بقلم: يورو نيوز
نشرت في
اعلان
كشف تقرير حصري نشره موقع “أكسيوس” عن تصاعد التوتر داخل البيت الأبيض إثر الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، وسط تزايد القلق في أوساط الإدارة الأميركية من نهج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وُصف من قبل مسؤولين أميركيين بأنه “انفعالي” و”مزعزع للاستقرار”.
ونقل الموقع عن أحد كبار المسؤولين في الإدارة قوله إن “نتنياهو يتصرف بشكل متهور، ويقصف باستمرار، الأمر الذي يهدد جهود واشنطن في تحقيق الاستقرار الإقليمي”. وأضاف مسؤول آخر أن قصف كنيسة في غزة دفع الرئيس دونالد ترامب إلى الاتصال بنتنياهو طالبًا إيضاحات، قائلاً له: “هناك مشكلة جديدة كل يوم. ما الذي يحدث بحق الجحيم؟”
ووفقًا لـ “أكسيوس”، أعرب مسؤول ثالث عن شكوك متزايدة داخل الإدارة تجاه نتنياهو، قائلاً: “نتنياهو يتصرف كما لو أنه لا يريد التقيد بأي قواعد”.
ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق على ما ورد في التقرير.
تصعيد عسكري يسبق اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا
ورغم إعلان وقف لإطلاق النار يوم الجمعة أنهى جولة من التصعيد في سوريا، أفاد ستة مسؤولين أميركيين للموقع أن حالة القلق من سياسات إسرائيل الإقليمية بلغت ذروتها نهاية الأسبوع الماضي.
وفي التفاصيل، استهدفت غارة إسرائيلية يوم الثلاثاء قافلة دبابات سورية كانت تتجه نحو مدينة السويداء، وسط مواجهات بين قوات درزية ومسلحين من البدو أوقعت أكثر من 700 قتيل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشارت إسرائيل إلى أن القافلة دخلت منطقة منزوعة السلاح، واتهمت القوات الحكومية السورية بالتورط في الهجمات ضد الدروز، وهو ما نفته دمشق.
وأضاف التقرير أن المبعوث الأميركي توم باراك ناشد المسؤولين الإسرائيليين تجنب التصعيد، وقد أبدوا التزامهم بذلك، لكن إسرائيل نفّذت غارات إضافية بعد أقل من 24 ساعة، استهدفت مواقع في دمشق بينها مقر للقيادة ومحيط القصر الرئاسي.
وقال مصدر مطّلع إن “الرئيس ترامب فوجئ بالقصف، ولم يكن مرتاحًا لرؤية صور التفجيرات على الشاشات، خصوصًا في بلد سبق وأعلن نيته دعم إعادة إعماره”.
البيت الأبيض “تحت الضغط”
أفاد “أكسيوس” أن وزير الخارجية ماركو روبيو تدخّل لاحتواء الموقف، وطلب من نتنياهو وقف الضربات مقابل انسحاب سوري من السويداء، غير أن هذه الخطوة لم تمنع تصاعد الانتقادات داخل الإدارة الأميركية، ولا الاحتجاجات التي تلقّتها واشنطن من أنقرة والرياض.
كما أعرب مقربون من الرئيس، بينهم توم باراك وستيف ويتكوف، عن اعتقادهم أن قرارات نتنياهو نابعة من اعتبارات سياسية داخلية، خصوصًا المتعلقة بالملف الدرزي.
وقال أحد المسؤولين: “نتنياهو يسير وفق أجندة انتخابية، وهذه سياسة قصيرة النظر”، فيما أضاف مسؤول آخر: “يبدو أن الإسرائيليين لا يدركون حجم الضرر الذي تسببه هذه السياسات لعلاقتهم مع واشنطن”.
ملفات أخرى تزيد من تعقيد المشهد
أتى هذا التوتر بعد أيام فقط من زيارة نتنياهو إلى واشنطن ولقائه بالرئيس ترامب، والتي سادها جو من الانسجام العلني عقب الحرب الأخيرة مع إيران. إلا أن التطورات اللاحقة في سوريا، إلى جانب قصف كنيسة في غزة ومقتل المواطن الفلسطيني الأميركي سيف مصالحة على يد مستوطنين، ساهمت في تأجيج الغضب الأميركي تجاه حكومة نتنياهو.
وفي موقف غير معتاد، أصدر السياسي الجمهوري المعروف بدعمه لإسرائيل، مايك هاكابي، بيانًا وصف فيه مقتل مصالحة بـ”الإرهاب”، مطالبًا بإجراء تحقيق. كما أعرب عن استيائه من الإجراءات الإسرائيلية تجاه المسيحيين الإنجيليين الراغبين في زيارة الأراضي المقدسة.
“استغراب” من ردّ الفعل الأميركي
قال مسؤول إسرائيلي كبير للموقع إن التصعيد الأخير استند إلى معلومات استخباراتية تشير إلى تهديدات ضد الدروز، نافياً أن تكون هناك دوافع انتخابية وراء الضربات. وأضاف أن إدارة ترامب كانت، حتى وقت قريب، تشجع على التحرك الإسرائيلي في سوريا.
وختم بالقول: “نعلم أن واشنطن تريد استقرار الحكومة السورية الجديدة، لكن علينا التزامات أخلاقية بحماية الدروز في إسرائيل والمنطقة”.
مخاوف أميركية من تداعيات إقليمية أوسع
ترى إدارة ترامب، بحسب “أكسيوس”، أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى تقويض الاستقرار في سوريا، وأن منح إسرائيل حرية مطلقة في التعامل مع الوضع يهدد بنسف التوازن الهش في المنطقة. وقال أحد المسؤولين: “السياسات الإسرائيلية الحالية تدفع نحو الفوضى، وقد يتحمّل الجميع ثمن ذلك، بمن فيهم إسرائيل نفسها”.