أعلن الجيش السوداني في بيان رسمي سيطرته على مخيم طيبة الحسنب في منطقة جبل أولياء
أفاد مصدران عسكريان لوكالة “رويترز” يوم الأربعاء أن الجيش السوداني نجح في تطويق مطار الخرطوم والمناطق المحيطة به، في خطوة تمثل تطوراً استراتيجياً ضمن الصراع المستمر منذ عامين بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش السوداني في بيان رسمي سيطرته على مخيم طيبة الحسنب في منطقة جبل أولياء، واصفاً إياه بأنه القاعدة الرئيسية لقوات الدعم السريع في وسط السودان، وأحد آخر معاقلها في العاصمة الخرطوم.
ويمثل هذا الإعلان انتصاراً ميدانياً كبيراً للجيش، الذي استعاد خلال الأيام الأخيرة مواقع استراتيجية هامة، بما في ذلك القصر الرئاسي في وسط الخرطوم الذي سيطر عليه يوم الجمعة الماضي.
وعلى الرغم من كون الجيش بقي في موقع دفاعي لفترات طويلة خلال الأشهر الماضية، إلا أن التقدم الأخير أظهر تحولاً واضحاً في موازين القوى على الأرض، حيث تمكن من استعادة أراضٍ استراتيجية كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع في المناطق الوسطى من البلاد.
وأفاد شهود عيان يوم الأربعاء بأن قوات الدعم السريع ركزت تمركزها بشكل أساسي في جنوب الخرطوم، في خطوة تهدف إلى تأمين انسحابها من العاصمة عبر الجسور التي تربطها بمدينة أم درمان المجاورة.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر ما وصفوه بـ’هروب جماعي’ لعناصر الميليشيا، وسط حالة من الفوضى والانهيار في صفوفهم
من جانب آخر، وصفت الأمم المتحدة الوضع في السودان بأنه يمثل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم. وأشارت المنظمة الدولية إلى أن البلاد، التي يبلغ عدد سكانها نحو 50 مليون نسمة، تواجه مجاعات حادة في مناطق متعددة، فضلاً عن انتشار الأمراض والأوبئة على نطاق واسع، مما يفاقم معاناة المدنيين ويزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية.
ولاحقاً، نشرت وسائل إعلام صوراً تُظهر قيام الجيش السوداني بتحرير عدد من الأسرى الذين كانوا محتجزين لدى الميليشيا.”
واندلعت الحرب في السودان قبل عامين، في وقت كان فيه البلاد يسعى للانتقال إلى حكم ديمقراطي بعد عقود من الحكم الاستبدادي. جاء ذلك التطور في أعقاب الضغوط الشعبية التي أدت إلى تنحي الرئيس السابق عمر البشير عن السلطة في عام 2019، تلاها لاحقًا الإطاحة بالقيادة المدنية الانتقالية.
وعلى الرغم من محاولات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع العمل معًا خلال المرحلة الأولى من ما بعد البشير، إلا أن العلاقة بين الطرفين كانت مليئة بالتوترات والخلافات العميقة الجذور.
وتعود هذه الانقسامات إلى سياسات نظام البشير الذي عمل على إنشاء قوات موازنة للجيش النظامي، حيث أسس وطوّر قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والتي نشأت أساسًا من ميليشيات الجنجويد في إقليم دارفور.
واستخدم البشير هذه القوات كأداة لخلق توازن قوى مع الجيش النظامي بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، مما زرع بذور التنافس والصراع بين الطرفين.
وفي محاولة لتهدئة الأوضاع وإنهاء الصراع، قادت دول جنوب وشرق إفريقيا عدة مبادرات دبلوماسية، لكنها واجهت صعوبة في تحقيق اختراق حقيقي نتيجة التعقيدات السياسية والمصالح المتباينة بين الأطراف المتنازعة.