بقلم: يورونيوز
نشرت في
في قلب سباق محموم على رئاسة بلدية نيويورك، يقف ممداني، عضو الجمعية التشريعية لولاية نيويورك، أمام جبهة موحدة من المليارديرات الذين قرروا أن معركتهم الحقيقية ليست ضد منافسيه السياسيين، بل ضده شخصيًا.
منذ إعلان ترشحه، لم يُخفِ ممداني عداءه للنظام الاقتصادي القائم. وفي تجمع حاشد في 13 تشرين الأول/ أكتوبر، قال بأسلوب صارم: “المليارديرات مثل بيل أكمان ورونالد لودر ضخّوا ملايين الدولارات في هذا السباق لأنهم يقولون إننا نمثل تهديدًا وجوديًا، وأنا هنا لأعترف بشيء: هم على حق”.
أموال المليارديرات تتدفق
كشف تحليل أجرته مجلة “فوربس” أن ما لا يقل عن 26 مليارديرًا ساهموا بأكثر من 22 مليون دولار لدعم الحملات المناهضة لممداني. هؤلاء ينتمون إلى مختلف القطاعات، من العقارات إلى الإعلام والتكنولوجيا، وقد انضموا خلف خصوم ممداني، وعلى رأسهم أندرو كومو، الذي يخوض السباق كمرشح مستقل.
جاءت أكبر التبرعات من رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ، الذي ضخّ 8.3 ملايين دولار في مجموعة “أصلحوا المدينة”، تلاه الشريك المؤسس لشركة Airbnb جو غيبيا بثلاثة ملايين دولار في يوم واحد، ثم عائلة لودر التي أنفقت 2.6 مليون دولار.
كذلك، قدّم مدير صندوق التحوط بيل أكمان 1.75 مليون دولار، بينما أنفقت عائلة تيش، المالكة التي تملك حصة في فريق نيويورك جاينتس، نحو 1.2 مليون دولار لدعم المجموعات المناهضة لممداني.
ورغم أن غالبية هؤلاء المانحين يقيمون في نيويورك، فإن حملة التمويل المناهضة له تجاوزت حدود الولاية. فقد أرسلت أليس والتون، وريثة “وولمارت” من تكساس، تبرعًا قدره 200 ألف دولار، بينما شارك رجال أعمال من فلوريدا وبوسطن وإنديانا بمبالغ مماثلة، في ما بدا أشبه بتعبئة مالية وطنية ضد المرشح اليساري.
في المقابل، يرى ممداني أن هذه الأموال تعكس الذعر الذي تثيره أجندته بين النخبة الاقتصادية، إذ يتضمن برنامجه الانتخابي تجميد الإيجارات في الشقق الخاضعة للرقابة، وتوفير مواصلات عامة مجانية، ورعاية أطفال شاملة، مع تمويل هذه المشاريع عبر رفع الضريبة على الدخل للأثرياء وزيادة الضريبة على الشركات إلى مستوى ولاية نيوجيرسي.
ورغم أنه لا يدعو إلى “إلغاء الثروة الضخمة”، فإنه يصرّ على أن تركّز الثروة بيد قلة هو ما يفاقم التفاوت الاجتماعي.
الحملة تتسع وممداني يردّ
تصاعدت الحملة ضد ممداني في الأسابيع الأخيرة، ففي منتصف تشرين الأول/ أكتوبر، ضخّ غيبيا ملايين جديدة في ثلاث مجموعات مناهضة له، بينما كتب أكمان على منصة X أن سياسات ممداني “ستؤدي إلى مزيد من الجرائم وأمن عام أقل وفرص عمل أدنى”، حتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دخل على الخط، واصفًا ممداني بأنه “شيوعي مجنون بنسبة 100%” بعد فوزه بالانتخابات التمهيدية.
لكن حملة ممداني ردّت عبر المتحدثة باسمها دورا بيكيتش، التي قالت إن “المليارديرات يصطفون خلف مرشح قضى شهورًا يلهث وراء رضاهم وأموالهم بدلًا من التحدث إلى سكان نيويورك من الطبقة العاملة”.
واعتبرت أن “كومو يخوض السباق بسياسات فاقمت أزمة تكاليف المعيشة، فيما يطرح ممداني رؤية تنحاز لسكان نيويورك في المقدمة، لا المليارديرات”.


