بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

استعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رؤيته للتحولات التي يشهدها العالم، محذراً في كلمة مطوّلة خلال الجلسة العامة الثانية والعشرين لمنتدى “فالداي” الدولي للحوار بمدينة سوتشي، من مخاطر استمرار محاولات الغرب فرض هيمنته، ومؤكداً أن النظام الدولي يتجه نحو التعددية القطبية.

“انهيار الهيمنة الغربية”

شدد بوتين على أن انهيار الهيمنة الغربية أصبح “مسألة وقت”، وأن العالم يعيش مرحلة تغيرات سريعة وغير مسبوقة، قائلاً: “لم يسبق أن سعت قوى بهذا الحجم للتأثير على الوضع العالمي، لكن مرحلة الإملاءات انتهت ولن تكون هناك قوة قادرة على التحكم المطلق في مصير العالم”.

وأضاف أن روسيا برهنت، رغم العقوبات المفروضة عليها، على قدرتها في مقاومة الأزمات غير المسبوقة.

روسيا والناتو وأزمة أوكرانيا

أكد بوتين أن روسيا أبدت استعدادها مرتين للانضمام إلى حلف الناتو لكنها قوبلت بالرفض، محملاً توسع الحلف نحو حدود بلاده مسؤولية إشعال الأزمة الأوكرانية. وأضاف أن الغرب لا يشعر بالأسف للشعب الأوكراني، واعتبر أن أوروبا تتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية استمرار الصراع وأن الأزمة تُستغل لتوسيع سيطرة بعض الدول وجني الأرباح، مؤكدًا أن روسيا لن تُظهر ضعفًا أو تردداً في مواجهة أي تهديدات، وأن أي محاولة لإلحاق هزيمة استراتيجية بها”فاشلة منذ البداية”.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن العالم شهد تغيرات في الوعي العام داخل أوكرانيا رغم محاولات “غسل الدماغ” من قبل السلطات، وأنه لو تم حل الصراع وفق مبادئ العالم متعدد الأقطاب لما كان القرار الدولي متوازنًا، مضيفًا أنه لو لم يقترب الناتو من حدود روسيا، لكان بالإمكان تجنب الصراع. كما أعرب عن أمله أن خطة ترامب للشرق الأوسط قد تشكل “ضوءًا في نهاية النفق”.

الردع العسكري وعسكرة أوروبا

وجّه بوتين تحذيرات مباشرة للدول الغربية، مؤكداً أن موسكو سترد بشكل ساحق على أي تهديد، وأن عسكرة أوروبا تراقب عن كثب لأنها تمس الأمن الروسي. وقال: “إذا أراد أحد التنافس معنا عسكرياً فليحاول، لكن على الدول الأوروبية أن تعرف أن استفزاز روسيا لن تكون نتائجه جيدة لهم”، مضيفًا أن الحديث الأوروبي عن حرب وشيكة مع روسيا هو “هراء”.

وأشار إلى تصريح للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، قائلاً إنه لا يعلم إن كان ساخراً عندما وصف روسيا بأنها “نمر من ورق”، مضيفاً بأن من يحاول تحدي هذا النمر سيواجه ردّاً حازماً من موسكو.

الشرق الأوسط والأمم المتحدة

وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، رأى بوتين أن الوضع يتدهور وأن الغرب لم يتمكن من حل الصراع الفلسطيني  الإسرائيلي، مؤكداً أن “الوصفة الغربية فشلت”، وأن الحلول يجب أن تقوم على الدبلوماسية الكلاسيكية والتوافق المتعدد الأطراف.

وتطرق إلى الأمم المتحدة، مشيراً إلى مشاكلها، لكنه وصفها بالإطار الأفضل لإدارة النزاعات، داعياً إلى إصلاح المنظمة واستخدام إمكاناتها بشكل أفضل.

كما تطرق إلى التاريخ الروسي، مذكراً بدور الاتحاد السوفيتي في هزيمة النازية، مؤكداً أن روسيا ستظل دائمًا قوة أساسية في العالم. وأكد أن تطوير الأنظمة غير المأهولة، وتقنيات الحرب الإلكترونية، والدبابات لدعم المشاة يشكل تغييرات استراتيجية في المجال العسكري، مبرزًا أن “شجاعة وبسالة الجندي الروسي لا تتغير”.

شاركها.
اترك تعليقاً