أعلنت وزارة الدفاع التركية، يوم الخميس، أن قواتها قتلت 24 مسلحًا كرديًا في شمال العراق وسوريا خلال الأسبوع الماضي، في إطار استمرار عملياتها العسكرية في المنطقة، وذلك رغم دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني لنزع السلاح والاتفاق المنفصل بين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة ودمشق.
ووفقًا لرويترز، أكد مصدر في وزارة الدفاع أن الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد ودمشق لا يغير من التزام تركيا بمكافحة الإرهاب في سوريا. كما شدد على أن أنقرة لا تزال تطالب بحل ميليشيا وحدات حماية الشعب، التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، ونزع سلاحها بالكامل.
تعتبر تركيا قوات سوريا الديمقراطية منظمة إرهابية بسبب صلاتها بحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون كجماعة إرهابية، حيث يخوض الحزب تمردًا مسلحًا ضد الدولة التركية منذ عقود. وقد شنت القوات التركية عدة عمليات عسكرية عبر الحدود ضد الجماعة في سوريا والعراق.
وفي سياق متصل، كان زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا، عبد الله أوجلان، قد دعا الشهر الماضي التنظيم إلى إلقاء سلاحه، في خطوة اعتُبرت محاولة لفتح باب للحوار، بينما لا تزال الجماعة تنشط في شمال العراق.
وتأتي تصريحات أوجلان بعد اقتراح قدمه دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية وحليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث دعا أوجلان إلى حث المسلحين على إلقاء السلاح مقابل إمكانية النظر في إطلاق سراحه، وهو ما وصفه بهجلي بأنه “فرصة تاريخية”. في المقابل، لم تصدر أي مؤشرات رسمية من الحكومة التركية حول إمكانية إحياء محادثات السلام المتوقفة منذ سنوات.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع التركية أنها لن تتراجع عن عملياتها العسكرية ضد المسلحين الأكراد في سوريا والعراق، مشددة على أن مكافحة الإرهاب تظل أولوية قصوى. وأوضح مصدر في الوزارة أن تركيا “لا يمكنها السماح بوجود تهديد إرهابي” على حدودها، معتبرًا أن أي اتفاقات أو مبادرات لن تؤثر على النهج الصارم الذي تتبعه أنقرة تجاه “التنظيمات الإرهابية”.