوروبي.

ولم يخفِ الحزب استلهامه الصريح من حملة دونالد ترامب الشهيرة “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا”، حيث يسعى إلى تكييف السياسات التي استخدمت في الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية لتطبيقها في دول الاتحاد الأوروبي. ومن خلال شعار “لنجعل أوروبا عظيمة مجددًا”، يزعم قادته أن فوز ترامب بالبيت الأبيض مجددًا يُمثل إشارة إلى أن الوقت قد حان لتغيير مسار أوروبا.

“نحن نعيش لحظة تاريخية، ورسالتنا إلى جميع القادة القدامى، من ماكرون إلى شولتس، وصولًا إلى رئيس حكومتكم بيدرو سانشيز: وقتكم قد انتهى، أنتم أصبحتم جزءًا من الماضي”، هكذا صرّح خيرت فيلدرز، زعيم حزب الحرية الهولندي (PVV)، أمام حشدٍ قوامه 2000 شخص في مدريد يوم السبت.

وتُعدّ هذه القمة أول اجتماع للحزب منذ تعيين الإسباني سانتياغو أباسكال زعيم حزب VOX رئيسًا له في نوفمبر الماضي. ووفقًا لاستراتيجيته الجديدة، يسعى حزب “الوطنيون من أجل أوروبا” إلى تحقيق أغلبية سياسية على المستوى الوطني وفي المؤسسات الأوروبية، حيث يحتفظ فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، حاليًا بالمقعد الوحيد للحزب في مجلس الاتحاد الأوروبي، الذي يضم ممثلي الدول الأعضاء الـ27.

“علينا أن نفعل ما أخبرنا به ترامب: قاتلوا، قاتلوا، قاتلوا! يجب أن نستعيد أوروبا، فهي ملك لنا. نريد أوروبا مسيحية!” هكذا صرخ أندريه فينتورا، زعيم حزب “شيغا” اليميني المتطرف في البرتغال، خلال القمة.

يؤكد الحزب أن أيديولوجيته قائمة على السيادة الوطنية، القيم التقليدية، والدفاع عن حرية التعبير والأمن. ويضم الحزب بين صفوفه مجموعة من أبرز القوى اليمينية في أوروبا، منها:

وفي البرلمان الأوروبي، يحتل حزب “الوطنيون من أجل أوروبا” 89 مقعدًا، مما يجعله ثالث أكبر كتلة برلمانية بعد حزب الشعب الأوروبي (EPP)، والتحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين (S&D).

من جانبه، قال بيتر ماكينكا من حزب “السائقون من أجل أنفسهم” التشيكي: “نحن بحاجة إلى العودة إلى سياسات واقعية قائمة على السوق الحرة والدول القومية القوية”، قال بيتر ماكينكا من حزب “السائقون من أجل أنفسهم” التشيكي، مضيفًا: “لا الليبراليون، ولا التقدميون، ولا الاشتراكيون، بل الوطنيون وحدهم يمكنهم جعل أوروبا عظيمة مجددًا”.

بدوره، أكد أندريه بابيش، رئيس الوزراء التشيكي السابق، أن الأحزاب التقليدية تفشل في إدارة شؤون أوروبا. وقال في كلمته: “يخبروننا أن أوروبا ستكون تنافسية، لكنهم يفرضون قوانين خانقة تعرقل الأعمال التجارية وتثقل كاهل المواطنين”.

كما ناقش عشرة من قادة الحزب استراتيجيات تفكيك الصفقة الخضراء الأوروبية، والتصدي لما وصفوه بـ “إيديولوجيات قوس قزح”، في إشارة إلى دعم حقوق مجتمع LGBTQ+، مع التركيز على تعزيز سياسات الأسرة التقليدية وحصر الهوية الجندرية في الذكر والأنثى فقط.

ولم تقتصر القمة على القادة الأوروبيين، بل استضافت كيفن روبرتس، رئيس مركز الأبحاث المحافظ “مؤسسة هيريتيج” الأمريكية، وعُرضت فيها رسائل فيديو مسجلة من السياسية الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، والرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، اللذين وجّها دعوات لتوحيد الجهود بين القوى اليمينية عالميًا.

“حزب الوطنيين هو حزب عابر للأطلسي، لكنه لا ينحصر في التحالف مع الشمال، أي الولايات المتحدة، بل يسعى أيضًا إلى بناء جسور مع الجنوب”، هكذا أوضح النائب الإسباني خورخي بوكساديه من حزب VOX، مشيرًا إلى أن سانتياغو أباسكال يلعب دورًا محوريًا في توطيد العلاقات مع ميلي ورئيس باراغواي سانتياغو بينيا.

واختتم بوكساديه حديثه بتأكيد أن أحد الأهداف الكبرى للحزب في ظل قيادة أباسكال هو دعم بعضهم البعض للفوز بالانتخابات الوطنية. وقال بفخر: “لم نعد مجرد المستقبل، نحن الحاضر، الحاضر الفعلي والملموس”.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.