بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

أعادت السلطات الألمانية لوحة فسيفساء إباحية يُعتقد أنها سُرقت من أنقاض مدينة بومبي الرومانية خلال الحرب العالمية الثانية على يد ضابط نازي، إلى الجانب الإيطالي بعد التحقق من أصالتها.

اللوحة، التي تعود إلى الفترة ما بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، وتُظهر مشهدين لزوج من العشاق، كانت ضمن مجموعة ممتلكات خاصة لمواطن ألماني متوفٍ، حصل عليها كهدية من ضابط في الجيش الألماني النازي كان يعمل في إيطاليا خلال الحرب، وتحديدًا في مجال الإمدادات العسكرية.

تم اكتشاف وجود اللوحة في ألمانيا بعد أن تواصل أقارب الراحل مع وحدة شرطة حماية التراث الثقافي في روما للحصول على إرشادات حول كيفية إعادة القطعة إلى الدولة الإيطالية.

وعقب إجراء الفحوص اللازمة والتأكد من أصالة اللوحة، والتي يُعتقد أنها كانت تزين غرفة نوم في منزل روماني قديم في بومبي، تم تنظيم عملية إعادة القطعة عبر القنصلية الإيطالية في شتوتغارت.

ووضعت اللوحة حالياً في “متحف الآثار” التابع لموقع بومبي الأثري، حيث ستبقى إلى حين إخضاعها لدراسات وفحوص أثرية متقدمة لتأكيد أصولها الدقيقة.

وقال غابرييل زوشتريجل، مدير الحديقة الأثرية في بومبي، إن “عودة كل قطعة مسروقة تمثل خطوة نحو استعادة التاريخ الوطني”، مشيراً إلى أن القيمة الحقيقية لهذه القطع لا تكمن في الجانب المادي بل في دلالتها التاريخية الثقافية، التي تتأثر بشكل كبير بالتجارة غير المشروعة في الآثار.

وأضاف زوشتريجل أن مصدر اللوحة الدقيق قد لا يمكن تحديده بدقة، لكن سيتم إجراء تحليلات أثرية وتقنية لاستكمال المعلومات المتعلقة بتاريخها ومكانها الأصلي.

يُذكر أن وحدة الشرطة المتخصصة في حماية التراث الثقافي، التي تأسست عام 1969، تمكنت منذ ذلك الحين من استعادة أكثر من 3 ملايين قطعة أثرية وفنية سُرقت من مواقع ثقافية إيطالية.

في عام 2021، عادت إلى إيطاليا ستة أجزاء من جداريات مسروقة من موقع “ستابيا” الأثري القريب من بومبي، كانت قد أُزيلت بشكل غير قانوني في السبعينيات، وتم تتبعها خلال تحقيق دولي في الاتجار غير المشروع بالآثار.

كما سُجلت عدة حالات إعادة قطع أثرية من قبل سياح أجانب، بعد سنوات من سرقتها، بعضهم أرفق رسالة اعتذار، مرجعاً سوء الحظ الذي تعرض له إلى لعنة القطع المسروقة.

وتعرضت مدينة بومبي للدفن تحت الرماد البركاني نتيجة ثوران جبل فيزوفيوس عام 79 ميلادي، واستمرت مدفونة حتى القرن السادس عشر، مما حافظ على عدد كبير من الآثار التي توفر اليوم نافذة استثنائية على الحياة في العالم الروماني القديم.

شاركها.
اترك تعليقاً