بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

أكد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيت يوم الأربعاء 3 أيلول/سبتمبر إن العمليات العسكرية ضد شبكات المخدرات في الكاريبي ستستمر، في إشارة إلى حملة عسكرية متصاعدة في أميركا اللاتينية، وذلك بعد يوم من ضربة أميركية أسفرت عن مقتل 11 شخصًا على متن قارب فنزويلي.

ضربة مثيرة للجدل

أكدت وزارة الدفاع أن القارب كان يحمل مخدرات غير مشروعة، في أول عملية من نوعها منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نشر بوارج حربية في الكاريبي الجنوبي. لكن لم تُكشف تفاصيل حول نوعية المخدرات أو كميتها، كما لم يحدد الأساس القانوني الذي استندت إليه العملية.

وقال هيغسيت في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”: “لدينا أصول جوية وبحرية وعلى متن السفن، لأن هذه مهمة شديدة الخطورة بالنسبة لنا، ولن تتوقف عند هذه الضربة”، مضيفًا أن “أي طرف آخر ينشط في تلك المياه ويصنف كإرهابي في مجال المخدرات سيواجه المصير ذاته”. ورفض الوزير كشف تفاصيل الضربة، مشيرًا إلى أنها سرية.

تعليق ترامب

أعلن ترامب أن أفراد الطاقم ينتمون إلى عصابة “ترين دي أراجوا” الفنزويلية التي صنفتها الولايات المتحدة جماعة إرهابية في شباط/فبراير. وقال الأربعاء من المكتب البيضاوي إن “كميات ضخمة من المخدرات” عُثر عليها على متن القارب، مضيفًا: “لدينا تسجيلات لهم، وكميات هائلة من المخدرات كانت في طريقها لقتل الكثير من الناس. ومن الواضح أنهم لن يفعلوا ذلك مجددًا”.

جدل قانوني

لم تكشف البنتاغون سبب اللجوء إلى قتل أفراد الطاقم بدلًا من اعتقالهم. وقالت خبيرة القانون الدولي بجامعة نوتردام، ماري إيلين أوكونيل، إن العملية “انتهكت مبادئ أساسية في القانون الدولي”، مؤكدة أن “المياه الدولية ليست مبررًا، وما يهم هو أن الولايات المتحدة لم يكن لها الحق في القتل المتعمد لهؤلاء المشتبه بهم”.

ورأى مراقبون أن تدمير القارب بدلًا من ضبطه يذكّر بالأساليب التي استخدمت ضد جماعات مسلحة مثل تنظيم القاعدة.

تعزيز الوجود العسكري الأميركي

نقلت الولايات المتحدة سبع بوارج حربية وغواصة نووية إلى الكاريبي الجنوبي، وعلى متنها أكثر من 4,500 جندي من مشاة البحرية والبحرية الأميركية. كما نفذت وحدات من القوة البحرية 22 تدريبات برمائية وجوية في جنوب بورتوريكو.

وعند سؤاله عن علاقة فنزويلا الوثيقة بالصين، قال هيغسيت: “الوحيد الذي ينبغي أن يقلق هو نيكولاس مادورو، الذي يعد فعليًا زعيم دولة مخدرات”. من جهته، وصف ترامب فنزويلا بأنها “جهة سيئة للغاية”.

توتر متصاعد مع فنزويلا

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش “قلق للغاية” من تصاعد التوتر بين واشنطن وكاراكاس. وكانت إدارة ترامب قد رفعت الشهر الماضي المكافأة المخصصة للقبض على مادورو إلى 50 مليون دولار متهمة إياه بالتورط في تهريب المخدرات.

من جهتها، اتهمت السلطات الفنزويلية واشنطن باستخدام التصعيد العسكري ذريعة للتدخل، فيما زعم مادورو أن الهدف هو “تغيير النظام”. كما شككت كاراكاس في صحة مقطع فيديو عرضه ترامب يُظهر زورقًا سريعًا ينفجر ويحترق، واعتبرت أنه قد يكون مفبركًا باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وقالت وكالة رويترز إنها أجرت فحوصًا أولية على الفيديو باستخدام أداة لاكتشاف التلاعب ولم تجد دليلًا على ذلك، لكنها أوضحت أن عملية التحقق لا تزال جارية.

ردود داخلية في فنزويلا

أثار الهجوم شكوكًا حتى بين شخصيات معارضة في فنزويلا. وقال المرشح الرئاسي السابق إنريكي كابريليس لرويترز: “كيف عرفوا أن هناك 11 شخصًا؟ هل عدوهم؟ وكيف تأكدوا أنهم فنزويليون؟ هل عثروا على بطاقاتهم الشخصية طافية في البحر؟”.

وعاد كابريليس مؤخرًا إلى البرلمان كنائب، بينما قاطعت الكتلة المعارضة الرئيسية بقيادة ماريا كورينا ماتشادو انتخابات 2025 التشريعية. وكانت ماتشادو قد أيدت في السابق خطوات ترامب ضد مادورو.

شاركها.
اترك تعليقاً